المقالات

اختلال المعادلات الاجتماعية يعني الانهيار....

986 15:31:00 2011-11-14

بقلم:الكاتب عمار احمد

تتعدد وتتنوع اثار ونتائج الفساد الاداري والمالي وكذلك الاخلاقي السلبية على المجتمع، وهي تتجاوز ما قد يتصوره البعض بأنها تتحدد وتقتصر على تلاعب بجزء قليل من المال العام يضيع في زحمة كثرة المؤسسات وكثرة الاسخاص وكثرة المشاكل والتحديات.القضية اكبر من ذلك بكثير وهي تبدأ مثل ما يظهر التسوس في احد الاضراس قليلا وغير مرئي ولايشكل اي اهتمام من قبل الشخص، لينتهي الى الم ومعاناة وجلسات عديدة على كرسي الطبيب، قد لاتؤدي الى نتيجة ايجابية، وربما ينتهي الامر الى قلع الضرس.. استنادا الى مبدأ (اخر الدواء الكي).الفساد الاداري والمالي، يبدأ صغيرا تحت عنوان رشوة او هدية اكرامية ليتسع ويمتد ويكبر ويكون بعد ذلك على شكل صفقات وعمولات وهدايا ومتاجرة بالمناصب بملايين الدولارات ومليارات الدنانير.والفساد الاداري والمالي يجعل من اناس بسطاء محدودي المال والحال وفي نفس الوقت ضعاف نفوس وليس لديهم اي وازع اخلاقي او ديني، يجعلهم يتمتعون بأوضاع مالية قد تكون خيالية ولايحلمون بها.. من بيوت فارهة وسيارات اخر موديل يستبدلونها بأستمرار وسفرات متواصلة، واجواء بهرجة وصخب ووجاهات اجتماعية زائفة ومفتعلة.وهذا يكون طريقا ومدخلا مختصرا للفساد الاخلاقي حيث الليالي الحمراء التي يتخللها تناول ارقى المشروبات وتناول افضل المأكولات والاستمتاع بأجمل فتيات الليل.. وهذه الاجواء تحتم وتتطلب دائما المزيد من الاموال التي لايمكن لها ان تتوفر الى عبر المزيد من النصب والاحتيال وموت او غياب الضمير وكل مبدأ اخلاقي او ديني.وتوفير المزيد من الاموال لايأتي من فراغ، بل انه يأتي من خزائن اموال الدولة، اي المال العام، وهذا يعني اموال الناس الذين مازالوا محرومين ومهملين ومهمشين ومغيبين، والاموال التي ينبغي ان تصرف على قطاع الكهرباء والمستشفيات والمدارس والخدمات الاساسية.فالغنى الفاحش لعدد قليل من ابناء المجتمع وبصورة غير طبيعية وسريعة يقابله فقر مدقع لعدد هائل من ابناء المجتمع ليس سببه قلة امكانيات الدولة ومواردها، وانما سوء التصرف والتدبير والسرقات وموت وفقدان الضمير. والدولة عندما تعجز عن ردع السيئين في المجتمع وانصاف المظلومين، ورد الاعتبار ان عاجلا ام اجلا.فالدولة التي لاتستطيع ان تحقق العدالة الاجتماعية بين مواطنيها ورعاياها بمقدار معقول لايمكن ان ننتظر منها ان تنجح في المهام الاكبر والاخطر، اذا كانت هناك مهمام اكبر واخطر واهم من مهمة ترسيخ العدالة الاجتماعية بين الناس واعطاء كل ذي حق حقه. وكما يقول احد كبار الزعماء السياسيين في البلاد "ان واحدة من اهم حقوق العراقيين بعد الحرية والاستقلال هو العدالة الاجتماعية وهو حق منقوص للعراقيين في الوقت الراهن مع الاسف الشديد، ويحتاج الى وقفة طويلة ومعمقة في كيفية تعزيز هذه العدالة، حفاظا على النظام الديمقراطي والتعددي في بلادنا، فقد اصبح الاغنياء يزدادون غنا والفقراء يزدادون فقرا وهناك تلكؤ واضح في ملف الخدمات على اكثر من صعيد، ومعاناة العراقيين معاناة عظيمة جراء نقص الخدمات حتى اصبح البعض منهم يتمنى ان يجد العراق بظروف الخدمات المتوفرة في دول فقيرة في المنطقة.ان الشعب في اليوم الذي يستوفي فيه حقوقه ويحقق عزته وكرامته, سيلتف بقوة حول الحكومة والمسؤولين ويعينهم على امرهم في ادارة البلاد وفي تحقيق الرفاه الاجتماعي والعيش الرغيد للمواطنين".والحقيقة الدامغة ،هي ان المجتمع متى ما وجد من الدولة الاهتمام الكافي به سيلتف حولها ويساندها ويؤازرها، ولكنه اذا لم يجد سوى الاهمال واللامبالاة والمحاباة والفساد بكل اشكاله، سوف يحقد ويستاء ويتذمر ويتيحين الفرصة المناسبة للانقضاض عليها.وما يحصل في ظل ثورات الربيع العربي هذا هو بالفعل، وربيع العراق الديمقراطي الذي جاء مبكرا جدا مقارنة بالربيع العربي لايجوز الزهد والتفريط به تحت وطأة مغريات السلطة والمال وملذات الحياة الاخرى مع موت الضمير وانحراف السلوك، وضياع الاخلاق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك