رباح التركماني
استغرب العراقيين من حملة الاعتقالات التي نفذتها الحكومة بحق عدد من عجائز البعث وموتاه الذين لم تدونهم سجلات الطب العدلي كونه ماتوا خفية وأصبح ذويهم يستحون حتى الإعلان عن وفاتهم كونها تجلب العار والخزي للذين يتبنون مآتمهم وجنائزهم فرحلوا رحيلاً خافتا ًلم يشعر به اقرب مقربيهم !والغريب في الأمر هو تمثيل الحكومة الواضح بوجود مؤامرة تستهدف العملية السياسية والتجربة الديمقراطية التي اكتملت بدماء العراقيين وتضحياتهم وهم أي العراقيين لايمكن أن يفرطوا بذلك الانجاز الذي حققوه ولا يمكن لأي قوة على وجه الأرض بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية أن تنتزع الحرية من العراقيين وهذا ما أثبتته تجربة انسحاب القوات الأمريكية والتي سعت بكل جهدها إلى فرض بقاء جزء من قواتها ولكنها لم تستطع ذلك وقد صرح كبار مسو وليهم أن الديمقراطية هي التي أخرجتهم من العراق وليس شي آخر ما يعني أن أرادة العراقيين الطامحة إلى الاستقلال والديمقراطية هي صاحبة القول الفصل !والمضحك المبكي أن حكومة المالكي قد قدمت للبعث دعاية مجانية صورت أن البعث لازال موجوداً فأين هم ؟والشعب العراقي يبحث عنهم وعن الجهة التي تتبناهم للقصاص منهم ومقاضاتهم والانتصاف لضحايا البعث من تلك الجهة أنى كانت دولية أو محلية ،وقد استندت الحكومة على معلومات حصلت عليها من وفد المجلس الليبي الانتقالي الذي زار بغداد والتقى المالكي وأطلعه على مخطط عثر عليه في مقتنيات ألقذافي يحوي على أسماء لبعثيين خططوا لتغيير النظام في العراق بعد انسحاب الأمريكان!!وهذا ما يفجر أسئلة لدى المواطن العراقي البسيط غابت عن أذهان مستشارين السيد المالكي الأفذاذ! منها لماذا لم يعلن عنها مباشرة بعد مقتل ألقذافي ؟ ولماذا أعلن عنها ألا بعد أن أيقن الأمريكان أن الموقف العراقي الرافض لبقائهم لا يمكن التراجع عنه؟ ببساطة أن المالكي وقع في الفخ الأمريكي الذي أرسل رسالة متعددة فمن جهة أن المالكي شعر بالخوف من هذا السيناريو الذي اكده له المفاوض الأمريكي وهو ما الذي تستطيع فعله أذا حدث انقلاب بعثي بغطاء الطائرات السعودية وسط عدم وجود القوة الجوية العراقية! والأخر إلى المكون السني الذي شعر بالخطر الذي يصيبه نتيجة خروج القوات الأمريكية !وبذلك استطاع الأمريكان من أرباك الوضع العراقي وجنوا ثمار ما خططوا له بإعلان الفدراليات في غير أوانها وهذا ما لا يخدم الشعب العراقي فالفدرالية مادة دستورية اقرها الشعب العراقي وهو ملتزم بها بشروطها وليس الفدرالية الناتجة من وضع متشنج وتكون ردة فعل لمواقف سياسية ! فنعم للفدرالية التي يتفق عليها العراقيين ،وكلا وألف كلا لفدرالية السياسيين ! فمن خطط للفدرالية غايته زيادة لحمة الشعب العراقي وليس تشظيه !
https://telegram.me/buratha