المقالات

غدير خم يوم وحدة امتنا

922 11:51:00 2011-11-15

الباحث : قاسم بلشان التميمي

صادف يوم الغدير او ما يسمى (غدير خم) يوم الأحد 18 ذو الحجة من سنة 10 هـ، والذي خطب فيه رسولنا الكريم (صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبين وسلم) خطبة ذَكَرَ فيها بعض فضائل اسد الله الغالب الامام علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ، حيث اشار رسولنا الكريم الى أمانة وعدل الامام علي وعدد الكثير الكثير من صفات امام الاسلام (عليه السلام)، وذلك في أثناء عودة المسلمين من حجة الوداع إلى المدينة المنورة في مكان يُسمى (غدير خم) قريب من الجحفة. ومن جانبه اعتمد البكري الأندلسي العالم الجغرافي المتوفّي سنة 487هـ في كتابه (معجم ما استعجم) 1 : 492 على قول السكوني : أنّ «موضع غدير خمّ يقال له الخرّارآ» .لكن وادي الخرّار يقع اليوم على ما هو المشهور بالظهر في امتداد وادي الخانق .عندما قرر نبي الرحمة حج بيت الله الحرام سنة عشرة للهجرة انتشر هذا الخبر بين الناس وعلم به المسلمون في القرى والمناطق المجاورة للمدينة وغيرها من المناطق التي وصلها هذا النبأ ، فتوافد الكثير إلى المدينة المنوّرة وانضموا إلى موكبه( صلى الله عليه وآله وسلم )حيث بلغ عدد الّذين خرجوا معه ما يقارب مائة وعشرون ألفاً أو أكثر من ذلك غير الذين لحقوا به في الطريق ومكة .وبعد أن أنهى (صلى الله عليه وآله وسلم) مناسك الحج وقفل راجعاً إلى المدينة وبينما كان في طريقه وقافلته العظيمة تواصل سيرها إذ هبط عليه الأمين جبرائيل عليه السلام من عند الله عز وجل مخاطباً له بقوله تعالى : ﴿ يا أيها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من النّاس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ﴾ فأبلغه أنّ الله عزّ وجل يأمره بأن يقيم علياً بن أبي طالب عليه السلام َخليفة وإماماً للمسلمين ووصياً له على أمته وأن يبلغ الناس ما أنزل عليه من أمر ولايته وفرض طاعته على كل مسلم . وكان ذلك كما اشرنا انفا في الثامن عشر من ذي الحجة وقد وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى منطقة الجحفة بالقرب من ماء غدير خم وهي المنطقة التي تتشعب منها الطرق إلى العراق ومصر والمدينة واليمن وكان الوقت ضحى ، (وهذا المكان مهم جدا لانه موقع افتراق الطرق الى بلاد الله الواسعة ، ولم يكن اختياره اعتباطا حاشى لله بل كان اختيارا الهيا منظما ومحكما) ، فتوقف صلى الله عليه وآله وسلّم عن المسير وأمر بمن تأخر عنه أن يلحق به وبمن تقدم أن يرجع إليه ، فاجتمعوا جميعاً عنده وحان وقت صلاة الظهر ، فصلى بهم (صلى الله عليه وآله وسلم )وكان جو ذلك اليوم شديد الحرارة جداً حتى أنّ الرجل منهم كان يضع بعضاً من ردائه على رأسه والبعض الآخر تحت قدميه ، وعمل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منبراً من أحداج الإبل ، وبعد أن انتهى من صلاته قام فيهم خطيباً من فوق ذلك المنبر فخطبهم خطبة طويلة بليغة ابتدأها بالحمد والثناء على الله عز وجل ووجه فيها للحضور الكثير من المواعظ والنصائح ثم نصّب علياً عليه السلام إماماً وخليفة ووصياً من بعده على أمته .وروي عن البراء بن عازب في حديث عن محمد بن عبد الله أنه قال ( كنا مع رسول الله في سفر فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكُسح لرسول الله تحت شجرتين فصلى الظهر واخذ بيد علي (رضي الله عنه) فقال : " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟ قالوا بلى فاخذ بيد علي فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه، فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال له ، هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ) (مسند احمد بن حنبل : 4/ 281، طبعة : دار صادر / بيروت. 1 ـ الحافظ أبو نعيم في كتاب نزول القرآن 2 ـ الإمام الواحدي في كتاب أسباب النزول ص 150. 3 ـ الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره الكبير. 4 ـ الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1 /187 5 ـ جلال الدين السيوطي في كتابه الدر المنثور في التفسيبر بالمأثور ج 3 / 117. 6 ـ الفخر الرّازي في تفسيره الكبير ج 12 /50. 7)وحقيقة الامر ان المسلمين في عهد الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) لم يكونوا مجتمعين على امر كيوم (غدير خم ) حيث ذكر التاريخ لنا الكثير عن مخالفة بعض المسلمين للرسول الكريم الا انه لم يذكر لنا ان احدا عارض الرسول يوم غدير خم حتى اشد اعداء الاسلام واشد اعداء اهل البيت(عليهم السلام) بل على العكس ، فقد كان هناك اجماعا قويا وتماسكا بين المسلمين حتى الذين في قلوبهم مرض لم يعلنوا مخالفتهم او عصيانهم للامر الالهي الذي وصل الى رسولنا الكريم عن طريق الامين جبرائيل (عليه السلام) ، وحتى لوكانت هنلك مخالفة فان المخالفين طلبوا برهانا انيا على صدق الرسول فيما دعا اليه وتم لهم ذلك وصعقوا وهلكوا بنار من السماء وهي معجزة لتثبيت امر الله . ان المسلمين اليوم مطالبين ان يلتفوا ويقفوا صفا واحدا في كل امر كان فيه اجماع بين المسلمين وليس هناك اكثر اجماعا بين امة محمد (صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبين وسلم ) يوم غدير خم.ووثق شاعر الرسول حسان بن ثابت يوم الغدير بقصيدة رائعة ومنها بعض هذه الابيات

يناديهم يوم الغدير نبيهم بخمٍ واسمع بالرسول مناديا

وقد جاءه جبريل عن امر ربه بانك معصوم فلا تك وانيا

وبلّغهم ماانزل الله ربهم اليك ولاتخشى هناك الاعاديا

فقام به إذ ذاك رافع كفه بكف علي معلن الصوت عاليا

فقال:

فمن مولاكم ونبيكم فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت نبينا ولم تلق منا في الولاية عاصيا

فقال له :

قم يا علي فإنني رضيتك من بعدي إماماً وهادياً

فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له اتباع صدق موالياً

هناك دعا اللهم وال وليه وكن للذي عادا علياً معاديا

فيا رب انصر ناصريه لنصرهم إمام هدىً كالبدر يجلو الدياجيا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم بلشان التميمي
2011-11-18
الاخ العزيز من السويد تنبيهك في مكانه واحسنت بالتشخيص لك مني الف والف تحية قاسم بلشان التميمي
تنبيه مفيد ان سمحتم
2011-11-17
أخي المراقب العزيز لم سيلبوا حقه بل سلبوا البشرية حقها الذي فرضه الله تعالى وأمر رسوله المصطفى ص بأبلاغه دون اجتهاد او تردد ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا صدق الله العظيم وهذا التاريخ شاهد كيف رئيس أحد الكوريتين خلال حكمه رفع البلاد من أفقر دوله الى واحدة من أغنى الدول بينما صدام البلاده هبط بالبلاد من أغنى الدول ألى أفقرها وأهدمها فهل هو سلب حق البلاد أم حق صدام ولا ننسى أن أصغر الأخطاء من مسؤول كبير قد يكون كارثه؟؟؟؟؟؟
قاسم بلشان التميمي
2011-11-17
شكرا لمرورك استاذي الكريم عبدالله الجيزاني وشكرا لك سيدي مراقب على مرورك الكريم وكل عام وشيعة اهل البيت بالف الف خير
الجيزاني
2011-11-16
كما عودتنا على التميز استاذ قاسم احسنت على حسن الاختيار وحسن الطرح،وكل عام والاسلام والمسلمين بخير
قاسم بلشان التميمي
2011-11-16
امين
مراقب
2011-11-15
لعن الله من سلب هذا الطود حقه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك