عادل العتابي
تنطلق الدورة الرياضية العربية الثانية عشرة في الدوحة في التاسع من كانون الاول المقبل وتستمر لغاية الثالث والعشرين منه، البعض يسميها دورة الالعاب الرياضية بأعتبار ان ذلك هو اسمها الرسمي الاول، واخرون يطلقون عليها مسميات مختلفة الا انها لاتتعدى كونها دورة للرياضيين العرب تقام كل اربع سنوات في بلدان عربية مختلفة يتنافس فيها المتنافسون من الاشقاء للحصول على اغلى الاوسمة عربيا.حرص المتحدث الرسمي للدورة ومدير الاعلام فيها عبدالله الملا على التأكيد بأن اغلب الدول العربية ستشارك في الدورة التي تحتضنها قطر بما فيها ليبيا واليمن وسوريا، وبكل تأكيد فهو هنا يتعامل سياسيا وليس رياضيا مع تلك الدول على اساس التغييرات السياسية التي حصلت وستحصل في تلك الدول، الا انه ينسى ذلك سريعا فيطلب من الرياضيين ترك السياسة لاهلها والتركيز على مهمتهم في الرياضة والاهتمام بالتنافس فيما بينهم للحصول على المراكز الاولى.الغريب انه يتابع حديثه بالقول ان الدورة ستكون منطلقا لتجمع عربي يجمع كلمة الامة ويوحد صفها وهو كلام سياسي بحت لاتوجد فيه اية اشارة رياضية! ويعود ليقول اننا دورة رياضية نستضيف الاخوة العرب الاعزاء في بلدهم الثاني قطر والسياسة ستكون بعيدة عن التدخل في الرياضة، لكنه يعتقد ان الدورة الرياضية ستكون بمثابة حضور عربي متميز يجمع كلمة الامة.لااعرف ان كان الملا قد سمع بأنسحاب سوريا مؤخرا من الدورة الرياضية العربية لاسباب سياسية وليست رياضية اذ كان السبب الرئيس للانسحاب من الدورة "الرياضية" هو قرار الجامعة العربية "السياسي" ضد سوريا، فقد اكد الرياضيون في سوريا وحسب قولهم بانهم عاهدوا الله والوطن للدفاع عن كرامة الوطن ووحدته الوطنية وهم كانوا قد رفعوا رايات سوريا فى مختلف البطولات العربية والاسيوية والعالمية، لكنهم اليوم لن يكونوا فى الاستحقاق العربى الرياضى المقبل لأنهم سيغيرون لباسهم "الرياضي" باللباس "العسكرى" للوقوف فى وجه المؤامرة وللحفاظ على الأرض والإنسان والوطن.هذا الكلام فيه من السياسة الكثير وفيه القليل جدا من الرياضة، او ربما هي اشارة رياضية عابرة، وهذا مااكده احد المسؤولين عن الرياضة في سوريا لوكالات الانباء المختلفة بقوله أن الرياضيين في سوريا من خلال اتحاداتهم يرغبون بعدم المشاركة في دورة الالعاب الرياضية العربية في قطر الا في حال إلغاء جامعة الدول العربية قرارها الجائر بتعليق عضوية سوريا في مجلس جامعة الدول العربية.نستغرب من محاولات البعض بعزل الرياضيين عن السياسة وكأنها بعبع يأكل انجازاتهم الرياضية، كما ان هناك محاولات لاقصاء الادباء عن السياسة والاهتمام بالتأليف والقراءة، ومثلها لابعاد الفنانين وبقائهم في المسرح والسينما البعيدتين عن السياسة، وربما ستكون هناك دعوات بابعاد العمال والفلاحين عن السياسة والتوجه الى المزارع والمعامل لزيادة الانتاج والانتاجية، وان تكون المرأة في البيت متخصصة بتربية الاولاد، وان يبقى السياسيون لوحدهم في الساحة ينعمون بما لذ وطاب بعيدا عن الربيع العربي الذي ربما اصبح قريبا منهم رغم انهم يريدون ابعاد الرياضة عن السياسة.
https://telegram.me/buratha