حميد الشاكر
يمثل (( هيجل جورج فلهلم فردريك / 1770م / 1831م )) الالماني المولد والذي ذكره السيد المفكر والفيلسوف محمد باقر الصدر في تمهيده الفلسفي لكتابه فلسفتنا باعتباره الباني النهائي للمنطق الديالكتيكي الجدلي ، الذي اعتمدت عليه بشكل تام المدرسة المادية الماركسية من اهم المفكرين ، والفلاسفة الالمان الذين اسسوا فعلا لنمط فكري فلسفي وسياسي واجتماعي وتاريخي مختلف وخطيرفي العالم الاوربي القديم انذاك بصورة خاصة والعالم ككل بصورة عامة !!.ولعلّ الامام الصدر رضوان الله عليه عندما ذكر هيجل في تمهيده الفلسفي ليذكره كرائدالمنطق الديالكتيكي الحديث والاهم في فهم روح الفلسفةالمادية الماركسية كان قاصدا من وراء هذا الذكرالضروري لطرح تصورين اساسيين : الاول : تصور يرجع المنطق الديالكتيكي لمبتكره الحقيقي وهو هيجل .الثاني : وهو تصور يسلط الضوء على ما اضافه (ماركس) للفكرالفلسفي الاوربي على الحقيقة وهل يستحق كل هذه الهالة من التقديس المفتعلةلفكره من قبل انصاره ومحازبيه من الشيوعيين الماديين ؟.ام انه مجرد مقتبس للمادية كفلسفة يونانية قديمة من جهة ، ومقتبس ايضا للمنطق الجدلي الهيجلي من جانب اخر ليعري هذا الصنم الحجري من تلك الهالة التقديسية التي اضفاها انصارالشيوعية المادية على ماركس من خلال البربوجندة الاعلامية الضخمة التي كانوا يمتلكونها انذاك بدون وجه حق !!. نعم السيد الصدر ذكر في تمهيده الفلسفي كتقييم لما طرحه كارل ماركس القول :(( وانما جاء كارل ماركس الى هذا المنطق وتلك الفلسفة فتبناها وحاول تطبيقها على جميع ميادين الحياة فقام بتحقيقين :احدهما : ان فسر التاريخ تفسيرا ماديا خالصا بطريقة ديالكتيكية .والاخر : زعم فيه أنه اكتشف تناقضات رأس المال والقيمة الفائضة ، التي يسرقها صاحب المال في عقيدته من العامل ..)) 1 .لكن يبقى لاشارة السيدالصدررض لهيجل كمنظر للديالكتيك والمنطق الجدلي ابعادا اخرى اكثر من كونها كاشفة لهشاشة فكر ماركس وتحجر افاقه المعرفية في ابداع فلسفة متكاملة الجوانب الذاتية وهذا ماسوف نتناوله بالنسبة لماركس بعد ان نسلط الاضواء على الخطرالفلسفي الاكبرالا وهوالفيلسوف الالماني هيجل لتكتمل صورة الديالكتيك عند كل من يريد فهم الجذور والخلفيات والانعكاسات...الخ لهذا المنطق الخطير الذي عده بعض مفكري الغرب بانه المؤسس الحقيقي للامبريالية الالمانية النازية المدمرة في المانيا وفي العالم !!.
طبعا الامام الصدر محمد باقر لم يتعرض للفيلسوف الالماني هيجل ، لبحث حياته بشكل مفصل ، او افكاره بشكل واسع في طرحه الفكري في فلسفتنا وفي اقتصادنا كحلقتي فلسفة الصدر المتبقية لنا منه رضوان الله عليه وكذا لم يكن كتاب الاسس المنطقية للاستقراء للامام الصدر كتاب يتناول الفلسفة وقادتها في العصر القديم او الحديث ليكون هناك نصيب لفلسفة هيجل ومنطقه في هذا الكتاب وكذالك لم يطرح الامام الصدر ، ولو قليلا عن الفلسفة الالمانية وخصائصها الفكرية ليهيئ لنا كقرّاء لفكره المسرح ، الذي نبتت منه الفكرة الشيوعية المادية ، لماركس باعتباره الماني المولد والمتاثر الثقافي ايضا لكنه اشار رحمه الله بكل وضوح الى ان صانع وباني فكرة المنطق الديالكتيكي هو فردريك هيجل !!.ولهذا السبب مع الاسف ضاع الكثير من التفاصيل الدقيقة والمهمة لمشهد الملامح الفكرية والسياسية والاجتماعية ...... للفكرالاشتراكي الشيوعية المادي الماركسي الذي حاول الامام الصدر رض تقديمه بشكل مبسط وتناول الماركسية بعد ذاك بكل خطوطها وتفاصيلها الاصيلة ، ليشرحها فلسفيا ويوضح انعكاساتها الخطيرة فكريا وسياسيا واجتماعيا وتربويا على مجتمعه والعالم !!.بمعنى اخران معظم فلاسفة ومفكري اوربا الذين تناولواهيجل تاريخاوفكرا وفلسفة قد اشاروا الى ان هذا المفكر قد امتد تأثيره الفكري والفلسفي بصورة غير مسبوقة لفيلسوف ومفكر آخر ، حتى انه استطاع خلق ظاهرة امواج عملاقة انشطرت الى حيزين كبيرين في حياة الاجتماع الانساني : الاول : وهوحيز الفلسفة والفكرالانساني بحيث ان قراءة ووعي هيجل فكرا وفلسفة ومنطقا ولاهوتا وقانونا... قبل قراءة الفكر الاوربي والفلسفي الحديث اصبحت تعد ضرورة من ضرورات فهم الفكر الفلسفي الاوربي الحديث بصورة عامة !!.وهذا بالواقع ما طرحته:(( الموسوعة الفلسفية المختصرة )) عندما ارادت التورخة لهيجل وفلسفته وتاثيره وتأسيسيته الكبيرة على مجمل الفكر الفلسفي الاوربي انذاك فقالت :(( لكي يكتسب المرء شيئا من المنظور التاريخي عن كيركجارد ، وماركس وعن الماركسية والوجودية وعن البرجماتية والفلسفة التحليلية وعن الارثوذكسية الجديدة وما يسمى بالنزعة النقدية الجديدة ...... لكي يكتسب المرء شيئا من ذالك فلابد ان يأخذ في اعتباره تأثير هيجل من حيث هو احد العوامل الرئيسية .)) 2 .اي ان هيجل وفلسفته تقريبا قد دخلت بمعظم مفاصل الفلسفة الاوربية الحديثة حتى ان فهَمنا للماركسية وماركس لا يمكن لها ان تكتمل بدون فهم هيجل وفلسفته اولا وكذا في الفلسفة الوجودية ، وابو جلدتها كيركجورد اللاهوتي المؤمن والى سارتر في الحاده وماديته وهكذا لوثر والبروتستانتية ، والنقد واتجاهاته ... ومن ثم معظم الفلاسفة الالمان الذين عاصرو هيجل اوجاءوا من بعده ، فكل هذا الكم الهائل من الفلاسفة والمفكرين الغربيين تابع او متأثربما طرحه هيجل من تنظيرفلسفي واخر منطقي وقانوني ...الخ وغير ذالك من افكار كان لها اهمية الصعق لتحريك الفكر الاوربي واعادة تحريك مياهه الراكدة !!.الثاني : وهو الحيز السياسي ، والاجتماعي حيث يعتبر التنظير الفلسفي والمنطقي لهيجل لاسيما في فكرة الصراع ، وعبادتها على اساس انها الفكرة ، التي اسست لما كان يعرف بالنزعة الامبريالية الالمانية النازية ، والتي اتخذت من فكر هيجل بالتحديد قاعدة لحركتها ومنظورها السياسي ، الذي كان يرى في الصراع والحرب والدمار ... على اساس انها القوانين الطبيعية التي ينبغي ان تحكم العالم والانسانية جمعاء !!.يذكر (( و . فريدمان )) في كتابه (( الثورة العالمية ومستقبل الغرب )) في فصل ((سبعة اتجاهات بارزة في الفكر الالماني)) حول تاثير الفلسفة الهيجلية على العقل الالماني السياسي والاجتماعي والقانوني القول : (( و كان الكتاب الحربيون والمشرعون يتسابقون في بث الاحتقار للقانون الدولي مما ادى الى احتقارنفس فكرة الانسانيةعلى اعتبار انها تضم جميع الامم والشعوب والاجناس ونقولها مرة اخرى هذا يعودالى نظريات هيجل التي تناولها المشرعون الالمان الحديثون امثال (كوفمان) و(وشمدت) و (بندر) و( لارنز ) و ( بوكهوف ) وغيرهم بالايضاح ، والشرح ...)) 3.ويقول : (( ان النظريات التي تبين بطريقة او باخرى روح العدوان الذي تميز به الالماني قد نشأت كلها تقريبا بين اول القرن التاسع عشر والعصر الحاضر اما قبل هذا التاريخ فكانت المانيا تشكل جزءا من المدنية الاوربية، التي تدرجت من النظام الاقطاعي والكاثوليكي في القرون الوسطى ، الى النهضة العلمية ثم انتشار الفلسفة العقلية.... ، وبطبيعة الحال كانت الاراء الخاصة بالرسالة الروحية للامة الالمانية والتطورالتاريخي ، عن طريق اسهام الامم المختلفة فيه عرضة للانحراف (( فقلب هيجل)) الرسالة والتطور معا ...)) 4 . واخيرا يقول مختتما الفصل بعنوان : مرضان تعاني منهما المانيا الحديثة : (( بقي امامنا نظريتان بلغت بهما المانيا حد الكمال الخبيث نظريا ، وعلميا الاولى نظرية تفوق الجنس الالماني على غيره من الاجناس ، ذالك التفوق الذي يعطيه الحق في السيادة على غيره من الاجناس والعالم ..!!.اما النظرية الثانية او المرض الثاني المرتبط بالنظرية الاولى ارتباطا وثيقا ، فهو تمجيد القوة والوحشية وهومرض يظهر بوضوح في فلسفة (( هيجل )) و( نيتشة ) ويبرز في فلسفة (( كلاوز ويتز )) و(( سبنجلر )) والنازيين . 5 .
وعلى هذا الاساس مثل هيجل وفلسفته ومنطقه القاعدة الاخطر لكل من حاول فهم العالم والحياة والمجتمع من خلال منطق هيجل ، باعتبار ان المؤمنين به وبفلسفته وبمنطقه الديالكتيكي ..حتما سينظرون بشكل منقلب لكل ماهو قائم ليصبح استقرار المجتمع ليس في انسيابيته في الحركة والتطوربل بالصراع والتناقض والنفي ونفي النفي.... الخ وهكذا في كل المجالات الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية !! .ان اخطر ماطرحه بالفعل ( هيجل) في فلسفته وفكره ورؤيته والذي انتجت بطبيعة الحال كل تلك الكوارث الفكرية والفلسفية وكذا السياسية والاجتماعية ...هو منطقه الجدلي الديالكتيكي !!.هذا المنطق ، الذي ليس فقط ادعى هيجل انه مما ينبغي ان يكون في فكر الانسان وتصوراته فحسب، بل ان هيجل طرح الديالكتيك على اساس ماهو كائن وانه يمثل القانون الاوحد لحركة العالم والانسان والتاريخ والفكر والقانون مما جعل المؤمنين بهذا المنطق ان ي تخذوا منه الحقيقة المطلقة الوحيدة في هذا العالم !!.أما ماهو ذالك المنطق الديالكتيكي ، الذي دمر المانيا ومن بعدها دمر نصف العالم باسم الشيوعية وحتمية الصراع الطبقي على يد ماركس ومحازبيه ممن انتفعوا من هذ ا الفكر للوصول الى السلطة والحكم ؟.فهذ ا ماتناوله بتوسع الامام الصدر في اطروحته (( فلسفتنا)) ليجعل من الديالكتيك حجم منتفخ اعلاميا لاغيروانه منطق في حقيقته مناقض للعلم وقوانين العالم وسنن الحياة والمجتمع ، ولهذا ذكر الامام الصدر اولا ماهية المنطق الديالكتيكي الهيجلي في البداية بالقول: ((وتتلخص الطريقة الجديدة _ طريقة الديالكتيك الهيجلي _ لفهم الوجود في افتراض قضية اولى ، وجعلها اصلا ، ثم ينقلب هذا الاصل الى نقيضه بحكم الصراع في المحتوى الداخلي بين المتناقضات ،ثم يأتلف النقيضان في وحدة وتصبح هذه الوحدة بدورها اصلا ونقطة انطلاق جديدة ، وهكذا يتكرر هذا التطور الثلاثي تطورا لانهاية له ولا حد ..وقد بدأ هيجل بالمفاهيم والمقولات العامة فطبق عليها الديالكتيك واستنبطها بطريقة جدلية قائمة على التناقض الممثل في الاطروحة ، والطباق ، والتركيب واشهر ثواليثه في هذا المجال واولها هو :الثالوث الذي يبدأ من ابسط تلك المفاهيم ، واعمقها وهو مفهوم الوجود ، فالوجود موجود ، وهذا هو ( الاثبات ) او( الاطروحة ) بيد انه ليس شيئا لانه قابل لان يكون كل شيئ الدائرة وجود المربع وجود الابيض وجود الاسود النبات الحجر وجود .... فليس اذا شيئا وهو بالتالي ليس موجود وهذا هو ( الطباق ) الذي اثارته الاطروحة وهكذا حصل التناقض في مفهوم الوجودويحل هذا التناقض في(التركيب) بين الوجود واللاوجود الذي ينتج موجودا لايوجد على التمام اي الصيرورة والحركة )) 6 .ثم بعد ذالك يبين الصدر جهل التصورات للاشياء العالمية في منطق هيجل واطروحته الديالكتيكية ليقول :(( ونظرة بسيطة على الاطروحة والطباق والتركيب في قضية الوجود التي هي اشهر ثواليثه تدلنا بوضوح على ان هيجل لم يفهم مبدأ عدم التناقض حق الفهم حين الغاه ووضع موضعه مبدأ التناقض !.ان مفهوم الوجود مفهوم عام دون شك ، وهو لذالك قابل لان يكون كل شيئ قابل لان يكون نباتا او جمادا او ابيض او اسود او دائرة او مربعا ولكن هل معنى هذا ان هذه الاضداد ، والاشياء المتقابلة مجتمعة كلها في هذا المفهوم ، ليكون ملتقى للنقائض والاضداد ؟.طبعا لا فان اجتماع الامور المتقابلة في موضوع واحد شيئ ،وامكان صدق مفهوم واحد عليها شيئ اخر ، فالوجود مفهوم ليس فيه نقاط السواد والبياض ، او النبات والجماد وانما يصح ان يكون هذا او ذاك لاانه هو هذا وذاك معا في وقت واحد )) .7 .اي بمعنى اخر يريد الامام الصدر التفريق بين مفهوم الوجود العام باعتباره مفهوم فكر عام للاشياء مثله مثل مفهوم الحيوان الذي يدخل بداخل اطاره اي موجود حي كالانسان والحيوان مثلا ،وبين واقعية وجود الاشياء بالخارج وتنوعها او اندراجها تحت مفهوم الوجود ، ونعم النبات وجود والحجر وجود ، لكن هذا لايعني تناقض وجود هذه الاشياء مع مفهوم الوجودلانه فيه تنوع موجودات متقابلةوحتى ان كانت متناقضة ، كالبياض والسواد ، لكن هذا يعني عمومية مفهوم الوجود ، لهذه الاشياء المتقابلة ممايجعل من مفهوم الوجودمفهوما غيرقابل لانطباق مبدأ اجتماع النقيضان في حيز واحد اسمه الوجود واللاوجود ، وليس العكس !!.وبهذا اتى الامام الصدررض على قواعد هذا المنطق من القواعدليهدم كل مدعياته العريضة في فهم سر الاسرار المنطقية والفلسفية للكون والعالم والحياة ... لكن مع الاسف بدلا من استماع العالم لهذا الصوت الفلسفي الفكري للسيد الفيلسوف الصدر في زمنه ذهبت الاحزاب والمنظمات والتيارات ....الشيوعية المنضوية تحت لواء الماركسية المادية ، والايمان بديالكتيكها المزعوم وتحت وطأة المصالح السياسية التي توفرها هذه الفوضى العارمة ، في غيها لتحاول تطبيق هذا الديالكتيك الهيجلي الموهوم على كل حياة الشعوب ومصير استقرارها الخطير ! .ان اشكالية هذا المنطق الهيجلي ، ومن ثم الماركسي الشيوعي وخطريته وتدميريته ربما لاتبرزبشكل واضح في المجال الفكري والفلسفي المنطقي الذي تناوله الامام الصدر رضوان الله عليه في اطروحته الفلسفية ، باعتباران الحيز الفكري والمجال الفلسفي ، مجال وحيز عام ومتخصص بصورة كبيرة لذا من الصعب على الناس جميعا ادراك ما يعنيه هذا الديالكتيك ، وخصوصا منه المادي الشيوعي الماركسي على حياة الانسان والمجتمع بصورة مباشرة ، وكم تمنينا ان يكون الصدر متناولا لهذه الانعكاسات الاجتماعية الخطيرة ، والمباشرة ، لمنطق هيجل الديالكتيكي على المجتمع واستقراره وتطوره الحقيقي وحركته ، ولكن الصدر كان طرحه فلسفيا في هذه الحلقة ولم يكن طرحا اجتماعيا ليلاحق ما يعنيه المنطق الاشتراكي الديالكتيكي الماركسي المادي على المجتمع واثار مثل هكذا فلسفات ومنطق على صحة الحياة الاجتماعية وتماسك لحمتها الانسانية !!.نعم يمكننا نحن بهذه المناسبة ان ناخذ نموذجا من خلاله نطبق المنطق الديالكتيكي على وجوده لنرى كيفية تصورنا ، لحركة هذا النموذج داخل هذا الديالكتيك وليكن هذا الحيز ، هو الحيز السياسي ، فمعروف فكريا ان الديالكتيك ، ومنطقه في الفكر الاشتراكي الشيوعي الماركسي المادي وكذا من قبله الهيجلي المثالي لم يكن فقط طريقة للبرهان والاستدلال العقلي فحسب ، بل كان ذالك المنطق يؤخذ على اساس انه تفسير لتطور حركة الفكر والمدنية والمجتمع والانسان ... فالناس في السياسة مثلا ، يبحثون عن الحرية على حساب النظام ، ويبحثون عن النظام على حساب الحرية وهما التناقض بين الاطروحة والطباق بيد ان كليهما يتحولان الى شر واحد بعينه اذا تطرفنا فيهما ، الا وهو حكم الاقوى ، بغض النظر عن الاخرين ، وقصة الصراع السياسي ، هي في اغلبها : قصة محاولة الوصول الى تآلفات متعاقبة من الجانبين بحيث تحتفظ اكثر فاكثر بكل ماله قيمة في النظام والحرية معا ، غير ان التركيب النهائي المطلق في تناقض الحرية مع النظام سوف يكون الدولة باعتبار ان الدولة هي الحقيقة الكبرى التي ينبغي الدفع نحوها كحقيقة ينبغي عبادتها !!.ومن هذا المنطق نفسه نظرالماركسيون وكذا كل الماديين الشيوعيين للدولة كمقدس ينبغي ان لايكون في قبالته ان وجدت اشتراكيا اي حرية ، او نظام يحترم باعتبار ان لا الحرية ولا النظام هي حقائق ثاثبتة ومقدسة لايمكن تجاوزها ديالكتيكيا !!.وهكذا قس على ذالك رؤية المجتمع ووجوده وكيفية صناعة صراع طبقي قائم بين الراسمالية ، والعمال في داخله ، حتى الوصول للمجتمع الشيوعي ، الذي ليس فيه لاراسمالية ولاعمال اجراء لديهم !!.اما العالم فمعادلته نفس معادلة الصراع السياسي فلا قانون ولاحريات ولاثوابت تحترم ولامواثيق ولامعاهدات ..... انما هو ساحة لفرن ملتهب من الصراع الذي لاينتهي الا بانتهاء مفعول قانون الديالكتيك الحاكم لهذا العالم !!.اما كيف ولماذا ينتفي مفعول قوانين الديالكتيك ومنطق الجدل او الدجل الماركسي الشيوعي عند وصول البشرية لقيام مجتمع شيوعي عالمي ليس فيه ولا راسمالي متعفن واحد ؟.فلا جواب علمي او فكري او فلسفي او منطقي يطرح في هذا المضمار !!.نعم اخطر مافي هذا المنطق والجدل الديالكتيكي هو: انعكاساته المدمرة واللانسانية على المجتمع والانسان واذا كان هيجل المثالي واللامادي واللاهوتي الذي استوحى من الله المطلق والمادي المحدود اطروحة وطباق ر كبت منهما الانسان المسيح ليكون نتيجة قضت على فكرة الله والمادة هو الذي صنع الدولة البروسية الالمانية النازية التي نشرت الحرب والدمار في ربوع العالم كله ، فماذا ستكون انعكاسات الشيوعية الاشتراكية الديالكتيكية الماركسية المادية الملحدة ، غير دمار اكل نصف العالم باسم الشيوعية والخداع والدكتاتورية وطبقة العمال ...ونسف كرامة الانسان وحرياته من قاموس الوجود البشري !!.
1 : فلسفتنا / السيد الصدر /مصدر سابق / ص 24 .2 : الموسوعة الفلسفية المختصرة / مراجعة واشراف زكي نجيب محمود / هيجل / ص 512.3 : الثورة العالمية ومستقبل الغرب / و . فريدمان / ترجمة روفائيل جرجس / من الفكر السياسي الاشتراكي / الجمهورية العربية المتحدة / ص 22.4 : فريمان / نفس المصر / ص 24 .5 : فريمام / ص 30 .6 : الصدر / فلسفتنا / ص 193 .7 : الصدر / ص 194 .http://7araa.blogspot.com/
https://telegram.me/buratha