عيسى السيد جعفر رئيس مجلس إدارة جريدة البينة
كان ليل العراق الحالك وسماؤه الملبدة بغيوم البعث الاسود وظلمه الجائر على موعد مع النور وكأن العراقيون ينتظرون شمس الجهاد لتبدد ليلهم المستديم الذي صنعه الطاغية وازلامه.. ولم يكن ذلك النور والرعد الصاعق الا حسيس قصب وبردي اهوار العراق التي تكحلت بمنظر قوافل الفادين والمضحين من رجال المجلس الاعلى الاسلامي الذي ابتدأ بتسمية (المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق) عام 1982 للميلاد منطلقا الى سوح الجهاد الرحبة ضد الطواغيت وممتهني كرامة الانسان. ومع اطلالة ذلك العام الاغر كان ارتجاف الطاغية يتصاعد وياسه يكبر وهلعه يزداد من القصب والبردي الذي لاحت من خلالهما رؤوس البنادق لتحيل ليل الهور الى نهار وصمته الى حركة ودوي ينهزم امامه فلول البعث كالجرذان نحو ضفاف الهور علهم يجدون الآمان، وما كان للظالمين ان يتسيدوا وما كان للجبان الا ان ترتعد فرائصه من الخوف من ضربات المجاهدين الذين لم يرق لهم ان يكون الهور ميدانهم الاوحد فنقلوا بأسهم الى المدن واصابوا المقبور صدام بمقتله حين اقعدوا ابنه المتجبر المقبور عدي في عملية جهادية خلدها التاريخ واحالته الى كسيح معقد يحسد من يمشون على أرجلهم، وتوالت العمليات الجهادية حتى صار محيط حركة الطاغية بين قصره ونهر دجلة ولا يخرج الا متنكرا كاللصوص حتى اذن الله تعالى لشمس الحرية ان تشرق ويختبئ الطاغية كالجرذ في حفرة الذل، فيما ينشر التأريخ صفحات مجاهدي المجلس الاعلى وبطولاتهم وتضحيات الشهداء بسطور من ذهب على الواح العز التي تشرق عليها الشمس فتشع بريقا ومجدا. وفي الذكرى 29 لتأسيس المجلس الاعلى الاسلامي الرحمة لشهداء الحرية الابرار والمجد لكل من توسم بجراح الجهاد.
https://telegram.me/buratha