المقالات

الطفيليون ومحاربتهم .......

811 21:50:00 2011-11-17

صادق سالم صبيح الوحيلي

هناك نوعان من العلاقات التي تحكم المجتمعات الانسانية , العلاقة الاولى هي العلاقة التكافئية ( تبادل المنفعة ) وهي العلاقة الاشمل والاغلب في كل مفردات الحياة , فعلاقات مثل البيع والشراء , الحقوق والواجبات ........ , هي علاقات تبنى على اساس ان يكون هناك مبدء ( اخذ وعطاء ) واستفادة متبادلة بين طرفين معنيين لكي تتوازن الحياة وتسير نحو الطريق الصحيح ,نعم قد يكون هناك بعض الخلل في عملية التوازن هذه وتترتب على هذا الخلل جملة من الامور مثلا عندما تبيع اكثر مما تاخذ من المال فان هذا غبن بحقك وسرقة من الطرف الاخر وعندما تكون الحقوق اقل من الواجبات ايضا يعتبر هذا ظلم بحقك واجحاف من الطرف الاخر وهكذا بالنسبة لكل امور الحياة فان أي خلل بالمعادلة بين الطرفين سيتنج جملة من الامور وسيؤدي الى السير بطرق اخر او الإبطاء بالمسير او تعثره , ولا اريد الاستطراد اكثر بهذا المجال الذي اريد قوله انه رغم كل ذلك فان لابد ان يكون هناك نوع من التبادل نوع من الاخذ والعطاء بين هذا الطرف وذاك وان افضل العلاقات هنا هي التي يكون فيه مؤشر المعادلة على الوسط وكلما انحرف هذا المؤشر نحو العطاء اكثر او الاخذ اكثر اصبح الخلل اكثر فاكثر في هذه العلاقة وبالتاكيد سيؤدي الى مساوء كثيرة .لكن بالمجمل فان هذه المساوء لن تشكل خطر حقيقي الا اذا كان هناك انحراف وتطرف كبير بمؤشر هذه النوع من العلاقات عندها ستتحول هذه العلاقة الى النوع الثاني من العلاقات التي تتحكم بالمجتمعات الانسانية .وهذا النوع الثاني من العلاقات هي العلاقات الطفيلية , وتعتبر من اخطر العلاقات التي يمكن ان تدمر المجتمع او العلاقات الانسانية فيما بينها.وهي ان يعتاش طرف على حساب الطرف الاخر دون ان يعطي أي شيء !! لا بل وان هذا الطرف الطفيلي يسبب الاذى والسوء للطرف الاخر وتستمر هذه العلاقة مادام الطرف الطفيلي يستفاد من الطرف الاخر , اما اذا انتهى او توقف ما يستفيد او حتى اذا انتهى او مات الطرف الثاني فان هذا الطفيلي يتركه على الفور ليبدء بابحث عن طرف اخر يعتاش عليه بالكامل !!.ولو طبقنا الكلام اعلاه على مجتمعنا العراقي سنلاحظ ان هؤلاء الطفيليون يزدادون يوما بعد اخر ويتفننون باختراع طرق جديدة لطفيليتهم ,وبما اننا بعد السقوط اصبح الدين هو الصبغة الافضل التي يصطبغ بها الكثيرين , وبما ان المرجعيات الدينين تعتبر السلطة الاكبر لدينا , فبالتاكيد فان التطفل على هذه المرجعيات يعتبر افضل انواع التطفل بالنسبة لأولئك !! , لذلك نجدهم دائما يتقربون بشتى الوسائل لهذه المرجعية او تلك ويتنقلون بين البلدان من لبنان الى العراق وغيرها وبالتاكيد يتسلحون بمختلف انواع الاسلحة التي تتناسب مع مهامهم هذه فالنفاق وشكل الورع ( شكله فقط ) والثقافة السطحية ( الدينية والثقافية ) والتي يركزون فيها على اختيار المصطلحات الكبيرة والمنمقة والتقرب من محيط المرجعية بذلة وهم يعتمدون على مبدء إخجال المقابل, كل هذه الاسلحة وغيرها تجدهم يتفننون بها حتى يستقروا في منصب او مكان يتيح لهم البدء بالعملية الطفيلية واخذ كل ما يحتاجوه من جاه ومنصب ومال ولا يعطون غير السوء والسبة لهذه المرجعة لا بل هم ايضا وفي خلواتهم وعند الانفراد مع شياطينهم يسبون المرجعية التي يعتاشون عليها ؟؟!لانهم بريدون اخذ كل كل شيء دون أي سؤال!!! , وطبعا اذا ما انكشف امرهم وطردوا او ابعدوا او جمد نشاطهم سينتقلون الى مرجعية جديدة ويبدؤون رحلة جديدة مع حملة تسقيط وتشويه للمرجعية السابقة .المشكلة مع هؤلاء ان محاربتهم ستكون صعبة للغاية للاسباب التالية

اولا انهم لايكشفون عن داخلهم ولايعرفهم حقا الا الذين تقربوا منهم لدرجة كافية , وبالتالي فانك عندما تحاول ان تفضحهم وتحاربهم ستجد هناك صدود كبير لك , ( عجبا كيف تحارب هذا الورع او هذا العامل او هذا الرسالي !!!!!!!!!!؟ ) نعم ستسمع هذا كثير من هذا الكلام ومرادفه ولو كنت ضعيف الحجة سيقع اللوم كل اللوم عليك وستكون انت المذنب ويخرج هو منها خروج المنتصر على الباطل !!!!

اما السبب الثاني فهو ان هؤلاء قد حصنوا انفسهم بعلاقتهم بشخص او مجموعة من الاشخاص الذين لهم مكانتهم لدي مجتمع هذه المرجعية وطبعا هؤلاء الاشخاص اما ان يكونوا مخدوعين بهم او هم من النوع الاول ذوي المؤشر الذي يميل لمصلحتهم كثيرا او حتى قد يكونوا اشخاص طفيليون مثلهم ( وطبعا على نفس المرجعية ) ,

لكن بالتاكيد لكل داء دواء ولكل سم مصل مضاد

وحسب رأي فان افضل اسلوب لمحاربة هولاء الطفيليون هو بالاعلام والاشهار المبني على الدليل حتى ان كان الدليل ضعيف يكفي ان تبدء اولا بهز صورهم من نظر المعجبون بهم ( وللاسف هم كثيرون ) !!!!الامر الثاني ان لايكون العمل منحصر بشخص واحد بل يجب ان يكون مع ثلة من الطيبون وخاصة ذوي السمعة الحسنة ومن الذين ممكن ان يسمع صوتهم لايصال الحقيقة شيء فشيء للمجتمع ,وثالثا التحرك على الاشخاص الذين يسندون مثل هكذا طفيليات وخاصة المخدوعين منهم وتوضيح الصور وازالة الغبار على الصورة الحقيقية لهؤلاء ,ورابعا وهذا اهم شي عدم الاستسلام اذا فشلت المحاولة تلو المحاولة ويجب ان تعتبر هذا تكليفك الديني تجاه مرجعيتك وان لا تكتفي بالنواح والتذمر ضمن دائرة ضيقة جدا لا يسمعك فيها الا من يعرف هذا الطفيلي ,تحرك دائما وتكلم بالحق دائما وانشر دائما فهذا اكثر ما يخشاه الطفيليون .صادق سالم صبيح الوحيلي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صادق سالم
2011-11-18
بارك الله بك اخي العزيز ابو حسنين وجعلك ممن يحاربون هؤلاء خدمة لكل ماهو خير
ابو حسنين النجفي
2011-11-18
بوركت لما صدح في فكرك ولسانك واجاد به قلمك لله داّب الطيبين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك