بقلم .. رضا السيد
ان من ينتمي الى هذا الوطن العريق وتمتد جذوره بالشكل الذي امتدت به جذور نخيله ومائه وتاريخه الطويل،لا يمكن ان يقبل بفكرة ان يقسم العراق وفق أسس طائفية او مصلحية او عرقية او غير ذلك من المصطلحات الغير مقبولة جملة وتفصيلا ، لان العراق وكما عاش أهله منذ آلاف السنين يعتبر ملاذا لكل الأديان والطوائف والأعراق ، وبالتالي فان ما موجود بين هذه المكونات من قواسم مشتركة تجعل المهتمين بالشأن العراقي يحسبون آلاف الحسابات قبل الإقدام على اي خطوة من شانها إرباك هذا النسيج الوطني .ولكن ما لا يفهمه الكثيرون او ربما بدا البعض بفهمه ان فكرة إقامة الأقاليم وفق أسس صحيحة ومنطقية وناجحة هو ما يجب ان يحصل منذ وقت طويل لان النجاح في إقامة الأقاليم إنما هو نجاح للمواطن العراقي في كل مكان من ارض العراق وبالتالي فان الثروات سوف توزع بالشكل المناسب على الجميع ولا يكون هناك هدرا بالأموال والموارد العراقية كما هو الحال بما يجري الان من إضاعة أموال الميزانية العراقية بصفقات وعقود وهمية ومن ثم تذهب الأموال ولا احد يدري بجيب من . على العموم فان إقامة الفيدراليات على أساس جغرافي صحيح ومتوازن يضمن استثمارا صحيحا ومتجانسا للموارد العراقية الأمر الذي يعطي مجالا للحكومات المحلية بإقامة المشاريع الاستثمارية والبنية التحتية بما يخدم مصلحة المواطن والإقليم ، وبهذا نكون قد قطعنا شوطا كبيرا في زيادة دخل المواطن والقضاء على البطالة وتوفير مستلزمات النجاح في كل المجالات .يقول السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي حول هذا الموضوع " الفيدرالية حق دستوري مشروع لكنه مشروط بسلامة الإجراءات والتوقيتات ، وأننا نجدد موقفنا الداعم لحق الفيدرالية الإدارية اللامركزية مع أهمية الإجراءات الصحيحة ودراسة الظروف الموضوعية والحساسيات والتوقيتات وان القول الفصل في هذه القضية والقضايا الأخرى يبقى للشعب دون وصاية من أحد ولابد ان تحظى كل خطوة دستورية بالاحترام سواء كنا نرغب بها أو كانت لنا ملاحظات وتحفظات عليها. ومن الخطورة أن يتحول هذا الحق الدستوري إلى أداة للابتزاز أو وسيلة لتمرير مشاريع شخصية أو سياسية أو نخبوية ضيقة، مشددا على ضرورة أن لا تتحول الفدرالية إلى كلمة حق يراد بها شيء آخر.وأن المرحلة الحساسة التي يمر بها العراق والاستعداد لخروج القوات الأميركية منه يدعونا لنتساءل هل أن توقيت تشكيل الإقليم في محافظة صلاح الدين جاء منسجما مع هذه التعقيدات والحساسيات والظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق ؟؟ وهل أن التعدد القومي والمذهبي والسياسي في صلاح الدين منسجم مع هذه الخطوة. لذا فإنها دعوة أهالي صلاح الدين إلى تجنب المواقف الانفعالية والارتجالية في هذا الموضوع ودراسة عملية تشكيل الإقليم دراسة مستفيضة للتأكد من مصلحتهم ومصلحة العراقيين جميعا بهذه الخطوة التي يتخذونها لتكون سببا في مزيد من الوحدة والتلاحم بين العراقيين" .إذن فالأمر ليس مجرد ان يخرج مجموعة من الأشخاص يمثلون فئة معينة ويعلنون بان المحافظة الفلانية باتت إقليما مستقلا إداريا واقتصاديا بل ان الأمر اكبر من ذلك بكثير .. إذ لابد ان تكون هذه الإجراءات مدروسة وعلمية بالشكل الذي لا يعطي مجالا للتراجع حيث ان الأخطاء التي قد تسببها بعض الانفعالات الشخصية ربما تكون نتائجها غير محسوبة وبالتالي فان الضرر المترتب سيكون اكبر من المنفعة .
https://telegram.me/buratha