الكاتب ..عمران الواسطي
تعودنا كثيرا على المبادرات الطيبة التي يطرحها سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي سواءا فيما يخص الجانب السياسي في العراق او ما يخص الجانب الاقتصادي او التربوي او الجانب الاجتماعي.. وبحثه في مبادراته الكثيرة والقيمة عن اي حلول يمكن لها ان تساهم في تطور مسيرة الفرد العراقي باتجاه إقامة مجتمع ناهض متحضر يعتز بثوابته الإسلامية والوطنية .ومبادرة الزواج الجماعي واحدة من تلك المبادرات القيمة التي يسعى سماحة السيد الحكيم من خلالها الى خلق حالة من التكافل الاجتماعي وإعانة الشباب على تذليل متطلبات الزواج الصعبة الأمر الذي يسهم في زيادة التقارب بين الزوجين ويسهم في حث الشباب على البحث عن شريك لحياته إذا ما تم تسهيل جانب مهم من جوانب إتمام الزواج ، لذا جاءت هذه المبادرة الكريمة لتحقيق ذلك . والزواج الجماعي هو شكل من أشكال الزواج وهو كنظام اجتماعي عرفته مجتمعات عديدة غالباً ما يحدث إما لعوامل اجتماعية أو ديموغرافية (سكانية) أو بيئية أو اقتصادية، ويعد الزواج الجماعي صيغة يتم من خلالها تزويج أعداد من الشباب إلى عدد مماثل من الشابات وذلك بهدف تكوين أسر جديدة تسهم في نماء وتطور المجتمع. كما أن ظاهرة الزواج الجماعي من الأمور المستجدة في مجتمعنا العراقي ظهرت بناء على حاجة الشباب لمن يساعده ويقف معه في تيسير الزواج والذي يواجه بعض العقبات التي تقف عائقاً أمام زواجه، مثل غلاء المهور وتكاليف العرس وغلاء مستلزمات إقامة الزفاف وما يترتب على ذلك من ولائم تتواكب مع الزواج في المجتمع العراقي . وبالتالي فان مبادرة الزواج الجماعي تكون كبرنامج اجتماعي يتضمن الإعداد لبناء الأسرة على أسس سليمة في إقامة علاقات زوجية متكاملة .ويؤكد سماحة السيد عمار الحكيم على ان الزواج هو السمة الإلهية الفطرية الحقيقية التي تبدأ من الإنسان كمقدمة لبناء مجتمع قوي ومتماسك وأمة متجذرة وقوية وقادرة على مواجهة التحديات كما ان هناك العديد من عناصر ومقومات نجاح العلاقة الزوجية وديمومتها ، كأهمية حسن الخلق والعشرة بالمعروف واحترام الشخصية الانسانية للمرأة واحترام الحقوق المالية للزوجة فضلا عن الالتزام بهذه العلاقة وعدم الزهد بها ، كما أن العشرة بالمعروف لا تكون من طرف واحد بل يجب ان تكون متبادلة بين الجانبين ، وان الاسلام وضع توازنا مهما حينما أقر بضرورة أن تكون الزوجة بحلّة حينما تختلي مع زوجها ، وان تكون عفيفة حينما لا تكون معه حتى لا يطمع بها طامع . ويؤكد سماحة السيد الحكيم على دلالات الزواج الجماعي بأن الزواج يمثل عملية تكامل الادوار في البناء الاجتماعي والذي يبدأ من الأسرة حيث تتوزع فيها المهام والأدوار ، ويكون المدخل لتحقيق التوازن في الشخصية الانسانية على المستوى الفردي ومن ثم على المستوى الاجتماعي ، وبالتالي فانه السمة الإلهية الفطرية الحقيقية التي تبدأ من الإنسان كمقدمة لبناء مجتمع قوي ومتماسك وأمة متجذرة وقوية وقادرة على مواجهة التحديات ، وان كل الاحتياجات الفطرية للإنسان كما يضعها الله سبحانه وتعالى فانه يضع المداخل الصحيحة لتلبيتها بشكل صحيح .وعليه فان هذه المبادرة الكريمة والتي تعتبر واحدة من تلك المبادرات التي طرحها سماحة السيد عمار الحكيم والتي تدل على مدى اهتمام سماحته بالجانب الاجتماعي للمواطن العراقي وخصوصا شريحة الشباب لما تمثله من أهمية بالغة في نجاح المجتمع وبناءه وفق الأسس الصحيحة . لذا فما يميز مبادرة السيد الحكيم بإقامة الزواج الجماعي وخصوصا إذا ما علمنا أنها المبادرة السابعة والثانية خلال أسابيع هو أهمية دعم الشباب وضرورة تسهيل الطرق أمامهم والعمل على تذليل العقبات التي تواجههم ، وبالتالي فان النتائج التي يمكن ان تثمر من خلال إقامة مثل تلك الأمور تسهم بشكل فاعل في بناء المجتمع الإسلامي العراقي وفق سياسة التعاون والتكامل بين الجميع .
https://telegram.me/buratha