المقالات

المجلس الاعلى ذكرى التاسيس وتحديات المرحلة؟

954 13:46:00 2011-11-19

بقلم / كاظم الجابري

مرت امس الذكرى السنوية التاسعة والعشرون لتاسيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وقد انطوت صفحة اخرى من صفحات تاريخه الزاخر بالعطاء والتضحية والجهاد ونكران الذات ,, حيث استطاع هذا الكيان ان يكون له دورا فاعلا ومؤثرا على مجريات الاحداث في حقبة زمنية مهمة جدا من تاريخ العراق المعاصر والتي شهدت تحولات جذرية في نظام الحكم بعد ان تحول من نظام حكم شمولي دكتاتوري الى نظام ديمقراطي حر تشوبه كثير من الاشكاليات وتعوقه مجموعة من المعوقات لعل من ابرزها طبيعة تركيبة المجتمع العراقي .ان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وفي فترة تصديه لمعارضة النظام المقبور ركز على هدف استراتيجي واحد ومحدد وهو اسقاط النظام البعثي , وقد سخر كل السبل من اجل تحقيق هذا الهدف .لقد عملت قيادة المجلس الاعلى جاهدة لتوحيد المعارضة العراقية وتوزيع ادوارها من اجل تحقيق هدف اسقاط النظام ,, وشكلت فصائل العمل المسلح المتثلة بفيلق بدر الظافر من اجل تحقيق هدف اسقاط النظام ,, وركزت قيادة المجلس الاعلى على تفعيل الاعلام الذي يوضح مضلومية الشعب العراقي ويكشف زيف البعثيين وكان الهدف اسقاط النظام ,, بناء علاقات متوازنة مع الدول الاقليمية والعالمية واستثمار هذه العلاقات في تحقيق هدف اسقاط النظام ,, الموافقة على المشروع الامريكي واعتبار الامريكان شريك واقعي وليس شرعي كان الهدف منه اسقاط النظام .لقد واجه المجلس الاعلى الاسلامي العراقي معارضة شديد من بعض قيادات الكيانات السياسية من مشاريع كان المجلس الاعلى يبتغي من ورائها تحقيق الهدف واثبتت الوقائع صحة تلك القرارات مما جعل هذه القيادات اليوم تتربع على كرسي السلطة بل تتشبث به .وبعد التحول الكبير الذي حصل في العراق وسقوط نظام صدام الفاشي ركز المجلس الاعلى على هدف استراتيجي محدد وهو بناء الدولة الناجحة التي تخدم المواطن العراقي وتعوضه سنين الظلم والحرمان وقد سخر كل السبل لتحقيق هذا الهدف وكان دوره محورياً في تنظيم الملفات من اجل توحيد الجهود والمواقف للخروج من ازمة التحول من النظام الشمولي الى النظام الديمقراطي وما رافق هذه العملية من احداث عصفت بالعراق كادت ان تشعل حرباً طائفية لاتخمد نيرانها .لقد عمل المجلس الاعلى الاسلامي العراقي على وضع الاسس المنطقية لتحقيق الهدف من خلال التاكيد على وحدة الشعب العراقي وتلاحمه رغم اختلاف مكوناته ,, ومحاربة الارهاب بكافة اشكاله ,, والوقوف بوجه الحرب الطائفية ونزع فتيل الفتة بين مكونات الشعب العراقي ,, وتشكيل مجلس الحكم والذي يعتبر خطوة باتجاه تشكيل الحكومة المؤقتة ,, والتاكيد على كتابة الدستور بايادي عراقية وعرضه للتصويت الجماهيري لاقراره ,, واقرار مبدأ التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع ,,ومكافحة كل اشكال الفساد الاداري والمالي في دوائر الدولة العراقية ,, توفير مناخات مناسبة للقاء الفرقاء السيا سيين من اجل توحيد المواقف وحل الازمات ,, وبناء العلاقات المتوازنة مع دول الجوار الاقليمي وتوظيفها من اجل تحييد هذه الدول وحثها على الايمان بالمشروع السياسي العراقي .النقاط التي ذكرت في اعلاه وغيرها كانت جميعها تصب في مصب واحد وهو بناء الدولة الناجحة التي تشكل الحكومة الناجحة .ان التحدي الذي يوجه المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بعد مضي تسعة وعشرون عاما على تاسيسه هو كيفية تشكيل منظومة تنظيمية تكون مصداق للشراكة الوطنية الحقيقية من خلال الكيان الواحد الذي يجمع الطيف العراقي رغم اختلاف قومياته ومذاهبه واديانه وهي المنظمومة التي تقبل العراقيين كونهم ابناء الوطن الواحد ,, فاذا كان تنظيم المجلس الاعلى في بغداد وفي الرمادي والموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك وفي السليمانية ودهوك واربيل وفي واسط وميسان والبصرة والناصرية وفي السماوة والديوانية والنجف الاشرف وكربلاء المقدسة وبابل ,, وخاض هذا التنظيم الانتخابات التشريعية سوف ينتج عنه برلمان يحقق الشراكة الوطنية ويؤسس الى حكومة شراكة حقيقية لانه سيولد من رحم مشروع يحمل رؤيا واضحة ويشترك فيه مكونات الشعب العراقي بمختلف توجهاتهم يجمعهم هدف واحد وهو استثمار المشروع السياسي من اجل خدمة المواطن عندها ستتحقق الشراكة الوطنية بمفهومها الصحيح .قد يبدوهذا التحدي من اصعب التحديات التي تواجه المجلس الاعلى في المستقبل الا ان وجود قيادة شابة مثل قيادة السيد عمار الحكيم تمتلك كل المقومات التي يمكن ان تسهم في نجاح مثل هكذا مشروع وتحويله من تحدي الى حقيقة واقعة انشاء الله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك