احمد عبد الرحمن
كانت العقود الثلاثة الاخيرة من تأريخ العراق حافلة بالكثير من الاحداث والوقائع والتحولات والمتغيرات السياسية الكبرى، التي لم تكن في اطارها العام منفصلة او معزولة عن مجمل التفاعلات الحاصلة في المحيط الاقليمي وعموم المشهد الدولي، وكذلك لم تكن بعيدة عن احداث ووقائع ومخاضات وتداعيات عاشها العراق منذ بدايات القرن الماضي، على امتداد ثمانية عقود من الزمن.وبما ان النظام الديكتاتوري الصدامي ، كسياسات وشخوص وادوات وعلاقات، كان من ابرز معالم ومظاهر حقبة العقود الثلاثة الماضية، حتى بعد سقوطه الى الابد، لذا فأنه كان من الطبيعي جدا ان ان تفرز تلك المرحلة عناوين سياسية واشخاص ومواقف وتوجهات تساهم في صنع التأريخ وكتابته.ولعل المعارضة العراقية، كانت احد ابرز عناوين وسمات تلك الحقبة، كأستحقاق وضرورة فرضها الواقع العام في العراق، وضمن هذا العنوان، برز المجلس الاعلى الاسلامي العراقي(المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق) في ظل منعطف خطير وحساس، كمكون سياسي، يحمل رؤية سياسية وعقائدية شاملة ومتعددة الجوانب والابعاد تستوعب حقائق الواقع العراقي بكل تمظهراته وتجلياته، وتعبر عن منهجية متميزة في العمل السياسي استندت الى زعامة المرجعية الدينية والعمق الجماهيري بمختلف اشكاله، والارث والتأريخ الاسلامي والوطني لابناء الشعب العراقي.ولايختلف اثنان في ان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي نجح ايما نجاح في ان يكون رقما صعبا وفاعلا ومؤثرا في المعادلات السياسية والحضور الدائم في كل المحافل والميادين.وذلك الحضور الفاعل والدائم ارتبط بجملة عوامل، من بينها-ان لم يكن ابرزها-حكمة قياداته وحصافتها، والاعتدال والتوازن والمرونة، والانفتاح على مختلف القوى والمكونات السياسية والاجتماعية، والالتزام بالثوابت الوطنية والاسلامية، وايمانه بمحورية المرجعية الدينية وزعامتها، وتقديمه المصالح الوطنية العامة على المصالح الحزبية الخاصة، فضلا عن تقديمه تضحيات كبرى بالارواح والدماء من اجل القضاء على الديكتاتورية والظلم والاستبداد، وبناء العراق الجديد، وما استشهاد زعيمه اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم بعد شهور قلائل من سقوط النظام الا مؤشر ودليل دامغ على تلك التضحيات الكبرى.واليوم وبعد مرور تسعة وعشرين عاما على التأسيس يجد كل منصف ان المجلس الاعلى مازال ذلك العنوان السياسي البارز في الساحة السياسية العراقية، بل واوسع واشمل من ذلك في الساحات العربية والاقليمية والدولية، ومازال محافظا على ثوابته ومتمسكا بمنهجه وسائرا على خطه السليم.
https://telegram.me/buratha