بقلم .. رضا السيد
في الآونة الأخيرة ظهرت حالة جديدة ربما لم تكن موجودة بهذه الشدة او الوطأة من قبل .. إلا وهي الانتقادات المتكررة التي يوجهها المسؤولون الحكوميون والشخصيات السياسية والعلمائية وحتى من هم مهتمون بالسياسة نزولا الى المواطن العراقي البسيط الى الحكومة العراقية كونها راحت تبتعد شيئا فشيئا وبقصد او بدون قصد عما يريده منها الشارع العراقي .وهي بذلك تضع نفسها أمام مشاهدات متكررة من قبل من ذكرنا فتصبح موضع لائمة وتأنيب ومن ثم تزداد وتتفاقم الأزمات وتتعدد العقبات وبالتالي يمسي الطريق لإيجاد حلول مناسبة صعب جدا ، وما يثير الاستغراب في الأمر ان اغلب من ينتقد الحكومة خلال هذه المشاهد هو السياسي نفسه ، او بشكل اكثر دقة هو من يشترك بالحكومة ..؟فربما لن يستغرب احد إذا كانت الانتقادات الموجهة للحكومة من قبل شخصيات او كتل ليس لها تمثيل في الحكومة او ان مشاركتها بالحكومة قليلة جدا ولكننا نستغرب من ان المشاركين الحقيقيين في الحكومة العراقية الان وممن لهم تمثيل كبير بها هم من ينتقد أداء الحكومة ، وهم من يحاول ان يجد له الأعذار ويلقي باللائمة على عاتق غيره . فهناك كتل سياسية لها ثقلها بالتشكيلة الحكومية وهي لحد الان لم تقدم ما وعدت به ولكنها في الجانب الأخر تراها أول من يقدم الاعتراضات ضد قرارات الحكومة وأول من يعمل على ان يضعف من الحكومة بحجة أنها باتت لا تلبي متطلبات الشارع العراقي متناسيا انه طرف مهم جدا في المعادلة الحكومية العراقية . على كل حال فما يراه الكثير من ( مشاهدات متكررة ) ضد الأداء الحكومي بات يتكرر يوميا وراحت وسائل الاعلام تتناقله بشكل سريع وأخر هذه المشاهدات هو ما ذكره السيد صباح شبر خطيب وإمام حسينية أصحاب الكساء على لسان السيد مقتدى الصدر ان السيد مقتدى الصدر قال لمجموعة من أتباعه زارته قبل العيد وهي تشكو إليه عودة البعثيين لتسنم زمام الأمور في دوائر الدولة كافة خاصة في الأجهزة الأمنية , ان المالكي يتصافح مع البعثيين في الليل وينعتهم في النهار وهذا مكمن الخلل وسر عودة البعثيين من جديد وبغطاء حكومي الى الواجهة ، وان تكتيك المالكي أصبح واضح حيث كل ما يمر في أزمة سياسية وضغط من الكتل الأخرى يرجع الى الشارع الشيعي ويحتمي به بعد أن يطلي عليهم أكاذيب ويخوفهم من عودة البعث بينما نجده الراعي الرسمي لعودة حزب البعث الى الواجهة السياسية لكن بغطاء أخر. وقال السيد شبر نقلا عن السيد الصدر " إننا نجد ان البعثيين اليوم لم يتضرروا من فقدان هدامهم بعد ان وفرت لهم كافة الامتيازات والمخصصات والوظائف بينما لم تقدم الحكومة قيد أنملة لذوي المقابر الجماعية والكرد الفيلية وضحايا إرهاب الوهابية وغيرهم من مساكين الشعب العراقي ومن المضحك المبكي ان العشرات من الذباحين والسفاحين من مجرمي القاعدة تغدق عليهم الحكومة بالأموال والرواتب تحت يافطة الصحوات وغيرها ".وفي نهاية خطبته ذكر السيد شبر ان بعد أكثر من ثماني سنوات على زوال الطاغية لم نجد أي مستفيد من الشعب العراقي سوى الحزب الحاكم والوزراء ونواب البرلمان وساسة السفرات ومن يسرق من المال العام والانتهازيين اللذين يبدلون جلودهم وألوانهم مع كل حزب يحكم البلاد ، فنلاحظ من كان شيوعيا وأصبح صداميا واليوم مالكيا هم من يتكلمون بأسم الشعب ويتنعمون بخيراته . إذن عزيزي القارئ الكريم هذه واحدة من المشاهدات الكثيرة التي يشهدها الشارع العراقي والتي تتكرر كما قلنا يوميا عبر وسائل الاعلام ومن قبل جهات متنفذة في الحكومة العراقية ، وأنا اعتقد إذا ما كثرت تلك المشاهدات فان الوضع ربما ينذر بأزمة اشد من ذي قبل الأمر الذي يجعل المتتبع للشأن العراقي يضع الكثير من علامات الاستفهام والتعجب حول القادم بالنسبة للعملية السياسية في العراق .
https://telegram.me/buratha