المقالات

مشاهدات متكررة

779 22:45:00 2011-11-19

بقلم .. رضا السيد

في الآونة الأخيرة ظهرت حالة جديدة ربما لم تكن موجودة بهذه الشدة او الوطأة من قبل .. إلا وهي الانتقادات المتكررة التي يوجهها المسؤولون الحكوميون والشخصيات السياسية والعلمائية وحتى من هم مهتمون بالسياسة نزولا الى المواطن العراقي البسيط الى الحكومة العراقية كونها راحت تبتعد شيئا فشيئا وبقصد او بدون قصد عما يريده منها الشارع العراقي .وهي بذلك تضع نفسها أمام مشاهدات متكررة من قبل من ذكرنا فتصبح موضع لائمة وتأنيب ومن ثم تزداد وتتفاقم الأزمات وتتعدد العقبات وبالتالي يمسي الطريق لإيجاد حلول مناسبة صعب جدا ، وما يثير الاستغراب في الأمر ان اغلب من ينتقد الحكومة خلال هذه المشاهد هو السياسي نفسه ، او بشكل اكثر دقة هو من يشترك بالحكومة ..؟فربما لن يستغرب احد إذا كانت الانتقادات الموجهة للحكومة من قبل شخصيات او كتل ليس لها تمثيل في الحكومة او ان مشاركتها بالحكومة قليلة جدا ولكننا نستغرب من ان المشاركين الحقيقيين في الحكومة العراقية الان وممن لهم تمثيل كبير بها هم من ينتقد أداء الحكومة ، وهم من يحاول ان يجد له الأعذار ويلقي باللائمة على عاتق غيره . فهناك كتل سياسية لها ثقلها بالتشكيلة الحكومية وهي لحد الان لم تقدم ما وعدت به ولكنها في الجانب الأخر تراها أول من يقدم الاعتراضات ضد قرارات الحكومة وأول من يعمل على ان يضعف من الحكومة بحجة أنها باتت لا تلبي متطلبات الشارع العراقي متناسيا انه طرف مهم جدا في المعادلة الحكومية العراقية . على كل حال فما يراه الكثير من ( مشاهدات متكررة ) ضد الأداء الحكومي بات يتكرر يوميا وراحت وسائل الاعلام تتناقله بشكل سريع وأخر هذه المشاهدات هو ما ذكره السيد صباح شبر خطيب وإمام حسينية أصحاب الكساء على لسان السيد مقتدى الصدر ان السيد مقتدى الصدر قال لمجموعة من أتباعه زارته قبل العيد وهي تشكو إليه عودة البعثيين لتسنم زمام الأمور في دوائر الدولة كافة خاصة في الأجهزة الأمنية , ان المالكي يتصافح مع البعثيين في الليل وينعتهم في النهار وهذا مكمن الخلل وسر عودة البعثيين من جديد وبغطاء حكومي الى الواجهة ، وان تكتيك المالكي أصبح واضح حيث كل ما يمر في أزمة سياسية وضغط من الكتل الأخرى يرجع الى الشارع الشيعي ويحتمي به بعد أن يطلي عليهم أكاذيب ويخوفهم من عودة البعث بينما نجده الراعي الرسمي لعودة حزب البعث الى الواجهة السياسية لكن بغطاء أخر. وقال السيد شبر نقلا عن السيد الصدر " إننا نجد ان البعثيين اليوم لم يتضرروا من فقدان هدامهم بعد ان وفرت لهم كافة الامتيازات والمخصصات والوظائف بينما لم تقدم الحكومة قيد أنملة لذوي المقابر الجماعية والكرد الفيلية وضحايا إرهاب الوهابية وغيرهم من مساكين الشعب العراقي ومن المضحك المبكي ان العشرات من الذباحين والسفاحين من مجرمي القاعدة تغدق عليهم الحكومة بالأموال والرواتب تحت يافطة الصحوات وغيرها ".وفي نهاية خطبته ذكر السيد شبر ان بعد أكثر من ثماني سنوات على زوال الطاغية لم نجد أي مستفيد من الشعب العراقي سوى الحزب الحاكم والوزراء ونواب البرلمان وساسة السفرات ومن يسرق من المال العام والانتهازيين اللذين يبدلون جلودهم وألوانهم مع كل حزب يحكم البلاد ، فنلاحظ من كان شيوعيا وأصبح صداميا واليوم مالكيا هم من يتكلمون بأسم الشعب ويتنعمون بخيراته . إذن عزيزي القارئ الكريم هذه واحدة من المشاهدات الكثيرة التي يشهدها الشارع العراقي والتي تتكرر كما قلنا يوميا عبر وسائل الاعلام ومن قبل جهات متنفذة في الحكومة العراقية ، وأنا اعتقد إذا ما كثرت تلك المشاهدات فان الوضع ربما ينذر بأزمة اشد من ذي قبل الأمر الذي يجعل المتتبع للشأن العراقي يضع الكثير من علامات الاستفهام والتعجب حول القادم بالنسبة للعملية السياسية في العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك