كريم الوائلي
من الغرابة ان نجد بعض اخواننا لا يقدرون الجدوى ((البروباكندائيه)) من مشاريعهم الاعلامية التي تسوّق كدعاية برخص التراب ، ويدو انهم ارادوا من وراء ذلك دق مهمازهم في مجسر العبور الذي بات قاب قوسين او ادنى من الضفة التي يصطف عندها الفرسان المنتصرون ، واحسب ان القول بوجود (( ملايين المخاطر ملايين التربصات )) تحيق بالعراق على حد من قال او كتب هو تصويب صحيح وعلى ذلك يجب ان تكون تلك المخاطر مدعات لرص الصفوف والالتفاف حول المشروع الوطني بدلا من بث الاشاعات وتحريف الاقوال والمواقف عبر الاعلام كما يجب ان تكون مدعات للتذكير بالعهود والوعود والشراكة والوحدة ، ولا نشك بأخلاص من ادعى بقدر ما نشك بضبابية المخيال وضعف الذاكرة ، وقد نسى ان المشروع الوطني الذي يتبناه جميع المخلصين للبلاد هو حصيلة جهد وتضحيات مشتركة عملنا معا على رسم خرائطه لسنوات طوال يوم كانت العهود والوعود غير مخروقة بغواية السلطة ومغانم الحكم التي تنسي بعض اخواننا ((عدالة )) العدو وهو يوزع الظلم بالتساوي بينا ، وكان على اخواننا ان لا ينشغلوا يحرق اطاراتهم ويلبدوا الاجواء بالدخان لمجرد انهم شعروا بنجاح اشقائهم ليلحقوا بهم وكي لا يمر ((حزب العودة )) وغيره كما قال قائلهم متمرتسا بدخان اطاراتهم وعندها قد لا يضطرون الى القتال (( بجيش صغير )) او قوى امنية ((تحت التأسيس)) يراد من وراء تصغيرها او ابطاء تأسيسها منع الشركاء من تحمل المسؤولية بشتى الطرق ، واذا كان من يعتقد بأن اعداء المشروع الوطني قد زاد تكالبهم فالاجدر ان لا تطلق بالونات التشويه والتحريف ضد اخوانهم في هذا الوقت بالذات لمجرد رؤيتهم لشواهد تدل على تقدمهم وهو نجاح يعزز من مكانة المشروع الوطني ، ولكي لا يفوتنا تثقيب كل بالون من بالونات التمويه والتحريف يجدر بنا المرور عليها الواحد تلوا الاخر . .اذا كان هناك من بين المشاركين بالعملية السياسية (قوائم او افراد) هم بعثيون بالدليل الدامخ كما قال القائل ويعملون على اسقاط الحكومة فعلى الحكومة وحدها والمتنفذين فيها على وجه الخصوص ان تتحرى عنهم وفق القانون وتسوقهم الى القضاء وتبحث عمن عفا عنهم ومنحهم الوزارات والمناصب ولا سيما الامنية منها وعندها تنتفي الحاجة لآراء الآخرون بعد ان قال القضاء كلمته . . واذا كانت تهمة الطاولة المستديرة انها تساوي بين الوطني ونقيضه فعلينا اولا تحديد الجهة المؤهلة بمنح شهادات بالوطنية لهذا الطرف او ذاك ، واذا كانت تساوي بين الرابح والخاسر فعلينا البحث عمن منع الرابحون من الاكتفاء بأنفسهم والمضي حيث يريدون وعندها لن تكون الاوضاع افضل مما هي عليه الآن مع اننا نعلم ان في السياسة ليس كل الرابحين قادرين على شغل الميدان او الاحتفاظ بربحهم وليس كل الخاسرين عاجزين عن مداهمت الميدان بقوة . . واذا كان هناك من يُتهم بتسقيط الحكومة بطريقة او باخرى حسب ما كتب كاتبهم فهو ليس ذاك الذي لا تفوته مناسبة او فرصة إلاّ واعلن دعمه وتأييده لايجابيات الحكومة ولم يعلن نفسه معارضا لها مع انه غير ممُثل فيها وهذا على خلاف ما معروف في السياقات السياسة مع ان الحكومة غير بريئة من تهم التقصير والفساد . . . واذا كان هناك من يُتهم (( بالترويج عن خلافات بين الحكومة والمرجعية)) فهو بالتأكيد الذي لا يرى في المرجعية رشدا - معاذ الله - تدافع به عن نفسها ويضعها على قدم المساوات مع الكتل السياسية المتصارعة على عظيم قدرها ثم يحاول ان يأتي ببدائل عنها او منافسين لها و بالتأكيد هو غير ما قال القائل او كتب الكاتب وثمة فارق بين من يكون غصن في شجرة المرجعية وبين من كان محبا لها . . واذا كان هناك من يُتهم بأشاعت تسميات خطيرة (( ضد القوى السياسية الاسلامية الشيعية )) فهو بالتأكيد ليس من القوى السياسية الاسلامية الشيعية وإلاّ هل يعقل ان يتهم المؤسس بنقض ما اسس وان يعلو التلميذ على استاذه . . ؟؟ وليعذرنا الكاتب عن فهم معنى (( الاندكاك )) فقد بحثنا عنها في القواميس العربية فلم نجد مثيلا لها واذا كان الامر يتعلق بتحديد نبض الشارع فأن ذلك قد لا يحتاج الى موهبة كبيرة لان نبض الشارع العراقي من القوة ما يمكن مقارنته بطبول الحرب بعد كل تفجير ارهابي او انقطاع للكهرباء او الماء او قصور بالخدمات ومن المؤكد انه من غير الانصاف مساءلة اي طرف غير الحكومة عن ذلك . . ويعلم الكاتب انهم يلتقون ويتفقون خارج العراق مع العديد من الجهات المعادية بما فيهم البعثيين فلماذا يلام الآخر على استقباله طرف مشارك بالعملية السياسية واذا كان ذلك الطرف ((محرض نخبوي)) والآخر ((محرض شعبوي )) فأن ذلك اقرار ضمني من الكاتب بفقدانه للمؤثرين النخبوي والشعبي فلماذا يلام الآخرون واذا كان ((المحرض النخبوي)) غير مرغوب فيه مع الاقرار بنخبويته فمن الذي اعطاه مناصب في السفارات وفي الحكومة اكثر من استحقاقه الانتخابي . . واذا كان كل من يدعوا لاستحقاق دستوري يوصف بأنه ((كلمة باطل يراد بها باطل )) فمن هو الذي ينتقى ليقول كلمة حق يراد به حقا ومتى يتم ذلك وكيف ومن المؤكد انه لو استمع الكاتب للملتقى الثقافي الاسبوعي مع توفر قليلا من النوايا الحسنة لعرف الحقيقية وربما كف عن التهم والتحريف . . واذا كان هناك من اراد حل مشكلة ميناء مبارك من غير تصعيد او مزايدات فهو الذي دعى الى العودة الى اللجان المشكلة لهذا الغرض والخرائط العراقية وارشيف الامم المتحدة وكذلك انزال القضية من سقفها الاعلامي الى السقف الدبلماسي والحواري وهو بالتأكيد الذي تقوّل عليه القائل وحرف كلامه . واذا كان هناك من يدافع عن البعثيين فهو بالتأكيد ليس الذي قتل البعثيون من اسرته بقدر ما قتل الامويون من اسرة الحسين عليه السلام في كربلاء من اطفال ونساء ورجال مع انه لم يثأر لهم وانما مضى على مضى عليه كل شهداء العراق وهو الخلاص من قبضة الاستبداد واسقاط الدكتاتورية . . اما وان الكاتب قد ختم مقالته متوعدا بقوله ان المتقوّل عليه (( لا يعي خطورة ما يفعله اليوم )) فذلك يحفظ له ولمن سوّغ له ذلك . .
https://telegram.me/buratha