المقالات

القفز على الدستور

763 07:41:00 2011-11-22

حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي

اعتقد ان الدستور العراقي الموجود الان ، والذي يستخدمه العراقيون في إدارة شؤونهم واتخاذ قراراتهم والضابط للتعامل بينهم ، قد كتب بأيدي عراقية وتم الاستفتاء الشعبي عليه في تجربة ربما هي من أروع التجارب التي مورست في المنطقة إذا لم نقل في العالم بأسره . كون الشعب العراقي خرج من حكم دكتاتوري متسلط لم يمنح العراقيين اي حق في ممارسة اي عمل ديمقراطي يعبرون به عن أرائهم وتوجهاتهم .. الأمر الذي ميز تجربة الاستفتاء على الدستور عن باقي التجارب .وعند اكتمال هذا الاستفتاء بدأ العراقيون مرحلة جديدة في إدارة شؤون الدولة لان القوانين راحت تشرع وفق الإلية الجديدة ولكن ما لم يحسب له حساب ان هناك من يتلاعب بالدستور العراقي ويحاول ان يقفز على فقراته ، وكأن الدستور جاء لتحجيم عمل جهة او فائدة جهة أخرى وبالتالي فان بعض الجهات الحكومية تحاول ان تمارس نوعا من الخروقات ( اللاقانونية ) على فقرات الدستور العراقي وتجعلها اكثر مطاطية خدمة لمصلحة معينة ، الأمر الذي يؤثر بشكل او بأخر على طبيعة العلاقات بين الكتل السياسية من جهة وبين من يتلاعب بالدستور العراقي ويحاول القفز على فقراته وبين المواطن العراقي من جهة أخرى .هذا المواطن الذي وضع كامل ثقته بحكومته . فالمطالبون بأن تكون هناك تعديلات على الدستور العراقي لهم أسبابهم وقد تكون هذه الأسباب لغاية ما ، ولكن ما لا يمكن فهمه هو لماذا تكون التصريحات بضرورة تعديل الدستور فقط عندما تشتد الأزمات وتزداد الخلافات والتقاطعات وتكثر التشنجات بين بعض الكتل السياسية..؟ أليس من المفروض ان يقر تعديل الدستور بشكل يلائم وضع العراق والعراقيين ككل .. أم ان الموضوع لا يتعدى كونه مصلحة شخصية او حزبية ..؟! وهل إذا ما تم تعديل الدستور العراقي وفق الرؤى الجديدة فان ذلك يضمن عدم التلاعب به والقفز على فقراته من جديد ارضاءا لمصلحة أخرى .؟ ، من يعلم فقد يأتي يوم أخر على العراقيين يجدون أنفسهم أمام ( دستور عجيني ) يشكله السياسيون كيفما شاؤوا ، وهم بذلك لا يختلفون عما كان يقوم به النظام البائد من مصادرة الحقوق ووضع القوانين حسب الأهواء ، كما يصرح بذلك بعض السياسيين بان عملية إجراء تعديلات في بنود ومواد الدستور في الوقت الحاضر هو أمر قانوني ومتاح، لان الدستور قد منح الحق في تغييره وفق ما تتطلبه المرحلة، وبما يخدم العراق وشعبه ، وأن عملية تغير الدستور متاحة من الناحية القانونية والعملية لكنها صعبة في نفس الوقت، لأنها تحتاج إلى موافقة الرئاسات الثلاث وإلى استفتاء شعبي . وكلا الأمرين يمكن لهما ان يحدثا إذا ما توفرت المصلحة ( الشخصية او الحزبية ) فان التنازلات والوعود والصفقات سوف تكون هي من يؤثر على اي قرار وبالتالي يمكن التغيير او القفز على فقرات الدستور العراقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك