سعد البصري
مع اقتراب نهاية الانسحاب الامريكي من العراق فان هناك الكثير من التداعيات التي يمكن ان تظهر على الشارع العراقي ، باعتباره المتأثر الأكبر بما يمكن ان يحدث بعد هذا الانسحاب ، وحسب ما تراه جهات إعلامية او محللين عراقيين وأجانب .فهناك من يقول بان الأمور في الشارع العراق سوف تتأزم اكثر من ذي قبل لان الثقل الذي كان للقوات الأمريكية في مساندة القوات العراقية قد زال ، وبالتالي فان مهمة القوات الأمنية العراقية باتت صعبة ومربكة مما يعطي مجالا اكبر للجماعات الإرهابية والعصابات المسلحة ان تتحرك بمساحة أوسع وبشكل اكثر حرية .وهناك من يقول العكس بحيث يعتبر بقاء القوات الأمريكية بالعراق هو العامل المؤثر في عدم قدرة القوات الأمنية العراقية على مسك زمام الأمور واثبات قدرتها على إدارة الملف الأمني في عموم البلاد وان من كان يؤثر في عملها هو التدخل من قبل القوات الأمريكية الأمر الذي أربك عمل القوات الأمنية العراقية ولم يعطها الفسحة الكاملة في إظهار مقدرتها على مجابهة الأمور ..؟ وبين كلا الرأيين سيكون الفيصل هو انسحاب تلك القوات مع العلم ان الكثير من المهتمين بالشأن الأمني العراق متخوفين من عودة العمليات الإرهابية والمليشيات المسلحة الى الواقع العراقي مستندين بذلك على ان اغلب مفاصل الدولة الأمنية ( الجيش والشرطة ) تدار على أساس المذهب او الطائفة اي ان اغلب القيادات الأمنية في الملف الأمني خاضعة لضغوطات او صفقات مع جهات خارجية بالشكل الذي تمليه تلك الجهات ، وبالتالي فان مسك الأرض بالنسبة للقوات الأمنية العراقية يشكل خطرا على مجمل الأمن في العراق الأمر الذي ينذر بحدوث أزمات كبيرة ( لا سامح الله ) .هذا من جانب ومن جانب أخر فان هناك تخوفا كبيرا لدى الحكومة العرقية من وجود مخططات إقليمية لدعم جهات داخل العراق للقيام بأعمال إرهابية قد تصل الى مستوى الانقلابات العسكرية والحكومية ( والتصفيات الجسدية ) الأمر الذي يزيد من حجم القلق لدى الحكومة العراقية .؟فهناك تقارير تشير الى وجود مخططات من قبل جهات غير معلومة للقيام بعملية اغتيال رئيس الحكومة العراقية وبعض من أفراد قيادته وحزبه وهذه الجهات تسعى لتنفيذ مخططاتها بعيد الانسحاب الامريكي من العراق ، كما صرح بذلك نائب الرئيس العراق والقيادي في حزب الدعوة خضير الخزاعي عن محاولة لاغتيال رئيس الوزراء نوري المالكي كجزء من المخطط المزعوم لإسقاط النظام الحالي .وأن حملة الاعتقالات التي قامت بها السلطات الأمنية العراقية تعود إلى كشف محاولة انقلابية أعدت لها عناصر منتمية إلى حزب البعث وبالتعاون مع مخابرات الزعيم الليبي السابق معمر القذافي قبل ستة اشهر. وأوضحت التقارير إن الانقلاب الذي اتهمت الحكومة مجموعات من البعث وضباط في الجيش السابق بتدبيره، كان يستهدف تفجير المنطقة الخضراء وتفجير بعض المناطق عبر السيارات المفخخة وإعلان اغتيال رئيس الوزراء نوري المالكي بغرض إشاعة الفوضى والقيام بحملة اغتيالات منظمة والاستيلاء عبر هذا المخطط على السلطة والعودة بالبلاد إلى الوضع السابق . وإن مخططا متكاملا تم اكتشافه من قبل الأجهزة الرسمية الحكومية قبل 6 اشهر من الآن، لكن الحكومة آثرت أن تصبر على عدم الإعلان عن ذلك، وبناء على ما ترشح من معلومات استخبارية، ومعلومات أفشى بها بعض المشتركين بدرجة وأخرى في هذا المخطط وممن تضمهم العملية السياسية الحالية في البلاد فقد تم الإحاطة بجميع صفحات المحاولة الانقلابية الفاشلة التي كانت على صلة بالمخابرات الليبية التابعة للقذافي. إذن فهذه واحدة من التداعيات الخطيرة الكثيرة للانسحاب الامريكي ، وربما تكون هذه الأمور هي محض دعايات وأكاذيب ليس إلا ، الغاية منها إثارة مشاعر الرأي العام العراقي لتوجيه أنظاره الى موضوع معين ، ولكن ما اعتقده أنا شخصيا ان القوات الأمنية العراقية البطلة قادرة فعلا على مجارات ما سيحدث ولها القابلية على إسقاط اي محاولات إرهابية من شأنها المساس بأمن وأمان البلد والمواطن ، وهي وحدها من ستحدد مستقبل العراق بالتزامها بالثوابت الوطنية بعيدا عن العنصرية والطائفية .
https://telegram.me/buratha