عيسى السيد جعفر رئيس مجلس أدارة جريدة البينة
أول أمس ألأحد إستأنف مجلس النواب جلساته بعد عطلة تشريعية إمتدت أكثر من أربعين يوما، أمضى أكثر من نصف النواب أيامها في
أداء فريضة الحج، بحصة خاصة قدمتها لهم هيئة الحج مميزة اياهم وأسرهم عن باقي عباد الله، ربما شحذا لهممهم وليعودوا الى أرض الوطن وقد أخذوا شحنات إلهية تدفعهم للعمل المثابر لخدمة أبناء الشعب الذي شرفهم بمهمت تمثيله فأنتخبهم للإنجاز التشريعات اللازمة لبناء مستقبله، وللرقابة على أداء الأجهزة التنفيذية، ولصيانة سيادة العراق.. ولكن مع الأسف الشديد فإن المؤشرات لا تبشر بإنطلاقة فاعلة للمجلس النيابي، فقد عقدت الجلسة بـ(225) نائبا من أصل (325) نائبا هم كل أعضاء المجلس، أي أن ثلث الأعضاء قد تغيبوا عن جلسة إنطلاقية بعد عطلة أمدها شهر ونصف!..وطغى على الجلسة الأولى التي بدأ بها المجلس سنته الثانية الإستعراض الخطابي والتهنئات المتكررة بعيد ألأضحى ومناسبة الذكرى الثانية والعشرين لاقرار الامم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل في 20 من الشهر الحالي!، وتناول عدد من السادة النواب مسائل ليست جوهرية كزلزال تركيا ودور العراق في أغاثة الضحايا، وأعاد بعضهم ما قاله زملاء لهم قبلهم بدقائق مكررين نفس الأطروحات التي أنهوا الفصل التشريعي السابق بشأن موضوع الأنسحاب الأمريكي!.. ثم تتذكرون جيدا أن الفترة السابقة شهدت تلكؤا في إقرار مشاريع القوانين المهمة وممارسة العمل الرقابي الذي يعتبر الواجب الثاني للمجلس بعد التشريع، فقد أنشغل البرلمانيون بالمماحكات السياسية والخلافات بين عدد قليل من رؤساء الكتل الذين سيطروا على القرار السياسي وصادروا فعل النواب ودورهم أو عطلوه، وأنهى مجلس النواب سنته الأولى وقد أقر (35) قانونا من أصل 180 مشروع قانون معروضة أمامه، ومعظم ما تم إقراره من قوانين ليست من القوانين ذات الأولوية، فمعظمها بين مصادقة على إتفاقات دولية أو تشريعات ثانوية، أما قوانين مثل قانون الأحزاب وقانون النفط والغاز وقانون العفو العام وتقاعد الموظفين وغيرها من القوانين، فما زالت مركونة على الرفوف يخشى السادة النواب أن يمدوا أياديهم اليها خشية أن تتلوث بالتراب الذي علاها!..ويمتنعون عن الإقتراب منها لأسباب يعرفونها هم قبل غيرهم!
https://telegram.me/buratha