المقالات

البعث واعادة التأهيل /

738 09:20:00 2011-11-23

حافظ آل بشارة

قرأ مجلس النواب مشروع قانون حظر حزب البعث تمهيدا لاقراره ، بعض النواب اعترضوا على مشروع القانون بذريعة عدم تمييزه بين البعثي المجرم وغير المجرم ، وهذه ليست مهمة القانون فالقانون يحضر تنظيما خطيرا ، ماذا بعد ؟ قالوا ان وزارة الداخلية لم تقدم ادلة كافية لاثبات وجود مؤامرة بعثية ضد النظام ، ماذا بعد ؟ قالوا لا يجوز حظر حزب البعث فكرا ، بصراحة مشكلة البعث في العراق ليست مشكلة تشريعات في مجلس النواب ولا شحة ادلة لدى الداخلية ولا قضية قمع فكر بعثي محترم ومسالم ، هذه وامثالها من الاعتراضات هي لجلجات ساخنة في صدور رجال وغصة قاسية في نفوسهم ترمز الى الحقيقة ولا تظهرها ، القضية يا سادة يا كرام هي وجود بعثيين اقحاح حاليا في الحكومة والبرلمان ما زالوا يوالون البعث المحظور ويتغنون بأمجاده وقد لعبت التوازنات والصفقات دورها لزرعهم في هذه المواقع ، هم يعانون من ضغوط نفسية قاسية ، فالبعث بالنسبة لهم يمثل تأريخا شخصيا وذكريات سلطوية وترفا غابرا وامتيازات قديمة وعادات وتقاليد وشكلا معينا للشخصية واهتماماتها ونقاط تفوقها ، البعث بالنسبة للبعض يمثل كرامته الشخصية وعنوان احترامه وتقديره الاجتماعي وتوازنه النفسي ، بعضهم اصبح محترما ومهابا وثريا ومترفا واصبحت له قيمة في عهد صدام لانه بعثي من ازلام السلطة يأمر وينهى ويرعب الناس ، وعندما يرمى خارج اطار البعث لن تبقى له اي قيمة ولا احترام ولا ثروة ولا سطوة ، خاصة وان قيادة الحزب اعتمدت خطة تصعيد الاراذل والفاشلين والمحتقرين اجتماعيا الى مواقع القيادة ، وبعضهم موجود الآن في منصب كبير في الدولة الجديدة لأنه بعثي وليس لانه مناضل ضد البعث ! فهو محترم في الماضي والحاضر وهو جزء من صفقة ، تحريم تنظيم البعث في العراق اجراء عادي جدا ، وتشريع القانون اكمال لمادة دستورية مقرة مسبقا ، حزب البعث ينتج منظومة قمعية في تطبيقاته الحزبية ، اما من ناحية الفكر فلا يوجد لديه فكر بل هو مقولات ملفقة من اليساري والقومي واللبرالي ، اما تمييز البعثي المجرم عن غير المجرم فهو أمر مختلف تماما لان القضية جنائية وقد تكفل قانون المسائلة والعدالة بها ، الحظر التنظيمي اوسع معنى من الحظر الجنائي وهو يمنع اعادة تشكيل حزب البعث بنفس المضمون الذي ادى الى ظهور الحكم المتوحش في العراق ، الساسة المخضرمون الذين ما زالوا يدافعون عن البعث عليهم مراجعة انفسهم والتخلي عن تاريخهم الخاطئ والخروج من أسر الذكريات بما فيها من زيتوني ونص اخمس وكشخة ولهو ولعب وقمع ، وبناء تاريخ جديد لانفسهم في ايام شيخوختهم واعتناق فكر جديد اكثر رحمة وواقعية وانفتاحا وتحضرا ، وفهم الامور ببساطة وعدم النظر الى الشركاء على انهم اعداء ، المطلوب محاولة جادة للعيش في هواء نقي بعيدا عن عقد الماضي ، ستبدو الامور طبيعية في بلد يحاول الخروج من تحت رماد الحريق ليعيد بناء الحياة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور يوسف السعيدي
2011-11-24
تحيه الى اخي حافظ ال بشاره...في صفحة مقالات في براثا كتبت عنهم ...عن العهر البعثي...عن منظمة حنين السريه...وما زلنا نكتب ...لكي لا ننسى...لكي لا ننسى...تقبل كل تقديري واحترامي ..احسنت اخي العزيز..
هيثم
2011-11-23
يا سيدي هؤلاء الذين تتحدث عنهم لا يختلفون من حيث والتربية والتوجه عن اي مجرم ذباح ادلى باعترافاته من على شاشات التلفاز. يا سيدي هناك بيئة في العراق تربي وتنشئ ابنائها على ان القتل والتمثيل بالضحية والقسوة عليها من الرجولة، وانفاذ الغضب فروسية، والتعقل رخاوة وضعف، وكلمة "خطية" جبن وركاكة قلب، والغدر من مناقب الرجولة. لقد خبرنا هؤلاء جلادين في مطامير صدام يتلذذون بتعذيب الموقوفين بدون مناسبة او سبب، ويحدثوننا ان احدهم عندما يعاقب اخاه الصغير يبلغ به حد الموت قبل ان ينقذه الآخرون من بين يديه.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك