اسعد الحسني
ان عملية اجثاث اي فكر تحتاج الى مجموعة من الظروف يجب توفرها لخلق بيئة تساعد على نجاح هذه العملية ومنها من محاصرة هذا الفكر من جوانب عده ابرزها اعدام اي مصلحة او منفعة تعود على من يدين بهذا الفكر،وايضا قتل اي امل في نفوس اتباع هذا الفكر بسيادة فكرهم،ناهيك عن الوسائل الاعلامية التي تؤشر سلبياته،ويكون هذا الامر اسهل وايسر كلما كانت ثغرات الفكر واضحه ومعلومة،في العراق بعد سقوط الانظام البعثي اتفقت قيادات البلد على اجتثاث فكر البعث،وهو فكر هدام لاينتمي للانسانية من قريب او بعيد ولايجد له ساحة يمكن ان ينموا فيها الا باستخدام القوة لفرضه على الناس،حيث ان البعث هو اسلوب بوليسي قائم على كل صفات الشر في النفس البشرية،وجزم الكثيرون على ان عملية الاجتثاث هذه سوف تكون سهلة ولاتواجه اي صعوبات بسبب انعدام الارضية المناسبة لنموه في العراق،وقد رفضة الشعب العراقي جملة وتفصيلا،حتى من قبل الكثير من البعثيين انفسهم،ولن يتبناه الا اشرار البلد،لكن اخطاء التعامل مع ملف البعثيين من الحكومات ادى بصورة او بأخرى الى اعطاء البعثيين عوامل للبقاء والاستمرار حتى وصل الحد الى ان تكتشف الاجهزة الامنية خلايا عملت على اعادة تنظيم البعث ونجحت واخذت تخطط للانقلاب على العراق الجديد والعودة بالبلد الى ماقبل 2003،وعندما نتابع مسيرة الاجتثاث منذ ان سن قانونها الى الان نلحظ بلا عناء ان التطبيق هو من شجع البعثيين الى التجرء والعمل على اعادة تنظيم صفوفهم،الاستثناءات،منح االبعثيين مناصب في الوضع الجديد،اخضاع عملية الاجتثاث للمساومات السياسية، المصالحة الوطنية،وقد اثبتت التحقيقات الاخيرة مع البعثيين،انهم خضعوا لعملية ترغيب وترهيب ومن مسئولين بالدولة كانوا بالامس من كبار البعثيين،اذا رفضوا العودة للعمل في صفوف الحزب،فهناك ضباط كبار مثلا استخدمهم البعث في اعادة تنظيم صفوفه،حيث يخير بين العودة لصفوف الحزب الذي هو عائد للسلطة بالاتفاق مع المحتل الذي يسعى لارضاء حلفائه الاقليميين من الاعراب الذي يرغبون ويبذلون الاموال الطائله لاعادة الحزب الى حكم البلد من جديد بعد ان اثبتت التجربه ان العراق الجديد سيحكم من قبل الشيعة الموالين لايران!! والمعادين للاعراب الطائفيين وبالتالي ستكون هناك دولة شيعية اخرى الى جانب ايران تهدد عروش الخليج الامريكي،وان عملية استثناء البعثييين واعادتهم للحكم كأفراد هي مقدمة لاعادتهم الى الواجهة بطرق اخرى كالمصالحه وغيرها والنتيجة استلام الحكم بالتدريج،وهذه التبريرات منطقية تنطلي على كل عاقل،فكيف بالبعثيين المنحرفين عقليا؛ والغارقين بالانتهازية وحب السلطة،خاصة وان من يتابع هذا الامر يجده حقيقة ماثلة،ومن يرفض كل ذلك من البعثيين يتم تهديده باستخدام وسائل الحكومة من عجلات وهويات ناهيك عن القانون او تصفيته بأستخدام هذه الوسائل،وقد حصل اغتيال الكثير من البعثيين من قبل بعثيين اخرين ونسب ذلك الى الاحزاب او الكيانات التي تشارك بالسلطة والتي كان كوادرها من ضحايا هذا الحزب،واكيد ان هذا ليس تبرير لمن عاد الى صفوف البعث فهو مجرم اكد اجرامه،ان قانون الاجتثاث كان ممكن ان يؤدي الى انهاء البعث والى الابد في العراق لو طبق كما هو،لكن للاسف اخضع هذا القانون للتنافس السياسي بين الشركاء في العراق الجديد الذي نسوا او تناسوا انهم بمركب واحد وسيغرق بسبب اخطائهم ليذهبوا جميعا في سيول البعث ان لم يعيدوا حساباتهم ويجعلوا عملية اجتثاث البعث قانونية بحته لاتناقش في اروقة السياسة،واذا اكتشفوا المؤامرة الان فهناك مؤامرات ومؤامرات ستغرق الجميع،اذا استمر التعامل بهذه الطريقة وتستمر عملية اجتثاث الاجتثاث بصالونات السياسة...
https://telegram.me/buratha