المقالات

اجتثاث الاجتثاث

1147 10:49:00 2011-11-23

اسعد الحسني

ان عملية اجثاث اي فكر تحتاج الى مجموعة من الظروف يجب توفرها لخلق بيئة تساعد على نجاح هذه العملية ومنها من محاصرة هذا الفكر من جوانب عده ابرزها اعدام اي مصلحة او منفعة تعود على من يدين بهذا الفكر،وايضا قتل اي امل في نفوس اتباع هذا الفكر بسيادة فكرهم،ناهيك عن الوسائل الاعلامية التي تؤشر سلبياته،ويكون هذا الامر اسهل وايسر كلما كانت ثغرات الفكر واضحه ومعلومة،في العراق بعد سقوط الانظام البعثي اتفقت قيادات البلد على اجتثاث فكر البعث،وهو فكر هدام لاينتمي للانسانية من قريب او بعيد ولايجد له ساحة يمكن ان ينموا فيها الا باستخدام القوة لفرضه على الناس،حيث ان البعث هو اسلوب بوليسي قائم على كل صفات الشر في النفس البشرية،وجزم الكثيرون على ان عملية الاجتثاث هذه سوف تكون سهلة ولاتواجه اي صعوبات بسبب انعدام الارضية المناسبة لنموه في العراق،وقد رفضة الشعب العراقي جملة وتفصيلا،حتى من قبل الكثير من البعثيين انفسهم،ولن يتبناه الا اشرار البلد،لكن اخطاء التعامل مع ملف البعثيين من الحكومات ادى بصورة او بأخرى الى اعطاء البعثيين عوامل للبقاء والاستمرار حتى وصل الحد الى ان تكتشف الاجهزة الامنية خلايا عملت على اعادة تنظيم البعث ونجحت واخذت تخطط للانقلاب على العراق الجديد والعودة بالبلد الى ماقبل 2003،وعندما نتابع مسيرة الاجتثاث منذ ان سن قانونها الى الان نلحظ بلا عناء ان التطبيق هو من شجع البعثيين الى التجرء والعمل على اعادة تنظيم صفوفهم،الاستثناءات،منح االبعثيين مناصب في الوضع الجديد،اخضاع عملية الاجتثاث للمساومات السياسية، المصالحة الوطنية،وقد اثبتت التحقيقات الاخيرة مع البعثيين،انهم خضعوا لعملية ترغيب وترهيب ومن مسئولين بالدولة كانوا بالامس من كبار البعثيين،اذا رفضوا العودة للعمل في صفوف الحزب،فهناك ضباط كبار مثلا استخدمهم البعث في اعادة تنظيم صفوفه،حيث يخير بين العودة لصفوف الحزب الذي هو عائد للسلطة بالاتفاق مع المحتل الذي يسعى لارضاء حلفائه الاقليميين من الاعراب الذي يرغبون ويبذلون الاموال الطائله لاعادة الحزب الى حكم البلد من جديد بعد ان اثبتت التجربه ان العراق الجديد سيحكم من قبل الشيعة الموالين لايران!! والمعادين للاعراب الطائفيين وبالتالي ستكون هناك دولة شيعية اخرى الى جانب ايران تهدد عروش الخليج الامريكي،وان عملية استثناء البعثييين واعادتهم للحكم كأفراد هي مقدمة لاعادتهم الى الواجهة بطرق اخرى كالمصالحه وغيرها والنتيجة استلام الحكم بالتدريج،وهذه التبريرات منطقية تنطلي على كل عاقل،فكيف بالبعثيين المنحرفين عقليا؛ والغارقين بالانتهازية وحب السلطة،خاصة وان من يتابع هذا الامر يجده حقيقة ماثلة،ومن يرفض كل ذلك من البعثيين يتم تهديده باستخدام وسائل الحكومة من عجلات وهويات ناهيك عن القانون او تصفيته بأستخدام هذه الوسائل،وقد حصل اغتيال الكثير من البعثيين من قبل بعثيين اخرين ونسب ذلك الى الاحزاب او الكيانات التي تشارك بالسلطة والتي كان كوادرها من ضحايا هذا الحزب،واكيد ان هذا ليس تبرير لمن عاد الى صفوف البعث فهو مجرم اكد اجرامه،ان قانون الاجتثاث كان ممكن ان يؤدي الى انهاء البعث والى الابد في العراق لو طبق كما هو،لكن للاسف اخضع هذا القانون للتنافس السياسي بين الشركاء في العراق الجديد الذي نسوا او تناسوا انهم بمركب واحد وسيغرق بسبب اخطائهم ليذهبوا جميعا في سيول البعث ان لم يعيدوا حساباتهم ويجعلوا عملية اجتثاث البعث قانونية بحته لاتناقش في اروقة السياسة،واذا اكتشفوا المؤامرة الان فهناك مؤامرات ومؤامرات ستغرق الجميع،اذا استمر التعامل بهذه الطريقة وتستمر عملية اجتثاث الاجتثاث بصالونات السياسة...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك