سعد البصري
لم يتبقى وقت طويل على إعلان الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من العراق الأمر الذي يضع مجموعة من التوقعات التي ربما تتبع هذا الانسحاب .وحسب الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية فان أخر موعد لانسحاب القوات الامريكي يكون نهاية عام 2011 مما يحتم على الجانب العراقي اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية والاحترازية تحسبا لأي طارئ .فالتوقعات التي يمكن ان تحدث بعد الانسحاب الامريكي كثيرة ، منها الخوف من عودة العنف الطائفي مرة أخرى ، ومنها وكما يعتقد متابعون للشأن العراقي بان الموضوع سوف يتطور الى حدوث انقلابات او ما شابه ذلك ، ومنها زيادة حجم الأزمة السياسية في العراق ، ومنها عدم قدرة القوات الأمنية العراقية على إدارة الملف الأمني بالشكل الكامل مما يعطي مجالا اكبر للجماعات الإرهابية والمسلحة بممارسة أنشطتها ، ومنها ان حجم التدخلات الإقليمية في القضية العراقية سيكبر ، ويكثر وبالتالي تكون هناك أرضية خصبة لزيادة حجم الأزمة في العراق .بالاضافة الى ان هناك توقعات تشير الى ان العراق سوف لن يكون مستقرا كما في السابق اي قبل انسحاب القوات الأمريكية ، والكثير من التوقعات الأخرى التي تبقى مجرد ( توقعات ) ولا احد يعلم مدى حدوثها على ارض الواقع .فالعراق الان بات مسرحا للعمليات المخابراتية القوية من قبل دول الجوار، وهناك علاقات لبعض السياسيين مع تلك الدول، وأن التدخلات الآن موجودة وستبقى بعد الانسحاب الأميركي أيضا ، سواء كانت سياسية او اقتصادية كما يحصل الآن بشأن ميناء مبارك ، او أمنية كعمليات الاغتيال والتفجيرات التي تقوم بها الميليشيات وتنظيم القاعدة . فالحل الوحيد الان لوقف هذه التدخلات هو حل الخلافات للكتل السياسية فيما بينها، وأن يتم الاتفاق على توحيد الصف العراقي ليتم إيقاف التدخلات الخارجية ومسك زمام الأمور باليد العراقية وإعطاء مساحة اكبر للقوات الأمنية في السيطرة على مجريات الأمور بعد الانسحاب الامريكي مما يعطي ثقة كبيرة للقوات الأمنية العراقية في الاعتماد على نفسها في حفظ الأمن والنظام في العراق بعد الانسحاب الامريكي.فدول الجوار تريد للدم العراقي ان يسيل بدعمها الإرهاب ماديا ولوجستيا ، وهناك من الدول العربية من يدعم الإرهاب البعثي بشتى أنواع الدعم الأمر الذي يزيد من حجم الاحتقان السياسي والأمني في العراق .على كل حال فالتوقعات كثيرة وربما ليس كلها قابل للحدوث كما قلنا ، ولكن في الجانب الأخر هناك من يتوقع عكس ما أسلفنا إذ ان هناك من يتوقع ان القوات الأمنية العراقية قادرة على إدارة الملف الأمني بالشكل الصحيح والقوي الأمر الذي يجعلها ( اي القوات الأمنية ) مستعدة لمجاراة الأحداث بعد الانسحاب كما ان هناك من يتوقع أيضا ان السياسيين العراقيين سوف يكون لهم رأي أخر بعد نهاية العام الجاري على اعتبار ان المصلحة الوطنية هي القاسم المشترك بين الجميع .
https://telegram.me/buratha