المقالات

فرسان في معركة الفساد

800 10:40:00 2011-11-24

حافظ آل بشارة

/ قالت الحكومة قبل سنوات انها ستبدأ معركة مكافحة الفساد بعد الانتهاء من معركة الارهاب ، اتضح ان الحكومة مهما اعدت العدة لمواجهة الفساد يبقى مجلس النواب هو الخندق المتقدم لهذه المعركة العسيرة ، لدى المجلس لجنة نزاهة من الداخل اما من الخارج فترتبط به هيئة النزاهة الوطنية ، وهو قادر على التنسيق مع المفتشيات وديوان الرقابة المالية لتشكيل منظومة قتال ضد الفساد ، المهمة الرقابية تشكل نصف واجب مجلس النواب والنصف الآخر هو التشريع ، ومعلوم ان التشريع بلا رقابة هواء في شبك او صرخة في واد ، مهمة النائب ليست نزهة رئاسية ولا هي فرصة لاكتساب الجاه والمال كما يعتقد الجهلة بل هي معركة بكل المعايير قد يدفع النائب حياته ثمنا لها ، الفساد في العراق يعمل بنظام معقد ، للفساد حكومة ظل اقوى من الحكومة القائمة ، بعض كبار المسؤولين لديه وجهان وجه رسمي يتعامل به علنا ويلوك الكلمات الجميلة ويتصرف كحمامة سلام ووجه ثان هو وجه اللص المحترف الذي لا يتراجع عن قتل خصومه بالكاتم بمنتهى القسوة ، هناك توافقات بين بعض الكتل لتمشية حالات فساد متبادلة ، هناك تنظيمات جميلة المظهر تمول عن طريق الفساد المتواصل واختلاسات الاموال العامة ، هناك موظفون يتخذون من الفساد وسيلة لتكوين راتب ثان غير راتب الدائرة وقد اعتادوا عليه فشب عليه الصغير وهرم الكبير ، تعاني بعض اوساط المجتمع من انهيار العصمة الفطرية في مواجهة الفساد فلا يثير استنكارا ولا يقابله رفض اجتماعي ، اي انهيار المنظومة الاخلاقية التي تحصن الناس من الفساد ، لذا فالمسؤول الحكومي الشريف مقاتل في هذا الخندق ويتلقى السهام من كل جانب ، لذا فمن المتوقع ان يواجه الشرفاء هجمات قاسية من كل جهة ، هناك ظاهرة الخذلان من الاقرب ، والعداء من الابعد ، فمن الطبيعي ان تتخلى كتل واحزاب عن رجال منها يحاربون الفساد ويفتحون ملفاته فيتركونهم في المعركة بلا ناصر ولا معين ، ومن الطبيعي ان يجلس خبراء الحرب الاعلامية والنفسية ساعات ليلفقوا التهم لهذا الوزير او النائب او المدير الذي يحارب الفساد ويكشف خفاياه ، اصدقاء الشدائد قليلون . اذا ارادت الدولة العراقية مكافحة الفساد بشكل جدي فعليها دعم رقابة مجلس النواب ، وتقوية لجنة النزاهة فيه ، واعادة بناء فروع المفتشيات الرسمية والرقابة المالية واخراج اللصوص المختبئين فيها ، واعطاء صلاحيات كبيرة لهيئة النزاهة لا يعلو عليها أحد ، وان تكون هي السلطة الاولى في هذا البلد فوق الرئاسة والبرلمان والقوات المسلحة مع توفير الحماية الامنية والقانونية لها ، ومعالجة فقر موظفي الدولة لكف ايديهم الطويلة عن الامتداد الى المال العام ، واعادة تثقيف المجتمع على استنكار السرقة والاختلاس وكشف دور المال الحرام وآثاره الروحية في افساد الفرد والمجتمع وتهديد الاعراض والكرامة الشخصية للانسان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
قاسم العجرش
2011-11-25
أحسنت أستاذ حافظ على دقة التشخيص وحسن الوصق ومبتسر الحلول لكن كما تعلم فإن الدولة وكما هو واضح من أدارتها لملف الفساد غير راغبة بالخلاص أو التخلص من الفساد، لأنها ككائن معنوي مكونة من كائنات عضوية بشرية إستمرأت الفساد وشرعنته..لقد فقدت الأمل بأن أرى قبل أن أودع الدنيا دولة نزيهة .الفساد ليس قضية ويمكن معالجته أنه ثقافة متأصلة وله بيئته السياسية الحاظنة بل وحتى قوالب فكرية تدعمه،والحلول التي أقترحها جنابكم الكريم صادرة عن نفس طيبة وهنا المفارقة المؤلمة، الفاسدون يضحكون من النزيهين الطيبين..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك