قلم : سامي جواد كاظم
هنالك حقائق على الارض نعيشها ونتعايش معها ولا يمكن لاحد انكارها ولكن الذي قد يثير الجدل هو شكل الحقيقة وليس انكارها ومن بين تلك الحقائق هو مرقد السيدة رقية بنت الامام الحسين عليهما السلام في دمشق والذي اثار بعض الاستفهامات عن هوية الراقدة ومكان دفنها .مما لا يقبل الجدل والشك ان هنالك طفلة عمرها خمس سنوات استشهدت في خربة الشام وهي تحتضن راس ابيها الحسين عليه السلام ، المهم هنا من هي هذه الطفلة ؟عند البحث بين المجموعات النفيسة التي جمعها السيد المرعشي في مكتبته لم اجد ذكر لاسم رقية بين اولاد الحسين عليهم السلام فاغلب المصادر اجمعت كان له عليه السلام ستّة أولاد : علي بن الحسين الأكبر زين العابدين عليهما السلام ، اُمّه شاه زنان بنت كسرى يزدجرد بن شهريار.وعلي الأصغر، قُتل مع أبيه ، اُمّه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفيّة ، والناس يغلطون ويقولون : إنه علي الأكبر.وجعفر بن الحسين ، واُمّه قضاعية، ومات في حياة أبيه ولا بقيَة له .وعبدالله ، قُتل مع أبيه صغيراً وهو في حجر أبيه .وسكينة بنت الحسين ، واُمّها الرباب بنت امرئ القيس بن عديّ بن أوس ، وهي اُمّ عبدالله بن الحسين عليه السلام .وفاطمة بنت الحسين ، واُمها اُمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله تيميّة ( المفيد والمجلسي)اذا من اين جاء اسم رقية ؟ وماهي المصادر التي تثبت ان التي ترقد في الشام هي رقية بنت الحسين عليهما السلام ؟ وهنا لابد لنا من ذكر من كانت تحمل هذا الاسم مع عيال الحسين عليه السلام كما جاء في معالي السبطين 2/140 ذكر ان من سار مع الحسين عليه السلام زوجة ابيه ام زينب ومعها بنتها رقية الصغرى ، ورقية الكبرى بنت امير المؤمنين وزوجة مسلم بن عقيل ، وكذلك ذكر ان احد زوجات الامام علي هي رقية الصغرى ولم يذكر ان للحسين رقية ,الشيخ علي الرباني الخلخالي وفي ص 151 من كتابه السيدو رقية بنت الامام الحسين عليه السلام ذكر ان للحسين ستة ذكور واربعة اناث وهن زينب وسكينة وقاطمة ولم يذكر الرابعة .هنالك اختلاف في الروايات التيب تقول ان فاطمة العليلة بقيت في المدينة بل ان كثير من العلماء يرجحون انها كانت مع السبايا وهي التي اراد الشامي ان يشتريها وحدث ما حدث من صفعة زينبية على ودخ يزيد اللعين .المهم انها موجودة معهم كما جاء في الارشاد للمفيد والاعلام للزركلياما كون انها رقية بنت الامام علي عليه السلام فهذا امر سبب الخلد وهو مستبعد كون ان الادلة تثبت لا احد منهن توفيت في الشام بالرغم من ان هنالك مصادر ذكرت ذلك منها على سبيل المثال في ثمار المقاصد في ذكر المساجد ليوسف بن عبد الهادي ص 229 كتب يقول كانت في مسجد السيدة رقية لوحة حجرية الى جانب المحراب كتب عليها قد صار التوفيق لجناب الميرزا بابا المستوفي الكيلاني في عمارة البقعة المشهورة بمقام ستنا رقية بنت سيدنا علي .فالمصادر التي تتحدث عنها فيها كثير من المتاهات فالبعض يرى ان للحسين بنت اسمها رقية ولا مصدر له ومن ثم يقول انها دفنت في مسجد الراس وليس هو مكانه الحالي كما جاء في مجلة الحوليات الاثرية السورية 35/1985، وكل من يذكر قصتها يذكر انها بنت عمرها خمس سنوات بكت بصوت عال تريد اباها وبقية القصة معروفة .اما ان التي ترقد في هذا المرقد لها منزلة عظيمة بدليل الروايات التي ذكرت قصة ترميم قبرها فلها دلالة واضحة على علو شانها فقد روى الدربندي في أسرار الشهادة وكذلك في رياحين الشريعة، والأعلمي في أعلام النساء عن الشيخ هاشم الخراساني (ت 1280 هـ) أنه قد سمع من الشيخ محمد علي الشامي المجاور بالنجف الأشرف، عن جده لأمه السيد إبراهيم مرتضى الدمشقي الذي ينتهي نسبه إلى السيد المرتضى علم الهدى، وكان له من العمر تسعون سنة وله ثلاث بنات، فرأت الكبرى رقية بنت الإمام الحسين(ع) في النوم، قالت لها قولي لأبيك يقول للوالي: وقع الماء في قبري ولحدي وتأذيت، فليعمر قبري ولحدي. فانتبهت من النوم، فقالت لأبيها ولم يعتن السيد بهذه الرؤيا، ثم رأت البنت الوسطى في الليلة الثانية، وهكذا إلى الصغرى.حتى كانت الليلة الرابعة، فرأى السيد بنفسه السيدة رقية(ع) وهي تحدثه بنحو العتاب، فانتبه من نومه ومشى إلى الوالي بالشام ونقل ما حصل معه، فأمر الوالي العلماء من السنة والشيعة أن يغتسلوا ويلبسوا أنظف الثياب، ومن يفتح على يديه حرم السيدة رقية، فيتعين عليه إصلاح القبر،وتعلقت مشيئة الله أن يفتح على يدي السيد إبراهيم الدمشقي فحينئذ، أوكل إليه مهمة نبش الضريح وتعميره، وينقل السيد أنه لما وصل إلى الجسد الطاهر وجدها في كفنها ولم يتغير شيء، وكأنها دفنت جديداً، فحملها وأخذ يبكي ولازالت في حجره وعهدته طيلة ثلاثة أيام حتى فرغوا من إصلاح قبرها الشريف.ومن الكرامات العجيبة أن المعول الوحيد الذي حفر القبر هو معول السيد وعندما كان يحين وقت الصلاة كان السيد يضع بدنها على شيء طاهر وبعد الصلاة كان يرفعه ويضعه على ركبته حتى انتهى تعمير القبر واللحد . ودفن السيد بدن بنت الإمام الحسين عليه السلام.وانا ارجح ان التي دفنت في هذا المكان هي فاطمة الصغرى بنت الامام الحسين عليهما السلام وهي صاحبة قصة الاستشهاد المنسوبة الى رقية .
https://telegram.me/buratha