مهند العادلي
الثورة الحسينية حملت دروسا وعبرا كثيرة ولعل اهم الدروس التي تناقلتها ثورة الامام ابي عبد الله الحسين (ع) عبر التاريخ والى يومنا هذا هي (الحالة الاصلاحية ) التي خرج من اجلها الامام قادما من مدينة ابيه وجده الى مدينة كربلاء المقدسة ودليلها حديث الامام نفسه عندما قال }لم اخرج اشرا و لا بطرا انما خرجت طلبا للإصلاح في امة جدي رسول الله (ص) { وهذه المقولة انما هي من الادلة القاطعة ان خروج الامام لم يكن سعيا منه خلف السلطة واعتلاء هرم حكم الدولة الاسلامية في حينها مع انه لو اراد ذلك لتحقق له , ولكنه بخروجه اوجد شعلة لبركان كان هامدا في قلوب الناس وتمكن هو من تحريكه وهو بركان الرغبة في تغيير واقع فاسد في حينه وهذا ما اراده وهو ان يسعى المجتمع نفسه للتغيير لا ان ينتظر من يغير له واقعه .ولو اردنا ان نستلهم الدرس في مرحلتان الانية التي يعيشها العراق فلابد للقوى السياسية ان تستشعر الرغبة الحقيقية الموجودة لدى الشعب بتغيير واقعهم المرير وعليهم التخلي عن الرغبات الدنيوية الزائلة ولو بعد حين وان يضعوا جل اهتمامهم في احداث التغيير الحقيقي للشعب وكذلك التفكير في بناء مستقبل تفتخر به الاجيال القادمة ويعتز به ابناء الشعب وهذا كله يأتي عبر الاحساس الداخلي الذي يجب ان يشعر به قادة الكتل السياسية أنفسهم قبل مؤيديهم وموالي افكارهم السياسية وعلى اختلاف توجهاتها ويتعزز كذلك بالاحساس العال بالمسؤولية اتجاه الامانة التي وضعها ابناء الشعب في اعناقهم .لم تكن ثورة الامام الحسين (ع) ثورة دين او طائفة معينة انما كانت ثورة ضد الظلم واعادة الحق للمظلومين واشاعة مبادئ العدل التي انزلها رب العالمين في محكم كتبه التي ارسلها الى عباده في ارضه وكذلك كانت الغاية من ثورة الامام تحقيق المساواة والعدل بين افراد المجتمعات كافة ولذا وجب جعل تلك الرسالة والثورة التي قام بها الامام بخروجه علما ومنارا يستشهد به ساسة بلدنا كما فعل الاخرون من ساسة العالم والامثلة كثيرة ولعل ابرزها رمز الثورة الهندي الذي اعترف باستلهامه الدروس العميقة من ثورة الامام ابي عبد الله حتى اصبحت بالنسبة له فكرا استطاع من خلاله تحقيق التغيير لمجتمع امة بأكملها دونما شعور منهم بأساس فكرة مغير واقعهم.فإذا كانت نتائج الثورة في الامة الهندية كما هي ونلاحظ نتائجها اليوم فلما لا تكون لساستنا نفس التجربة لو خلصت النوايا لخدمة الوطن والشعب .
https://telegram.me/buratha