عيسى السيد جعفر رئيس مجلس أدارة جريدة البينة
...ماقالته السيدة مريم الريس المستشارة القانونية لرئيس الوزراء في تصريحها أمس الى "البينة" في تعقيبها على مطالبة سماحة السيد مقتدى الصدر أياها بالاعتذار للشعب العراقي على خلفية شكرها الامريكان من أنها تدعو "للنظر الى الايجابيات وليس السلبيات فقط"،,وانها تجدد شكرها "الى من جاء لتحرير العراق من طغيان اكبر دكتاتور شهدته المنطقة قتل المراجع الدينية والمفكريين والادباء والمثقفين واصحاب الرأي"،وأن"الامريكان أوفوا بعهودهم وقواتهم الان تواصل انسحابها"،..يعكس قضية مهمة جدا، وهي أيمان عدد كبير من الساسة ـ سيما أولئك الذين لم يكن لهم دور سابق في مقارعة نظام البغي الصدامي ـ من أن صدام أسقطه الأمريكان فقط، وأنهم قدموا الى هنا لتحريرنا من ربقته وليس لسبب آخر، ويؤكد إستنكار السيدة الريس لقرار مجلس الامن رقم 1483الذي أسمته"سيء الصيت" والذي اعتبر ان العراق دولة محتلة من قبل الامريكان مثل هذا الإيمان وهذه الثقافة، فلو لم يكن مجلس الأمن قد أطلق على القوات التي دخلت العراق في 9/4/2003 تسمية القوات المحتلة، فما هو الأسم المناسب في نظر معتنقي ثقافة أن الأمريكان حررونا؟ ..بالتأكيد وحسب مقتضيات هذه الثقافة فإن أسمها سيكون قوات التحرير!..وهذا وصف مخالف حتى لما يصف القادة الأمريكان أنفسهم قواتهم التي تواحجدت على أرض العراق به..العراق سادتي لم تحرره القوات الأمريكية من ظلم صدام، فنظام صدام أسقطته دماء قوافل الشهداء الذين بلغ عددهم قرابة مليوني ونصف المليون شهيد، وأسقطه "سكان" المقابر الجماعية الذين غيبهم صدام، واسقطته دماء العلماء والنخب الذين أعدمهم صدام، وأسقطه شهداء جهاد الحركات السياسية وفي مقدمتها الحركات الأسلامية, اسقطته تضحيات شعبنا في أهوار الجنوب ووسط العراق، وأسقطه شهداء حلبجة الشهيدة وقتال البيشمركة الأبطال..ولقد أحالت تلك التضحيات نظام صدام الى هيكل منخور سرعان ما سقط تحت أول ضربة تلقاها من القوات ألأمريكية..ولو كان الأمريكان قد قدموا من أجل التحرير، لما اختفى مبلغ 21 مليار دولار تعود للعراق لا يعرف مصيرها كانت محجوزة في أمريكا من زمن نظام صدام، وتبعتها 9.1 مليار دولار من عائدات النفط العراقية، كما أن محققاً اميركياً يدعى بوين اتهم في حزيران من العام الحالي جهات لم يحددها بسرقة مبلغ 6.6 مليار دولار امريكي من اموال اعادة اعمار العراق، واصفاً العملية بـ "اكبر سرقة للاموال في التاريخ الاميركي...الأمريكان نعم ساهموا بسقوط نظام صدام في 2003ولكنهم هم أنفسهم الذين أبقوه في 1991 ليقمع أنتفاضة شعبنا في شعبان المجيد..وهذه خسة لن ننساها لهم..الأمريكان غزاة محتلون وليس هناك أفضل من هذا الوصف الذي لا ينكرونه هم....
https://telegram.me/buratha