شريف الشامي
لم يكن محمد عبدالامير ذو الثالثة عشرة يعلم ان احلام الطفوله تكون قاتله ولم يعلم ان احلام الصغار اكبربكثير من احلام الكبار وبين كل الاحلام والأمنيات التى راودته وصورتها مخيلته البريئه عن التغرب والهجره والبحث عن لقمة العيش، لم تكن كما تصورها ،وهو يغادر ارض الوطن بعد ان ضاقت به السبل ظن ان الاحلام والأمنيات سوف تتحق بمجرد عبوره الحدود العراقية لكن يد الاقدار وضعت حدا لحياته ،لم يعلم ان بضعة اميال عن الوطن المكبل بالقيود انذاك تكون القيود بذاتها، خرج وهو في مقتبل العمر ليجد الصحراء والسجن والارض والاقدار لم ترحم ريعان شبابه واحلامه الطفوليه كلها تلاشت واصبحت سرابا في لحظة العبور القاتله كم منا تصور ان الغربه هي الجنه وارض الاحلام القادمه هكذا هو محمد عبد الامير الشاب العراقي ذو الثالثة عشرة ودع ارض العراق دون عوده فمن الصحراء القاحله وصاحب المزرعه البدوي الغليظ الطباع والسجن والقصاص كلها اجتمعت في ان واحد،قد يكون الحلم مشروع في بلد حاصرته يد الجلاد وجور الزمان لكن الحلم يموت احيانا، محمد عبد الامير الشمري ابن الناصرية وقلعة سكر الخارج من العراق بعد الانتفاضة الشعبانية وبعد ان عصفت ماكنة النظام المقبور باهل الجنوب الصابر خرج محمد للبحث عن لقمة العيش له ولأهله لكن الاقدار ومحطة الترحال اصعب مما تصورها عقله الحالم ، قادته احلامه البريئه الى ارض لا ترحم وما ان وضع اقدامه على ارض اعتادت على مقاومة الجفاف وتغير المناخ وطبيعة ومزاج الانسان المتغيير مثل مناخها القاتل فكيف اذا يكون الشاب ذو الثالثة عشرة مقاوما لصحراء جعلته الضروف تحت رحمتها ، احلام محمد تحطمت في اول اختبار عندما طالب بمستحقاته من صاحب العمل فلم يعطه مايستحق وهو مايقدر ب36 الف ريال جراء سنوات العمل الشاق والمظني في مزرعة هذا البدوي الذي رضع الغلاظة من الفكر والطبيعة التى عاش بها،وبعد الشجار الذي داربينهم اي محمد وصاحب المزرعه، نقل صاحب المزرعه على اثرها الى المستشفى ليتوفى بعد شهرين، بينما محمد دخل السجن وهو لايعلم ان سجن ال سعود وسيافهم ذو الصوره القبيحه والوجه القبيح بأنتظاره اي مابين عام 1993وعام 1996 وضع محمد في السجن واصدرت محكمة ال سعود حكما بضرب عنق محمد ، اي في السادسة عشرة من العمر وفي هذا الحال لم يبلغ محمد عبدالامير السن القانوني لتطبيق حكم القصاص (لانه حدث )وظل يتنقل من سجن الى سجن حتى جاء عصر الانترنيت وبعد ان تطورت وسائل الاتصال استطاع الناشطون من ابناء الجالية في المهجر كشف خبايا زنزانات ال سعود واستطاع محمد ايصال صوته الى كل وسائل الاعلام من خلال الخيرين من ابناء الجاليه في اوربا وامريكا فلقد كان التواصل يومي معهم من خلال اذاعة كربلاء صوت العراق الجديد ، ومع مرور الايام كنا نتواصل معه ،وهو يقص تلك الايام وينتظر الموت البطيئ مابين السابعة عشرة سنة والثامنة عشرة قضى محمد عبدالامير زهرة شبابه في سجون ال سعود ،و من خلال التواصل معه ابلغنا في 2008 -8شباط ان السلطات في السعوديه اصدرت حكم القصاص بحقه ،فسارعنا في كتابة مناشدات الى منظمة العفو الدوليه ، فبادرت المنظمة بالاتصال بنا وتحدث السيد الامري وبعث برسالة احتجاج ثم ظهر في برنامح من خلال قناة العربية تحدث فيه عن حقوق الانسان ووقف احكام الاعدام في مهلكة ال سعود فاستجابت حكومة ال سعود وتم توقيف الحكم ، وطالبت بديه بدل القصاص واستمرت المناشدات والنداءات سواء من قبلنا او من قبل الاخ العزيز السيد احمد الياسري او الاخ العزيز علي السراي ، لكن كل هذه النداءات والصرخات لم تجد نفعا ولا اذان صاغيه ، لم ييأس محمد بعد ان طلب حكام ال سعود الفديه مقابل حريته ، فذهب يتصل بكل المسؤولين في الدولة العراقية ،مكتب رئيس الوزراء ، مكتب رئيس الجمهوريه ، مكاتب روؤساء الكتل السياسيه ، مكتب رئيس البرلمان وكل المسؤولين في الدوله كان يظن انهم من رحم الشعب، مثل ما صورت له احلامه البريئه ارض الاغتراب والترحال لكن السياف كان بأنتظاره فالدوله التي كان يفترض فيها تبني قضيته تنكرت له مثل ما تنكرت من قبل للمضحين والمجاهدين ، ان قضية محمد هي قضية كل العراقيين الذين ليس لهم قيمه بنظر مسؤولي الدوله ،وهنا وقفة تأمل ، مع الجندي الاسرائيلي شاليط وما قامت به اسرائيل مع مواطن لها وبين قضية محمد بين من يحترم ابناء جلدته وبين من يفرط بهم ، سؤال الى كل المسؤولين الذين طرق محمد ابوابهم وكل الصرخات التي وجهها من داخل السجن يستجدي عطفهم ويناشد مرؤتهم لكنهم ليسوا بتلك النخوة والشهامه انهم اشباه الرجال وهنا السؤال ماهو الفرق والمقياس للدم العراقي وماذا يختلف مواطنوا اوروبا وامريكا واسرائيل وماهي درجة التفوق والاحساس والمشاعر الانسانيه لديهم، كان خروج محمد عبدالامير وحريته تتوقف على دفع الديه واعتاق رقبته ولكن ماذا اقول ماذا يفيد الكلام ، ولكن فقط وللامانه عليكم ايها الساده الاستفاده من درس اسرائيل مواطن اسرائيلي واحد مقابل 1700 فلسطيني ، الى متى يبقى هذا الاستخفاف بالدم العراقي ،رحل محمد لكن نداءاته وصرخاته سوف تلاحقكم انتم المسؤولون عن هذا التفريط ،انتم وسفيركم البعثي مدير هيئة الاغاثه الاسلاميه السعوديه الوهابية (الحياة) وداعا محمد نم بأمان فلا سيف الجلاد ولا سنين السجن ولا حكومة ظننت انها تحميك وترحم شبابك نم يامحمد قرير العين والرحمة لك نحتسبك شهيدا عند الله في اول ايام محرم ولاغرابة في الامر هذه هي مدرسة السلف الامويه ،نم يامحمد قرير العين في زمن المال والسلطه نم يامحمد لكن دمك المراق سوف ينتصرولو بعد حين لم استطع نصرتك بالمال لكن الكلمه اقوى من كل الجيوش دمك المراق ظلما سوف ينتصر وداعا ايها الغريب بعد كل هذه السنين في السجون يكون سيف السياف بأنتظارك وداعا فالموت ارحم من العيش مع الظالمين::
................ محمد عبدالامير مواليد 1979 تاريخ الخروج من العراق 1993 مدة السجن التي قضاها في السجون السعودية 17 عام تاريخ الاعدام والحكم الجائر 2011-11-23 ........ بقلم شريف الشامي _مشيغان - امريكا
https://telegram.me/buratha