بقلم الكوفي
مترو ( عرفات ) وطريق ( ياحسين )
مترو عرفات ذلك الصرح الشامخ الذي لفت انظار حجاج بيت الله الحرام في هذا العام والذي جاء انشاءه لضرورة ملحة لتجاوز ازمة حقيقية من جانب ومن جانب اخر تهيئة مناخات مريحة لحجاج بيت الله الحرام ،
لعل الجميع اطلع على المأسات التي تعرض لها حجاج بيت الله الحرام في السنوات المنصرمة والتي ذهب ضحيتها المئات من الحجاج وتعرض اعداد مماثلة الى اصابات بالغة بسبب الحشود الكبيرة اثناء اداء مناسك الحج ولثلاثة ايام منحصرة بين عرفات والمزدلفة ومنى ،
لم تتردد السلطات السعودية في انشاء هذا الصرح والذي يمتد لاكثر من عشرون كيلو متر ، كما ان السلطات لم تستسلم لتلك الجبال العملاقة التي تعيق طريق المشروع حيث قامت بتحدي واضح وكبير من خلال شق الجبال وانشاء المترو بدقة متناهية اذهلت جميع الحجاج ،
المترو العملاق استطاع ان يحل ازمة كانت قد ازهقت الكثير من الارواح كما انها كانت ترهق حجاج بيت الله الحرام في اداء مناسكهم ،
حسب المعلومات التي حصلت عليها ومن خلال الاطلاع على هذا الصرح بشكل مباشر علمت ان المترو يستطيع نقل قرابة ( 760000 ) الف حاج خلال اليوم الواحد من عرفه مرورا بمزدلفة وانتهاء بمنى وهذا الرقم ليس بالغريب خصوصا لمن حج بيت الله الحرام في هذا العام ،
يتكون المترو من ( 14 ) قطار سبعة ذهاب وسبعة اياب وكل قطار يتكون من ( 12 ) فاركون وسعة القطار الواحد حسب المعلومات التي حصلت عليها ( 3000 ) الاف راكب ومن خلال مشاهدتي لم تتوقف القطارات للحظة واحدة واجمل منظر رأيته عندما يشق المترو طريقه في الجبال الشاهقة ،
خلاصة مانريد الاشارة اليه هو طريق ( ياحسين ) والذي يربط مدينة النجف الاشرف بمدينة التضحية والفداء مدينة كربلاء الحسين كربلاء الشهادة والايثار والذي لازال يراوح مكانه لسبع سنوات خلت علما ان الاعداد التي تسلك هذا الطريق اكثر من سبعة ملايين ولايام طويلة ،
للاسف الشديد لازال طريق ( ياحسين ) اسير عقد بعض المسؤولين العراقيين الذين لايرغبون في اقامة مثل هذه الشعائر ولا ارى سببا اخر يجعلهم يتقاعسون عن اتمام هذا الطريق والذي لا يكلفهم عناء او اموال او حتى خبرات علما ان الطريق لا تعترضه لاجبال ولا حتى تلال بسيطة بل ان الارض منبسظة ولو اعطي المشروع لاي مقاول عراقي او شركة بسيطة لانجزته خلال فترة لا تتجاوز الستة اشهر حصرا وهذا ما صرح به اهل الاختصاص ،
بغض النظر عن الاطراف والجهات التي تقف دون اتمام هذا الطريق الفت نظر الحكومة العراقية والجهات المعنية الى ان تبليط طريق ياحسين يحل ازمة حقيقية والمستفيد الاول من وراء ذلك الحكومة العراقية قبل غيرها باعتبار ان انسيابية السير ستكون سهلة على اقل تقدير مما يوفر لها الجهود الاستثنائية التي تبذلها في مثل هذه المناسبة المليونية والتي لم تشابهها مناسبة في جميع بلدان العالم ،
نكتفي بهذا القدر وما دفعنا لكتابة هذا المقال الاهمال المتعمد والمقصود في اهانة الملايين من عشاق الحسين عليه السلام ،
انني على يقين لو ان الملايين يتوجهون الى منتجع فيه الطرب والهو والغناء لقامت السلطات بتوفير سبل الراحة لهم وباحدث التقنيات وهذا ما لمسناه في اماكن متعددة والله من وراء القصد .
https://telegram.me/buratha