المقالات

المنهج الحسيني (سلسلة المعارف الثقافية)

1009 23:39:00 2011-11-26

المنهج الحسيني (سلسلة المعارف الثقافية)

بسم الله الرحمن الرحيممقدمة :حرصت اللجنة العلمية في مركز البحوث والدراسات الإنسانية التابع للمجمع العلمي للدراسات والثقافة الإسلامية ، على الجمع بين الثقافة المعاصرة والتراث الإسلامي ، في نتاجها العلمي ، ونشاطها الفكري ، وعلى أساس ذلك نتقدّم إلى قرائنا الكرام بـ (سلسلة من المعارف الثقافية ) ، والتي تجمع بين تراث العقيدة الحقة ، والثقافة الحديثة في ضوء المنهج الديني القويم ، بطرح جديد ينسجم ومتطلبات العصر العلمية0وهذه السلسلة تستلهم مادتها من هدي القرآن الكريم ، والسنة المطهرة ، وتستشهد بنصوصهما التربوية ، وقد تضمنت بحوث ودراسات متنوعة ، وزعت على أجزاء ، وقُسِمت أجزائها على أقسام تضمنت في طياتها حلقات متعددة ، وعليه فانّ أهميّتها ستتضح من خلال موضوعاتها ، واعتمادها على النّصوص الّشرعيّة المستفاد من نبع الثقلين0والجهد العلمي الذّي نضعه بين يدي القارئ الكريم هو القسم (السادس) من الجزء (الخامس)0

آملين أن ينتفع شبابنا الأعزاء بهذه السلسلة الثقافية ، سائلين المولى عزَ وجلَّ أن يوفّقنا وجميع العاملين في نشر ثقافة مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، ونحن نعمل بجوار المرقد الطاهر ، لمولانا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وفي ظل رعاية ولي نعمتنا الإمام صاحب العصر والزمان ، أنّه ولي التوفيق0

الشيخ حيدر الربيعاويمدير مركز البحوث والدراسات الإنسانية

الفصل الأولشخصية الأمام الحسين بن علي (عليهما السلام);;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;;أسمه: الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم(عليه السلام).كنيته: أبو عبدالله..، وهذه الكنية من مختصات الحسين (عليه السلام)الذاتية، فإِذا أُطلقت عليه (صلوات الله عليه) فمرادها حقيقي، وعلى غيره مجازاً.لقبه: لقّبه جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخيه الحسن (عليهما السلام) بـ «سيد شباب أهل الجنة»، بل ورد في كامل الزيارات أنَّ الله تبارك وتعالى لقّبهُ بذلك في حديث قدسي: «أَما إِنَّهُ سيّد الشهداءِ مِنَ الأوّلين والآخرينَ في الدنيا والآخرةِ وسيَّد شبابِ أهل الجنّة مِنَ الخَلْقِ أجمعينَ» وله ألقاب أخرى منها: سيد الشهداء; وهو أشهرها، والزكي، والوفي،... وغيرها.ولادته: ولد الأمام الحسين (عليه السلام) بالمدينة المنورة في اليوم الثالث من شهر شعبان المعظم سنة أربع للهجرة .ولمّا ولد (عليه السلام)، وأُعلِمَ بولادته رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أخذهُ وأذّنَ في اُذنه اليمنى، وأقامَ في اليسرى، وسمّاه حسيناً ، وعقّ عنه كبشاً.أُمّه: سيدة نساء العالمين فاطمة البتول بنت محمد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) .نشأته: عاش الأمام الحسين (عليه السلام) ستاً وخمسين سنة، وترعرع في حجر جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سبع سنين، وقضى مع أبيه الأمام علي (عليه السلام)بعد جده ثلاثين سنة، ومع أخيه الأمام الحسن (عليه السلام) بعد أبيهما عشر سنين.مدة إمامته: كانت مدة إمامة الأمام الحسين (عليه السلام) تقارب الأحد عشر سنة بعد أخيه الأمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، غَصبَ فيها معاوية بن أبي سفيان الخلافة لابنه يزيد عندما نقض شروط المعاهدة بينه وبين الأمام الحسن (عليه السلام). وذلك عندما كان يمهّد عهده له، وأوصاه بأخذ البيعة له من الحسين بن علي بالقوة; وبأسرع وقت وأن لايتأخر بالمبادرة الى هذا الفعل بعد موته في الحال.فبعد موت معاوية أستلم زمام الحكم ابنه يزيد ـ غصباً وظلماً ـ ، وكتب الى وليه على المدينة; وهو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بأن يأخذ البيعة له من الحسين بن علي (عليهما السلام)، ولا يرخص له في التأخر عنها، فلما وصل الكتاب الى الوليد وعرضه على الأمام الحسين (عليه السلام)أبى أن يبايع يزيد قائلاً: «نَحْنُ أهلُ بيتِ النُّبوَّةِ وَمَعْدِنُ الرِّسالةِ وَيزيدُ فاسقٌ شارب الخمرِ وقاتلُ النفسِ ومِثْلي لايُبايِعْ مِثلِهِ» .بعد ذلك خرج الأمام الحسين (عليه السلام) من مدينة جده رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) متوجهاً إلى الكوفة، بعد أن كتبوا له بالقدومِ عن طريق ابن عمه وسفيره وثقته مسلم بن عقيل (عليه السلام); فاستجاب لهم.وقد جسد الأمام (عليه السلام) خروجه واهدافه قائلاً: «إني لَمْ أخرُجَ أشراً، ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنّما خَرجْتُ لِطَلبِ الاصلاح في أُمةِ جَدَّي (صلى الله عليه وآله وسلم) ; بما أُريدُ أَنْ آمْرَ بالمعروف وأنهى عن المُنكرَ وأسيرَ بسيرةِ جَدّي وسيرةِ أبي علي بن أبي طالب عليه السلام» فخرج(عليه السلام)تحت هذا الشعار مع أهلهِ وعيالهِ وبعضِ أصحابهِ المخلصين له.لكن سكنة الكوفة وبعض أهلها نكثوا البيعة التي بايعوا بها سفير الامام الحسين وناصره، فخذلوه، مما أدى ذلك إلى قتله من قبل أعوان يزيد في الكوفة، وهكذا أستشهد مسلم بن عقيل (سلام الله عليه) مجاهداً في سبيل الله صابراً محتسباً بكل شجاعة ووفاء واخلاص لامامه الحسين (عليه السلام).وعندما وصل الأمام الحسين (عليه السلام) مع أهل بيته والثلة المؤمنة من أصحابه، أمر يزيد (لعنه الله) واليه على الكوفة عبيدالله بن زياد، أما أنْ يأخذ البيعة له مِنَ الحسين أو يقتله ومَنْ معه، إلا أن الامام الحسين (عليه السلام)إمتنع عن البيعة وصمّم على الجهاد لاحياء الدين، وإستقامته بَعدَ أنْ كشف عن هوية يزيد وشخصيته التي تُهدّد الاسلام بالخطر العنيف حيث صرّح (عليه السلام) قائلاً: «وعلى الاسلام السلام إذا بُليت الامة براع مثل يزيد» ، وقد جسد شعاراً آخراً مؤكد على أهداف ثورته الجبّارة: «إن كان دين محمد لايستقم الاّ بقتلي فياسيوف خذيني» .فقاتل وأهل بيته وأصحابه (سلام الله عليهم) قتالاً منقطع النظير حتى استشهدوا جميعاً، مِنْ أَجلِ تثبيت العقيدة الرسالية الحقّة، ولكي تبقى الشريعة مدى الحياة وهي تستقي مِنْ دمائهم الزكية الطاهرة.شهادة الامام الحسين (عليه السلام): أُستشهدَ (عليه السلام) وجمع من أهل بيته وأصحابه وأنصاره (عليهم السلام)، في ظهر يوم السبت العاشر من المحرم بعد صلاة الظهر، في سنة واحد وستين هجرية بكربلاء مظلوماً، ظمأناً، صابراً، ودفن في هذه البقعة الطاهرة، وهي مرقده الشريف ومزاره الذي يقصده محبيه طوال هذه الفترة وبقي مخلداً في قلوب شيعته، وسيبقى الى يوم القيامة على ذلك.فضل زيارته (عليه السلام)روي عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال: زيارة الحسين بن علي(عليهما السلام)، واجبة على كلِّ مَن يعتقده ويقرّ للحسين (عليه السلام) بالامامة من الله عزّوجلّ .وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «مَن زار الحسين بعد موته فله الجنة».

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك