المقالات

الحسين ثورة ملتهبة وتيار لايموت

2555 23:35:00 2011-11-26

حسين مجيد عيدي

لقد تصدى الكثير من المهتمين بشؤون السياسة والتاريخ لان يجعلوا من مفاهيم ثورة الحسين مواضيع للبحث والدراسة والتحليل فصدرت العديد من البحوث والكتب التي تناولت مدرسة عاشوراء ومعركة ألطف وسر خلودها . إن سر الخلود والتجدد لكربلاء الحسين(ع) تكمن في كونها في ضمير ووجدان وقلوب الأحرار ولم يخرج من مشاعرهم وأعطى شحنات إيمانيه تنتقل من جيل إلى جيل لايستطيع احد أن ينتزعها وتتسع ولا تقف عند حد معين فبقى الحسين محفوظ بالصدور والسطور وأصبح رمزا ومنهلا ينحو نحوه الظامئون من كل الأجناس والأديان ليغترفوا من عذب ماءه فالحسين(ع) عطاء وتألق وقدوه وبطوله وكرامه وانجاز وموقف وعزه وتضحية وفداء وفكر لايموت ومدرسته مدرسة المبادئ والحكمة والبصيرة وكيف لا وهو من شجرة مباركه أصلها رسول الله (ص) وفرعها فاطمة الزهراء سيدة نساء العلمين ولقاحها علي أمير المؤمنين (ع) وثمارها الحسن والحسين تربى عليه السلام على نهج ابيه وجده رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو القدوة والاسوه وماكان للرسول فهو له إلا النبوه حتى روي عن بعض الصحابة قال انه حين يدخل الإمام الحسين عليه السلام المسجد وهو معتم ظننا وكأن النبي قد بعث من جديد وقال احدهم ( لو يعلم الناس عن الحسين مانعلمه نحن لحملوه على رقابهم) وعلى مر ألازمنه أرادوا الطغاة أن لايبقى للحسين ذكرا لكن بقيت تلك الذكرى مدوية وتيار لايموت وثورة ملتهبة لاتنطفىء أبدا فالحسين تعدى مكان الحادث وتمرد صوته على التراب وانطلق وتألق وأصبح معلم من المعالم الواضحة في ألامه ولواء لمن يريد أن يسلك طريق ألعزه والتضحية في سبيل الله لقد تحرك الحسين (ع) في نطاق حركة جده تلك الحركة الانسانيه التي هدفها اصلاح امة جده رسول الله (ص) و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسير بسيرة ابيه علي عليه السلام لذا فان الحسين ملك لكل الأحرار والثوار ولا يمثل فئة خاصة لأنه ابن رسول الله ورسول الله للجميع فالحسين لكل مسلم مجسدا المثل الاسلاميه العليا وواقفا بوجه الظالمين من اجل أن يعيد الجذوى للأمة الاسلاميه وإيقاف الامتداد الأموي الذي أراد أن يمتد من جديد.

كان سلوك الإمام (ع) في معركة ألطف مليئه بالكمالات الانسانيه وكان مرغما عليها لأنه كان أما أن يقبل الذلة ويبايع من كان يلاعب الكلاب والقرود والفهود وشرب الخمر ومرتكب الآثام ويتحمل مسؤولية تلك البيعه أمام الله ومثل الحسين لايمكن أن يذل وهو القائل ((فوالله لااعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا اقر لكم إقرار العبيد)) فهيهات منا الذله اوخيار المواجه مع أعداء الله ورسوله فاختار المواجهه من اجل استقامة وتثبيت الدين بعد أن ألقى الحجة على الأذهان القاصره ورغم ذالك فقد استخدم الإمام (ع) عنصر الإقناع أمام أعداءه فاستعان بالمبررات والعبارات والتذكرة إلا إنها بقيت لااثر فيهم ولم ينفعهم ذالك فكان عليه السلام أشفق عليهم من أنفسهم لأنه يدرك بان أعداءه سيدخلون النار بسببه وبعد تحطم كل هذه الآمال فصار القرار للسيوف وكانت معركة الطف بين معسكر الحسين ومعسكر يزيد عليه اللعنة والذي افتتح دولته بقتل سيد شباب أهل الجنة ورفعه الراية ضد أهل البيت فستذله وتلعنه الأجيال على مدى التاريخ لأته من سفك الدماء الذي ارتوت بها ارض الطفوف . ولو كان يدرك بان الحسين شهيدا هو اخطر عليه من الحسين حيا لما فعل ذالك والأيام قد ثبتت ذالك . فالسيف الذي قتل به والقوم الذين استباحوا دمه الطاهر وظلموه إنهم على اثر القوم الذين استباحوه دم أبيه عليه السلام وان اللذين يقتلون الآن من شيعته هم على اثر القوم الذين استباحوا دم الحسين في كربلاء وظلموه ظنا منهم إنهم قادرين على إنهاء عاشوراء الحسين وكربلاء الحسين وتاريخ الحسين ولكنهم اصطدموا بصدور لاتلين وقلوب مليئة بحب الحسين وما زادهم ذالك إلا سموا وشموخا وتحديا وما أصاب أعداءهم إلا الهلع وهم ينظرون إلى الملايين من المسلمين وهم يمشون حفاة من اجل زيارة مرقد الإمام الحسين (ع) والذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (حسين مني وأنا من حسين حسين سبط من الأسباط))وان((الحسين مصبح الهدى وسفينة النجاة )) وقال صلى الله عليه وسلم (( إن الحسين أعظم ما في السماوات أكثر من الأرض)) ولكن هناك من أئمة الكفر والظلاله أمثال الوهابين والتكفيريين لم يتعاملوا مع هذا الحدثالتاريخي من مصادره الثابتة كالقران وألسنه النبوية أو النسب أو العقل وإنما تعاملوا مع الحدث وفق متبنياتهم وما يحبون ووفق لموازين ومعايير ظاله كافره تعبر عما يحملونه منحقد تجاه أهل بيت النبوة عليهم السلام فكتاب الله نهى عن قتل النفس المحترمة متعمدا فما بال من يقتل ابن بنت النبي وينتهك حرماته والرسول يوصي به وكان صلى الله عليه وسلم تفيض عيناه بالبكاء كلما تذكر الحسين لان الوحي اخبره بان الحسين سوف يقتل في كربلاء أما عند اعتماد موازين النسب فانظر إلى شجرة الحسين أين تصل وانظر إلى ألشجره الملعونة التي ينتمي إليها يزيد فأبا الحسين علي ابن أبي طالب وأبا يزيد معاوية وأم الحسين بنت النبي سيدة نساء العالمين وأم يزيد !!!! وجد الحسين رسول الله وجد يزيد أبو سفيانولكن من المستغرب إن أئمة الكفر والظلاله الموازين والمعايير التي يتعاملوا مبنية على تشريع عدم الخروج على الحاكم وحتى إن كان ظالما أو من يقتل شيعيا فانه سيكون مع محمد(ص) في مائدة طعام واحده وتحريضهم الجهلاء في تنفيذ ذالك فأي عقيدة تلك التي تحرض على القتل وان تضع أقوال ابن تيميه والباز ومحمد ابن عبد الوهاب وغيرهم فوق أقوال النبي. ولايكتفون بذالك بل نرى هذا السعار والحملات المسمومة في المواقع والفضائيات ضد أهل البيت وشيعتهم وتكفيرهم والتحريض على قتلهم وعليه إذا أردنا أن نكون صادقين فلابد من أن نقول الحقيقة وبدون مجاملات (إن افتراء وتكفير أئمة الكفر والظلاله على أهل البيت وشيعتهم له مايبرره تاريخيا منذ يوم السقيفة ولحد الآن (( فمن نطق بالحق وقال أن علي أولى بالخلافة من بعد الرسول يتهمونه بالرافضي ويكفرونه )) وهم من أتباع بني أميه الذين جعلوا من سب علي عليه السلام سنه وعلى منابرهم لأكثر من ثمانين عاما .متوهمين هؤلاء أصحاب العقول العفنة والضمائر الميتة إنهم بأفعالهم الهمجية وفتاويهم الهزيلة أن يمحو اسم الحسين من ذاكرة الأجيال لان الحسين في ضمائر وقلوب ووجدان كل الأحرار في العالم وهو يمثل الانسانيه جمعاء فهو يمثل ألشيعه وألسنه والنصارى وكل الأمم . صحيح إن منطق التاريخ يقول إن الحسين سقط شهيدا على ارض الشهادة ارض البطولة والعطاء وأسيل دمه على الرمال أللهبه في يوم العاشر من محرم إلا إن منطق العقل والعبرة يقول إن الحسين ولد في هذا اليوم لان الإنسان حين يموت يخرج من الدنيا ويخرج من مشاعر ذويه وينسى لكن الحسين والى الآن لم يخرج من المشاعر وبقيت المبادئ والشعارات التي استشهد من اجلها عليه السلام وبقيت ثورة الحسين مدرسه نتعلم منها

الفضيلة ومكارم الأخلاق وستبقى الثورة خالدة وستبقى كربلاء كعبة القلوب إلى ظهور صاحب الزمان . وأخيرا أن يفهم من لاعقل له إن حرارة قتل الحسين باقية في قلوب المؤمنين لايطفئها أتباع يزيد وشيعة آل سفيان ولا ابن تيميه وابن ألباز من أئمة النفاق والقتل وسيبقى الحسين رمز الشموخ والكبرياء مهما فعل أعداء الله وسيذيقهم جل علاه حر النار والتاريخ القريب يثبت ذالك فعندما حاربوا الحسين ومنعوا الناس من زيارته وهدموا قبته والسجون امتلأت بشيعته فماذا حصدوا من أفعالهم الدنيئة غير الذل والهوان وأين هم الآن وأين الحسين الآن فقد بقي خالدا وقبته الشريفه تزهو والملايين من انصاره وشيعته تطوف حوله وهم يهتفون ابد والله يازهراء ماننسى حسيناه)))) فهنيئا لأصحاب الحسين من النصارى والمسلمين والأطفال والشيوخ الكبار الأخيار الأبرار الذين طلقوا حرائرهم ويستأنسون بالمنية من اجل نصرة ابن بنت نبيهم وقاتلوا قتال البطال دون الطيبين من ال محمد حتى قال فيهم عليه السلام ((لااعلم أصحاب أولى وأخير من أصحابي)) فباليتنا كنا معكم لنفوز فوز عظيما فسلاما على من تضافرت عليه المصائب وسلاما على من فجعت بأمها وأبيها وأخيها وسلاما على من نصر الحسين وال بيته ولعنة الله الدائمة على من شارك في قتل الحسين ولعنت الله على من سمع بذالك ورضي به

حسين مجيد عيدي ميسان -كميت

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك