حمزة الدفان
منذ تم الاعلان عن اعدام مجرمي عرس الدجيل رسميا بدأ البعثيون الصداميون صفحة جديدة في أخذ الثأر فقد نفذوا سلسلة تفجيرات عشوائية استهدفت المدنيين في بغداد والبصرة وديالى والانبار ، ثم سلسلة اغتيالات نوعية استهدفت مسؤولين وسطيين في الوزارات ، وكان الضحية الأخير لهذه الاغتيالات النوعية الاستاذ المجاهد ابو غالب الاسدي مع زوجته المرحومة في عملية اغتيال بالكاتم جرت في حي العامل في بغداد صباح اليوم الاحد 27 /11 و يعد اغتيال هذا الرجل مؤشرا على طبيعة الاغتيالات النوعية التي ينفذها البعثيون ثأرا لاعدام رفاقهم منفذو مجزرة عرس الدجيل وثأرا وردا على حملة التطهير الشاملة التي قادتها الاجهزة الأمنية والتي ادت الى اجهاض مخططهم الهادف الى احداث قلاقل خطيرة بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق نهاية الشهر المقبل ، وقد ادت حملة الاعتقالات الى قصم ظهورهم وتدمير حواضنهم فلم يبق لديهم سوى فرق الاغتيالات المأجورة . ان من يقتل رجلا مؤمنا بمستوى ابو غالب الاسدي فقد عبر عن نفسه باوضح طريقة ، فلا يقتل المؤمنين الا الفاجر ولا يقتل المجاهدين الا المرتد ولا يقتل الابرياء الا الشقي ،
المجاهد ابو غالب الاسدي رمز لحياة ومسيرة المؤمنين الرساليين المضحين بكل ما يملكون لأجل دينهم ، كان الرجل من اوائل المجاهدين في تنظيمات الحركة الاسلامية في محافظة ديالى ومن الشباب الذين تحملوا اعباء ومخاطر العمل السري حتى شملته موجة الاعتقالات الصدامية في نهاية السبعينيات عندما كانت الحركة الاسلامية في اوج نشاطها ، وخرج من السجن باعجوبة وكان مطاردا اثناء الحملة القمعية التي اعقبت استشهاد السيد محمد باقر الصدر ، وقد هاجر الى خارج العراق وكان بوسعه العيش هانئا في دول اللجوء الغربية لكنه آثر الالتحاق بالمجلس الاعلى وعمل في مواقع الجهاد في جنوب العراق وشماله ، ولم يترك طريقا يؤدي به الى الاستشهاد الا سلكه فكان احد مؤسسي مقر سيد الشهداء للعمليات الخاصة ، وكان أحد قياديي الحركة الاسلامية في العراق التي اسسها الشهيد الحاج مهدي المهدي في الجنوب والتي كانت تنفذ عمليات اسشهادية ضد عصابات صدام والبعث ،
وكان ابو غالب من كوادر اعلام المقاومة في الثمانينيات وقد اشترك في ادارة مشاريع اعلامية مهمة من الاذاعة الى الصحافة والتلفزة وكان قلمه كالسيف ، وعمل عدة سنوات مسؤولا لاعلام فيلق بدر وعضوا في شورى الفيلق ، ثم اصبح مسؤولا لمقر المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في كردستان سنة 1996 ،
وبعد سقوط نظام صدام اسهم الحاج ابو غالب في اعادة بناء تنظيمات بدر والمجلس الاعلى وكانت اطروحاته ودراساته في اعادة التنظيم دقيقة وغنية وقد حظيت باعجاب القيادة ، ولم يدخر ذلك المجاهد الفريد جهدا في خدمة العملية السياسية فقد عمل في احدى الوزارات الامنية ، في موقع هو اقل بكثير من استحقاقه الشخصي والمهني ، وظل ابو غالب ذلك المجاهد الترابي الفقير النزيه المثال في الابداع والمثابرة والتضحية والصمت في وقت الخطابات والمزايدات ، ومثال للتواضع والتواري في زمن انتشار مرض الظهور الاعلامي في اوساط الساسة ،
كان ابو غالب ذلك المقاتل الحسيني يشبه سهما لامعا انطلق من سبعينيات هذا القرن باتجاه هدفه ليصيب الهدف في 2011 حيث حقق حلمه في الشهادة في اول يوم من محرم الحرام شهر الحسين والعطاء والاستشهاد ، لترحل معه في حادث الاغتيال الغادر زوجتة التي هي مثال للوفاء والمواساة والصبر طيلة سنوات المحنة على طريق الزينبيات الاصائل ، افهموا المقتول لتفهموا القاتل ، القاتل هم حثالة البعث الصدامي الهمجي الضال المضل هؤلاء البهائم التي تتلذذ بدماء المؤمنين ، هؤلاء اللقطاء الاراذل ، عصابات من السقطة يحركها مجرمون من داخل الحكومة ، يستخدمون اموال الدولة ومستمسكات الدولة وسيارات الدولة واجهزتها لقتل المؤمنين ، هناك مسؤولون كبار توفرت ضدهم ادلة تؤكد ضلوعهم في هذه التصفيات وهم معروفون بالاسم وامرهم ليس من الاسرار ، ولكن الصفقات السياسية المذلة حفظت لهم مواقعهم وحصانتهم واطلقت ايديهم ليواصلوا جرائمهم ، اليوم هم يقولون للحكومة بوضوح اعدمتم من البعثيين المجرمين كذا عدد ونحن سنقتل ضعفهم قتلا نوعيا يستهدف الرؤوس والكوادر التي لا تعوض ، السيد ابو اسراء المالكي يعرف هؤلاء جيدا والوثائق بين يديه يشيب لها رأس الوليد ، لكنه يسلم عليهم ويبتسم لهم صباحا ومساء قائلا في سره انه يفعل ذلك حفاظا على العملية السياسية ولأجل العراق ولكن حين يقدم هؤلاء الاراذل على قتل ابو غالب فليذهب الجميع الى الجحيم ماذا يبقى للمالكي حين يفقد رفاقا بمستوى ابي غالب واخوانه المؤمنين ، ماذا ينتظر المالكي والله ان لم يفعل شيئا لكبار المسؤولين الذين يعرفهم فهو شريك في دم ابو غالب وكل من سبقه من الشرفاء والابرياء ، عجيب امر ابو اسراء يترك المجرمين يصولون حوله ويلعبون بدماء اخوانه ولا يحرك ساكنا هل هذا هو الدين ام هي السياسة لا هذا ولا هذا انه الخذلان فالعياذ بالله من الخذلان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
https://telegram.me/buratha