المقالات

لا لتصفية الحسابات تحت قبة البرلمان

585 18:23:00 2011-11-28

احمد عبد الرحمن

واحدة من المهام الرئيسية للبرلمان، والتي حددتها الدساتير وتعارفت عليها الانظمة السياسية الديمقراطية وليس الديكتاتورية، وهي الرقابة على المؤسسات التنفيذية وتشخيص مواطن الضعف والقصور والتقصير والخلل، ومن ثم اتخاذ الخطوات والاجراءات اللازمة التي من شأنها تلافي ومعالجة ذلك الضعف او القصور او التقصير او الخلل، وتصحيح المسارات الخاطئة، وهذه الاجراءات تتمثل بالاستضافة والاستجواب وسحب الثقة وغيرها.ويخطـأ من يتصور او يفترض ان نظاما سياسيا يحمل صفة الديمقراطي يمكن له ان ينجح ويستمر من دون سلطة رقابية فاعلة ومؤثرة لاتكون ذيلا للسلطة التنفيذية او اية سلطة اخرى.وطبيعي ان السلطة التنفيذية بمختلف مفاصلها متى ما استشعرت ان هناك رقابة ومتابعة مستمرة لادائها ، فأنها تحرص على ان تقدم ما افضل للمواطنين في مختلف الجوانب والمجالات، والعكس صحيح، فأنها متى ما استشعرت بضعف السلطة الرقابية-البرلمان-عليها فأن الفساد الاداري والمالي والترهل واللامبالاة وغيرها من المظاهر السلبية تستشري وتستفحل في شتى اعضاء جسدها.ولعل التجربة العراقية الديمقراطية مازالت تعاني الكثير من الاشكاليات الكبيرة والمعقدة، لاسباب عديدة ، من بينها عدم تبلور ورسوخ مبدأ الاستقلال والفصل الحقيقي بين السلطات العليا في الدولة مثلما اقر بذلك الدستور، ومن بينها ايضا اقحام المصالح والحسابات السياسية الحزبية في العمل الحكومي والمصالح الوطنية العامة، التي هي في الواقع مصالح ملايين الناس لامصالح هذه الفئة او ذلك المكون.وجود المسؤولين التنفيذيين تحت قبة البرلمان علامة عافية ومؤشر حسن في اطاره العام لصحة المسارات والتوجهات، فهنا البرلماني يؤدي وظيفته، والمسؤول التنفيذي يشعر ان هناك من يراقب ويتابع ويشخص الخطأ والصواب، وهناك وسائل اعلام تعكس الحقائق الى الرأي العام، والاخير متاح له ان يطلع ويسمع مختلف الاراء ووجهات النظر، وبالتالي تكون له القدرة على التمييز من خلال المصاديق الواقعية المعاشة في أي مجال من المجالات الحياتية.ولكن الامر الخطير-بل ربما الاخطر-هو حينما يتحول البرلمان الى ميدان لتصفية الحسابات السياسية والحزبية الضيقة والدخول في مناكفات ومهاترات وسجالات لايتعدى الهدف منها التسقيط والتشهير السياسي على حساب الوطن والمواطن، من خلال البحث والتفتيش عن الاخطاء والسلبيات، ومحاولة التعتيم على الانجازات والايجابيات حتى وان كانت الاولى قليلة والثانية كثيرة.لاشك ان النجاح الحقيقي سيتحقق وينعكس على جميع ابناء الوطن متى ما احتلت مصلحة المواطن قائمة الاولويات لدى اصحاب الشأن والشركاء السياسيين في هذا البلد، فلا نجاح ومصلحة المواطن ضائعة في متاهات المصالح الفئوية والحزبية الضيقة لهذا الطرف وذاك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك