كريم الوائلي
(( ان الكثيرين راهنوا على ان المجلس الاعلى سوف لن يصمد طويلا حينما تتبدل الظروف ويفرض الواقع قوانينه واذا بكل الرهانات تتكسر على صخرة واقعية المجلس الاعلى وتتناثر الرهانات عند ديناميكية المجلس الاعلى لان المجلس الاعلى ليس تنظيما مرحليا او حالة سياسية ظرفية وانما هو خلاصة التجربة وهو مشروع واقعي متفاعل مع الامة)) السيد عمار الحكيم سمات الديدومة في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي تتجلى في مصاديق عقلانية تؤكدها التجربة التاريخية في الاسلام ولكن ليس وفق فكرة ((نهاية التاريخ )) التي رسمها المفكر فوكوياما او الخلود او الازلية وانما وفق مدرسة اهل البيت عليهم السلام القائمة على ثبوتية التكليف ومتغيير العقدة حيث ان لكل معصوم من الائمة عليهم السلام ))عقدة(( مناط حلها به وفق عصره وزمانه مكلف بحلها حتى ينتهى الامر الى الامام الحجة (عج) واذا كان تكليف السيد شهيد المحراب (رض) قيادة الجهاد المسلح وصولا الى الاطاحة بالدكتاتورية وتكليف السيد عزيز العراق (رض) وضع اسس العملية السياسية وكتابة الدستور فأن تكليف السيد عمار الحكيم هو قيادة التحولات الديمقراطية في المرحلة الانتقلية وصولا الى دولة العدالة والمساوات وفق اطروحته الموسومة ب ((الشراكة الوطنية)) وقد اكتسب المجلس الاعلى الاسلامي العراقي صفة الديمومة لتوفر عناصرها فيه ومن هذه العناصر : \ اولا : تمركز المرونة السياسية والفكرية في المركز التنظيمي وهي ممارسة داخلية يعتمدها المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في رسم السياسات وهي مرونة تستوعب كل الرؤى والاجتهادات وتشكل مناعة ضد تهميش الرأي او تضيق الشورى .ثانيا : اعتمد المجلس الاعلى العقيدة الاسلامية ونبذ الاديولوجيا ذات الوصفات المعدة لعلاج امراض مرحلية ومحددة وهي وصفات مغرقة بالتنظير والهرطقة ومقحومة على الواقع وقامعة له ، وعادة ما تكون الاديولوجيا موجه لنخبة من الناس او لطبقة منهم في حين جاء الاسلام للناس جميعا بعقيدة عابرة للطبقات والاعراق والاجناس وكانت الاديولوجيا سببا في موت دول وامبراطوريات عسكرتارية مدججة بأدوات الارهاب الفكري والبوليسي كما في الملكيات الوراثية في اوربا والشيوعية والفاشية والبعثية ومن الغرابة ان قامت دنيا اوربا وامريكا ولم تقعد حتى الان لمجرد مقال كتبه المفكر الامريكي فوكوياما الياباني الاصل اعتبر فيه ان الرأسمالية هي (( نهاية التاريخ )) اي انها الخيار النهائي للبشرية .\ ثالثا : التماهي العقائدي مع المرجعية الدينية والمنظومة القيمية والعرفية السائدة في المجتمع العراقي ليس من باب التقمّص وانما كون ان المجلس الاعلى خصن دائم الخضرة من شجرة المرجعية وهي الوريثة الشرعية لمدرسة اهل البيت عليهم السلام وامتدادها الطبيعي ومن ذلك الامتداد يستمد المجلس الاعلى ديمومته من ديمومة الاسلام والتقاليد الوطنية التي تختزنها المنظومة الثقافية والقيمية للشعب العراقي بكل مكوناته . \ رابعا : اصالة المجلس الاعلى في الهوية العراقية بوصفه جزء لا يتجزء من نسيج الامة العراقية ويصيبه ما يصيبها وتتأثر به ويتأثر بها سواء كان في السلطة او خارجها وهو بذلك امتداد لاصالة اهل البيت عليهم السلام ومحوريتهم في الامة الى اليوم مع انهم اقصوا من الخلافة قسرا .\ خامسا : قدرة المجلس الاعلى على اتخاذ القرار الآني والسريع ولكن وفق رؤية استشرافية وذلك من خلال قراءة الافق السياسي العراقي المنظور بحرفية ودربة عالية استمدت مصداقيتها من التجربة التاريخية في التعاطي مع الازمات . \ سادسا : امتلاك المجلس الاعلى على آليات وادوات مرنة في صياغة التحالفات وفق مديات مدروسة وثابتة ولا خلاف عليها ولكنها تضمن صيانة المشروع الوطني ومصالح البلاد العليا وحاجات وطموحات الشعب العراقي .\ سابعا : تبني المجلس الاعلى لقضايا وحاجات الشعب العراقي اول بأول من غير مزايدات سياسية يراد منها الكسب او الربح السياسي وعلى ذلك كان وما زال المجلس الاعلى يؤيد كل قرار حكومي يقع في صالح المواطن العراقي ويهب قائما ومعترضا على اي اجراء يضر بالمواطنين مهما كان مصدره .\ ثامنا : تيوء سماحة السيد عمار الحكيم صدر قيادة المجلس الاعلى بوصفه قيادة مدربة ومجربه ومعدة اعداد رسالي وامتلاكه العريكة المتفتحة والذهنية الصافية والموهبة القيادية وشخصيتة تحضي بمقبولية عالية في وطنه والعالم .\ تاسعا : عمق جذور المجلس الاعلى في التربة العراقي وفي ضمائر المؤمنين ما قبل تأسيسه وما بعده وتمركزه وسط النسيج الاجتماعي وتجانسه مع محيطه وقدرته على التحشيد ومد الجسور والاواصر مع بيئة الآخر بأدوات توافقية تعزز المشتركات وتصنع منها مفاعيل شراكة وتقارب تحقق المصالح العليا وتصون المشروع الوطني وتحقق الوحدة . \ عاشرا : سعة القاعدة التي يرسم عليها المجلس الاعلى سياسته وامتلاكة سلسة من الحلقات المرنة في صنع القرار وضمان وصوله الى قواعده الجماهيرية مما يعزز صلته الدائمة بالجماهير التي تمده بالدماء الجديدة وترسخ فيه صفة الديمومة .
https://telegram.me/buratha