علي حسين غلام
دأب المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين ومنذ اللحظة الأولى لدخوله المعترك السياسي والثقافي على تقوية وتعزيز الوجود الفيلي وإستنهاض العوامل الروحية والمادية والمعنوية التي لها الأثر البالغ في توحيد المجتمع الفيلي وإعادة الأوصال التي تقطعت بسبب السياسات القمعية للنظام البائد الى الجسد الفيلي المنهك والمتعب والذي يعاني من التمزق مرة ثانية نتيجة خشية البعض من مفهوم الإنتماء اليه والتمسك بالمسمى العشائري أوالمناطقي والبقاء في صومعة الخوف من المستقبل وتكرار المأساة مرة ثانية والتي لا تستند الى مبررات عقلية ودلالات موضوعية وأن هذه التوجسات والإحترازات يجب تجاوزها والقضاء عليها وإنهاء عقدة الماضي ومحوها من الذاكرة الكوردية الفيلية، فشئنا أم أبينا فان جميع شركاءنا في هذا الوطن إضافة الى العالم الخارجي بأسره قد ترسخ لديهم مفهوم الفيلية والذي يطلق على الكورد الذين يعيشون خارج أقليم كوردستان ، يحاول المؤتمر أستلهام العواطف والمشاعر والأحاسيس لغرض عبور الظروف المعقدة التي تحيط بالمشهد العراقي عموماً والفيلي خصوصاً، وتحفيز الطاقات الكامنة وديمومة تدفقها وإستغلالها بالشكل الأمثل وفق متطلبات وإحتياجات المكان والزمان والدور والموقع الذي يتفاعل ويساعد في الإرتقاء بالمجتمع الفيلي نحو التطور والتقدم والإزدهار،من خلال تبني مشروعٍ ثقافي وإجتماعي وسياسي لتأسيس كيان جديد يتلائم مع مفاهيم الحداثة والتطور يهدف إلى بناء الشخصية الفيلية المثقفة وضمن سياقات علمية وفكرية وإجتماعية تترك أثراء وبصمة في العالم عموماً ودوراً مؤثراً لتحفر آثاراً في المفكرة والذاكرة العراقية خصوصاً، فضلاً عن التنظيم والتوافق والتجانس الإجتماعي الداخلي فكلما إزدادت الذات الفيلية صلابة ومتانة إزدادت قوةً وتوهجاً وتنافساً مع الآخرين على الأصعدة كافة ، إضافة إلى ترسيخ مبدأ السيادة الذاتية الناتجة عن أفعال وتفاعل الإرادات القوية النابعة من اليقين بعدالة وشرعية القضية، والأستقلالية في العمل وإتخاذ القرارات والمواقف وفق رسالة مفاهيمها مرتبطة بالإرث والقيم النبيلة ورؤية تتسم بالواقعية والموضوعية في التعامل مع الأحداث والوقائع والمعطيات المستجدة وحيثيات العملية السياسية الراهنة المملؤة بالقنابل الموقوتة، وعدم إتباع أو إنتهاج الأفكار والطروحات التي لا تمت للواقع بصلة والإبتعاد عن كل من يؤخر عن المسيرة ولا يتقدم أو الذي يعطل الأمور ولا يصلحها، ومغادرة الغرف المغلقة التي لا يدخلها إلا صّناع المطابخ ومن يدور في فلكهم والإنسلاخ من التعصب بكل أشكاله وأبهامية التصورات وهلامية المواقف التي تعتمد وتستند إلى توجهات وتفسيرات وتعليقات الآخرين وكذلك الخروج من النمطية التقليدية في إدارة القضايا والمواضيع والتي أعتاد عليها المتصدون السابقون للسياسية الذين كانوا إما مؤدلجين ضمن الأحزاب أو منتفعين منها أو تابعين لها لمصالح ذاتية، أن المؤتمر يحاول من خلال هذا المشروع المؤسساتي إلى تجاوز كل السلبيات والتعقيدات التي رافقت المرحلة السابقة ووضع خارطة طريق جديدة تتسق وتتناسب مع الإمكانات والقدرات المتاحة وتتجاوب مع الطموحات والغايات وأهميتها ضمن المرحلة الحالية وتحديد الأوليات من حيث الأهم ثم المهم من الأستحقاقات وبشكل عقلاني مقبول لا يتعارض مع مواد الدستور والتوافقات الوطنية، أن بناء المؤسسات الثقافية والفكرية والتي هي القواعد والمرتكزات الأساسية للمشروع والتي تتبع الأسس العلمية والمنهجية العملية لتحديد البرامج والنشاطات التي تطور وتنمي القابليات والقدرات الثقافية والسياسية والتي ستكون موارد دائمية وأستراتيجية تدعم مقومات ودعائم هذا المشروع وتجعله متكاملاً وناضجاً ليجذب الفيليين ويستوعبهم ضمن هذه المؤسسات التي شرع المؤتمر للحصول عليها وتثبيت مواقعها بجهود ذاتية وهي دالة تعبر عن قوة ومكانة المؤتمر في الساحة السياسية، إلا أن المؤتمر يواجه تحديات من قلة قليلة ممن يدور في وهم الترأس والتعالي أو من ضعفاء النفوس وأصحاب المصالح الذاتية أو الذين في قلوبهم الغل والحقد والحسد على المؤتمر أو الذين لهم مأرب فئوية وحزبية معينة والذين يحاولون بكل الوسائل الملتوية والطرق غير الشرعية لإجهاض هذا المشروع وإفشاله والنيل منه وكذلك التزاحم أللأخلاقي والتدافع غير المبرر مع المؤتمر والألتفات من وراء ظهره للوصول لأصحاب القرار والشأن بالموضوع للمنافسة بوجهٍ ولسانٍ شيطاني قبيح ومحاولاتهم وضع المعوقات والصعوبات أو انتزاع ما تحقق للمؤتمر من مكتسبات حقيقية على أرض الواقع لغرض تغير مسار المشروع وفق أجنداتهم وتصوراتهم الجهنمية والتي لا تصب في المصلحة العليا للفيليين بل في المصالح الشخصية والفئوية الضيقة، ولابد من الإشارة والتنويه بان هناك بعض الأشخاص ينتمون للأحزاب الكوردية يستطيعون من خلال الإمكانيات المادية الهائلة والقدرات السياسية الكبيرة لهذه الأحزاب في الحصول على ما يبتغون ويتمنون وبناء أية مؤسسة هم بحاجة إليها أو التي تتوافق ومشاريعهم، وبالتنالي إعطاء الآخرين الفرص وإفساح المجال لهم لإكمال مشاريعهم دون تدافع أو تزاحم، ولا يختلف اثنان ممن سمعوا أو كانوا بالقرب من المؤتمر كم أن المؤتمر سعى ويسعى بكل ما يملك من طاقات وقدرات يبذلها وجهود يسخرها لأجل بزوغ فجر جديد يلهم العقول والوجدان في تجسيد فلسفة فيلية تستمد من الماضي أمجادها ومن الحاضر قوتها لتحديد المسار والإتجاه الصحيح لتحقيق الرسالة والأهداف والمشاركة الوطنية في بناء وازدهار العراق بعد أن تبنى شعاراً ( كلنا للعراق والعراق للجميع)، وأخيراً وليس آخراً نقول ... من لا يستطيع أن يزرع الخير ... لا يحاول أن يزرع الشر.
https://telegram.me/buratha