المقالات

شماعة ابليس

669 18:49:00 2011-11-30

السيد حميد الموسوي

ليس باستطاعة كل قوانين الارض -ومهما تسلحت بقوة تنفيذية "تعسفية وترويعية"- ان تحل محل الضمير أو ترقى الى مستوى تأثيره في سلوك البشر كوازع لفعل الخير وممارسة كل ماهو جميل وحسن، أو رادع لتجنب افعال الشر واجتناب موارد الرذيلة ومهاوي السوء. ومن هنا جاء تاكيد الشرائع السماوية وتركيز الوصايا الربانية على لسان الانبياء والمرسلين في التعويل على بناء الاخلاق لما لها من اهمية في مسار حياة البشرية وتطبيقات ممارساتها اليومية:-"اثقل الاعمال في الميزان: حسن الخلق"!."بعثت لأتمم مكارم الاخلاق"معنى هذا ان حسن الخلق افضل العبادات على الاطلاق.ولا يخفى ان حسن الخلق أو سوءه هما نتاج صحوة الضمير وسموه أو سقوطه واضمحلاله!. إذ ان الاخلاق تمثل الوجه المشرق للضمير وذلك لان جميع الممارسات والسلوكيات اليومية والتصرفات بخيرها وشرها صالحها وطالحها، طيبها وخبيثها.. تعزى الى اخلاق الفاعل وتنسب الى ضميره.مضطرن ومجبرون للعودة الى "شماعة ابليس"! وعليه فلابد أن نذكر بممارسات السلطة السابقة وادواتها القمعية التي دفعت ببعض -"بعض كثير"- من العراقيين الى ممارسة الكثير من السلوكيات الخاطئة المنحرفة: من تحايل، ونصب،واختلاس، وتزوير، وارتشاء، وغش، وتقارير كيدية، ونفاق، ووشايات، وخيانة الامانات، وتسلق على اكتاف الاخرين، وسرقة جهود الطيبين"الغافلين"، والقائمة تعرض وتطول بما لذ وطاب من ظواهر مخزية ساهمت في تفشيها سنوات الحصار المقصود!.طبعا ليس من المعقول زوال تلك الظواهر السرطانية بجرة قلم حتى وان زالت اسباب ودواعي تفشيها آخذين بعين الاعتبار انها ثقافة اربعة عقود ذهبية "ونعم الثقافة".لكننا حين سلمنا بهذا الرأي -مرغمين- على امل ان توجهات العهد الجديد وتعداته بغسل وتطهير ادران ومخلفات الحقب السابقة كفيلة بعودة الضمائر الى فطرتها السليمة -وجدنا ان التسليم وحده لا يكفي ولا بد من "التضخيم" والردع الحازم فقد تسرب الفساد الى الملح، وشوه معظم الاشياء الجميلة، ولاث اكثر الخصال النقية وضرب اروع السجايا الاصيلة، ودمر اطيب الخلال الحميدة!. فبدلا من المبادرة الجادة الى محو مفردات قائمة الخراب الشامل والبدء بترميم ما تهدم من ضمائر، وتنقية ما تكدر من اخلاق، دبت روح الانشطار الاميبية والنووية وراحت تنجب مفردات فساد طارئة واجيال خراب متطورة.. تضخمت وتعملقت واستعصت على الحلول. ظواهراستجدت كردة فعل لركام الحقب السود وتفاقمت مع الفوضى الخلاقة وتفشت بغياب العقاب الرادع:-* ظاهرة الموظفين الاشباح من تقاضى ويتقاضى رواتبهم؟!.* ظاهرة المصدرين البحارة العتاة التقاة من يجهزهم؟!.* ظاهرة طلبات التعيين التي تختفي بعد اتمام الاجراءات فييأس اصحابها ويتركوا المراجعة ثم تتحول الى توظيف دائم يتقاسم المتلاعبون رواتبها شهريا!!.*ظاهرة منتسبي الجيش والشرطة تاركي العمل لسبب او لاخر الذين ترقن قيودهم واستمرار صرف رواتبهم.. لمن؟!.*ظاهرة الاجنحة الخاصة للعوائل في معظم الدوائر والمؤسسات والوزارات !.* ظاهرة تهريب المجرمين المدانين من سجون محصنة وتسجيل العملية ضد مجهول كحادثة عابرة!.*ظاهرة اختلاس المال العام بارقام خرافية والتي لا تكتشف الا بعد فرار "بطل الفلم" بالجمل بما حمل!.* ظاهرة التعاقد على صفقات وهمية واخرى على مواد تالفة وسلع مستهلكة واسلحة حرب البسوس بمليارات "الدولارات واليوروات"!.* ظاهرة الفرار بشاحنات المواد التمونية وصهاريج النفط لبيعها في دول الجوار والعودة ظافرين!.* ظاهرة الموفدين للتفاوض او للدراسة والذين يتخلفون عن العودة انتهازا لفرصة وجودهم خارج العراق دون احساس بانتماء وطني مع ما صرف على ايفادهم من ميزانية فقراء الوطن!.* ظاهرة المسكوت عنه خشية من زعل المتنفذين!.ظواهر... وظواهر.. ارحم من طعناتها الخناجر!!وما بين دولة الاجهزة القمعية ودولة الاجهزة المرتخية وقرارات ترك الحبل على الغارب نشأ وتفشى وباء الظواهر وموت الضمائر، وتحول سقوط الحياء والخلق الى حالة مألوفة وممارسة عادية افلت زمامها واستعصت على المصلحين وعلماء الاخلاق والوعاظ.نفذت علامات التعجب والاستفهام بكل انواعها هل عندكم المزيد؟.اكيد انتم تعرفون الكثير من هذه الظواهر والنجوم التحف وساكتين لسبب ولأخر!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صالح العنزي
2011-12-01
اخي الكاتب اسولفلك هاي القصه القصيره اكو فد يوم كان حرامي اكفان بالمقبره جالس فاذا بجنازه يحملوها اهلها لدفنها فسمع الحرامي صوت امها(يعني طلعت بنيه)وهي تصيح يمه يالحلوه يمه يالقمر ......المهم فقال الحرامي في نفسه بعد ان انصرفو اهلها راح اشوف هاي صدق حلوه لو لا. وحين كشف عن وجهها وجدها حقا جميله فراودته نفسه ففعل المنكر معها رغم موتها فلما فرغ منها قال.اوهوووووو لعنة الله على الشيطان فخرج الشيطان من وراء قبر من القبور فقال له ولك لعنة عليك انت وهلك ولك اني الشيطان ما اسويه....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك