المقالات

طريق الاحرار..

578 08:48:00 2011-12-01

عادل الجبوري

ونحن نعيش اجواء ذكرى الثورة الحسينية بكل معانيها ودلالاتها وابعادها الروحية والمعنوية العظيمة حري بنا ان نتأمل طويلا في اهداف تلك الثورة، ومستوى وطبيعة التضحيات التي قدمها الامام الحسين واهل بيته وصحبه، والاثار التي تركتها الثورة والقيم والمباديء التي ارستها ليس للمسلمين فحسب، وانما لكل الثوار والاحرار ودعاة وانصار الحق والعدل في كل الازمان والعصور.حري بنا ان نتأمل طويلا في كل ما يرتبط بالثورة الحسينية من قيم ومعاني ومباديء سامية، فالحسين في تضحياته الكبرى منهج ومدرسة وسلوك واخلاق، وصرخة مدوية في كل يوم وكل لحظة ضد الظلم والظالمين والمستبدين والطغاة والمجرمين.لم يثور الحسين عليه السلام ضد يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد والشمر بن ذي الجوشن وعمرو بن سعد، وانما ثار على كل ظالم وطاغية ومستبد، وثار على الانحراف والتضليل والتشويه والتزييف، وثار على قيم الجاهلية والظلام والتخلف والابتذال، وثار على الفساد بكل اشكاله وصوره.ولانه في كل زمان ومكان نجد الطغاة والمستبدين، ومعهم نجد الظواهر والمظاهر السلبية والسيئة، فأننا نحتاج الحسين عليه السلام ونحتاج ثورته ونحتاج تضحياته، ونحتاج مبادئه وقيمه واهدافه الكبرى العظيمة.ومتى ما كان الحسين حاضرا فينا حضورا حقيقيا وجوهريا يتجاوز العواطف والانفعالات السريعة والانية، ومتى ماكان منارا وهاديا لنا في رسم مسارات حياتنا بمختلف ابعادها ومضامينها، فهذا يعني اننا نسير في الاتجاه الصحيح.لايكفي ان نرفع شعارات الولاء والنصرة للامام الحسين، ونذرف الدموع ونطلق الصرخات والاهات عليه في ايام معدودة من كل عام فحسب، وانما لابد من ترجمة الشعارات الدموع والصرخات والاهات الى برنامج عمل شامل ومتكامل للحياة.ترجمة الشعارات والدموع والصرخات والاهات الحسينية الى واقع عملي على الارض لاتتحقق الا بالتضحية الحقيقية من اجل المباديء والقيم التي نذر ابي الاحرار نفسه لها، ولاتتحقق الا بالتصدي الحازم والشجاع والجريء لكل مظاهر الفساد والانحراف والتحلل والابتذال، ولاتتحقق الا بنكران الذات والترفع عن الانا وقتل الشهوات وملذات الحياة الرخيصة الزائلة، والانكاك في هموم ومشاكل ومعاناة المجتمع-او المجتمعات-لو لم يفعل الحسين عليه السلام كل ذلك وغيره ماكان قد تحقق ما تحقق من انتصار عظيم بقي يصدح صداه في كل انحاء المعمورة ليقض مضاجع الطغاة، ويديم جذوة الثورة والرفض والعزة والاباء في نفوس الاحرار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك