المقالات

الحسين (ع) لايريد النصرة بالمال

954 10:52:00 2011-12-01

قلم : سامي جواد كاظم

الكتابة عن نهضة الحسين عليه السلام فيها عدة محاور والبعض ياخذ اختصاصه ليكتب عنه والنتيجة النهائية هي كيف نصل الى الهدف الذي خرج من اجله الحسين عليه السلام وهل نستطيع تكملة المسيرة متخذين ابجديات خطواته في نهضته دليلا لعملنا ؟، يعترضنا سؤالان كيفية تحديد الابجديات وكيفية التنفيذ ؟ هنالك مجال يخوض به البعض ليس منه طائل الا وهو الحديث عن النهضة بطريقة فلسفية معقدة مثال ذلك ما سمعته من احد المتحدثين عن نهضة الحسين قائلا ( هل اختار الحسين الزمان والمكان ام ان الزمان والمكان هما اختارا الحسين ؟) واخر اجهد نفسه ليثبت ان العاشر من محرم فدي به اسماعيل بكبش ذبح بدله ، ومن ثم ماذا ؟ ايهما منقبة للاخر ؟ هنالك مفردات في حياة الحسين عليه السلام سهلة الفهم عظيمة المعنى نستطيع مزجها مع مفردات حياتنا لنستوعبها ونتخذها سبيلا لشق طريق نصرة الحسين عليه السلام ، وكثيرة جدا المواقف التي تستحق وقفة واشادة وتعليل وتحليل ، ومن بين تلك المواقف هي قصة التقاء الحسين عليه السلام بعبيد الله بن الحر الجعفي في قصر بني مقاتل وطلب الحسين منه النصرة قائلا له : يابن الحر ان الله تعالى مؤاخذك بما كسبت واسلفت من الذنوب في الايام الخالية واني ادعوك الى توبة تغسل ما عليك من الذنوب ادعوك الى نصرة اهل البيت .....فاعتذر ابن الحر متحججا بقلة الشيعة في الكوفة ولكنه قدم فرسه الملحقة وسيفه للحسين عليه السلام فقال له الحسين يا ابن الحر، ما جئناك لفرسك وسيفك، وإنّما أتيناك لنسألك النصرة، فإن كنت بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شيء من مالك، ولم أكن بالذي اتّخذ المضلين عضداً؛ لأنّي قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: من سمع داعية أهل بيتي ولم ينصرهم على حقّهم إلاّ أكبّه الله على وجهه في النار.اولا هل تعلمون ماهو ذنب ابن الحر ؟ ذنبه انه في معركة صفين كان مع معاوية ضد امير المؤمنين عليه السلام وان سيفه الذي قدمه للحسين استخدمه في مقاتلة امير المؤمنين عليه السلام ، والتامل العميق والمعنى الدقيق في جواب الامام له عندما قال له ما جئناك لفرسك او سيفك ، وانما اتيناك نسالك النصرة ، اذا النصرة ليست بالمال بل بالحال وكانت فرصة لابن الحر ان يغسل ذنبه في صفين وكذلك صنفه الامام بانه من المضلين والمضل اتعس من الضال لان عاقبته كانت وخيمة وقد القى الحجة عليه عندما ذكر حديث رسول الله ان الذي يسمع بالواعية ولم ينصر الحسين يدخل جهنم فكيف بالذي جاءه الحسين يطلبه للنصرة ولم ينصره ؟واليوم ان الحسين يطلب منا النصرة بالنفس والنصرة بالنفس يعني بالقول والعمل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن ثم بذل المال فهذه الثقافة التي يجب ان تنتشر بين محبي ابي عبد الله الحسين لتكون التطبيق العملي لنصرة الحسين .وموقف ابن الحر يناقضه موقف زهير بن القين الذي طلب منه النصرة فلبى النداء وكان عثماني الهوى كعبيد الله الا ان بصيرته افضل منه وقد ذكر زهير لاصحابه حديثا لسلمان المحمدي عندما فرحوا بحرب انتصروا بها وكانت الغنائم كثيرة فقال سلمان لزهير هل فرحتم كثيرا بالغنائم قال نعم قال فليكن فرحكم اشد عندما تلتحقون وتنصرون ابن بنت رسول الله ، فمن شاء منكم فليتبعني والا هذا فراق بيني وبينكم .مسيرة الحسين عليه السلام فيها المواقف المتناقضة وتكون اجابة لبعضها فيما بينها لمن التبس عليه الامر ، وموقف اخر للضحاك بن عبد الله المشرفي عندما قال : يا ابن رسول الله، لقد كنت رافقتك على أن أُقتل معك بشرط وجود من يدافع عنك ولكن الآن وبعد أن قتل المدافعين، فأذن لي في الانصراف، فإني لا أقدر على الدفاع عنك ولا عن نفسي"، فأذن له الإمام بالانصراف ...حيث ضحى بما يقدر عليه وعرض نفسه للخطر الا انه لم يطمع بنعيم الشهادة .فالعمل الذي يؤدي الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو النصرة الحقيقة للحسين عليه السلام .واخيرا لكم هذه الرواية عن عبيد الله بن الحر حيث انه فارق زوجته مدة فزوجها اخوها لعكرمة وجاء مطالبا بزوجته من الامام علي عليه السلام فذكره بموقفه يوم صفين فقال له وهل ذاك يحجب عدلك عني فقال له لا وقد حكم امير المؤمنين بان يودع زوجته امانة لدة احد الثقاة حتى تلد واعطى المولود الى عكرمة واعادها لعبيد الله .تذكير الامام علي عليه السلام لابن الحر بموقفه ليؤكد له ضلالته او بالاحرى جحوده فالذي يعرف الحق ولا يتبعه كارثة يستحق مرتكب هذا الذنب جهنم .وتاكيد لقول الحسين انه من المضلين حيث وقف ابن الحر هذا على قبر الحسين بعد استشهاده بنشد شعر الندامة قائلا :يا لك حسرة ما دمت حياً تردد بين حلقي والتراقيحسينا حين يطلب بذل نصري على اهل العداوة والشقاقولو أنّي اُواسيه بنفسي لنلت كرامة يوم التلاقمع ابن المصطفى نفسي فداه فولى ثم ودع بالفراقفقد فاز الاولى نصروا حسيناً وخاب الاخرون اولوا النفاق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2011-12-01
السلام عليكم توفيقكم عالي في تسليط الضوء على نقاط هي نقطة البداية لمن يريد ان يسلك طريق الحق بحاجة جدا لان نعترف باننا بحاجة الى تغيير ومن ثم نبحث عن منهج فنجد منهج الحسين ع متكاملا وما ان نضع اقدامنا على دربه حتما سيفيض علينا اللطف الالهي باعلى ما يكون متى نستفيق متى ؟ اسال الله ان تستفيق نخبة تقود الباقين الى الاستفاقة الكبرى يارب العالمين اسال الله لكم استمرار التوفيق في الكتابة عن مناقب الحسين وثورته وان يصيبنا ذات التوفيق
عراقي
2011-12-01
لاجف قلمك سيدي وحشرك الله مع الحسين وجده وابيه ومالعاقبة الا للمتقين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك