قلم : سامي جواد كاظم
الكتابة عن نهضة الحسين عليه السلام فيها عدة محاور والبعض ياخذ اختصاصه ليكتب عنه والنتيجة النهائية هي كيف نصل الى الهدف الذي خرج من اجله الحسين عليه السلام وهل نستطيع تكملة المسيرة متخذين ابجديات خطواته في نهضته دليلا لعملنا ؟، يعترضنا سؤالان كيفية تحديد الابجديات وكيفية التنفيذ ؟ هنالك مجال يخوض به البعض ليس منه طائل الا وهو الحديث عن النهضة بطريقة فلسفية معقدة مثال ذلك ما سمعته من احد المتحدثين عن نهضة الحسين قائلا ( هل اختار الحسين الزمان والمكان ام ان الزمان والمكان هما اختارا الحسين ؟) واخر اجهد نفسه ليثبت ان العاشر من محرم فدي به اسماعيل بكبش ذبح بدله ، ومن ثم ماذا ؟ ايهما منقبة للاخر ؟ هنالك مفردات في حياة الحسين عليه السلام سهلة الفهم عظيمة المعنى نستطيع مزجها مع مفردات حياتنا لنستوعبها ونتخذها سبيلا لشق طريق نصرة الحسين عليه السلام ، وكثيرة جدا المواقف التي تستحق وقفة واشادة وتعليل وتحليل ، ومن بين تلك المواقف هي قصة التقاء الحسين عليه السلام بعبيد الله بن الحر الجعفي في قصر بني مقاتل وطلب الحسين منه النصرة قائلا له : يابن الحر ان الله تعالى مؤاخذك بما كسبت واسلفت من الذنوب في الايام الخالية واني ادعوك الى توبة تغسل ما عليك من الذنوب ادعوك الى نصرة اهل البيت .....فاعتذر ابن الحر متحججا بقلة الشيعة في الكوفة ولكنه قدم فرسه الملحقة وسيفه للحسين عليه السلام فقال له الحسين يا ابن الحر، ما جئناك لفرسك وسيفك، وإنّما أتيناك لنسألك النصرة، فإن كنت بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شيء من مالك، ولم أكن بالذي اتّخذ المضلين عضداً؛ لأنّي قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: من سمع داعية أهل بيتي ولم ينصرهم على حقّهم إلاّ أكبّه الله على وجهه في النار.اولا هل تعلمون ماهو ذنب ابن الحر ؟ ذنبه انه في معركة صفين كان مع معاوية ضد امير المؤمنين عليه السلام وان سيفه الذي قدمه للحسين استخدمه في مقاتلة امير المؤمنين عليه السلام ، والتامل العميق والمعنى الدقيق في جواب الامام له عندما قال له ما جئناك لفرسك او سيفك ، وانما اتيناك نسالك النصرة ، اذا النصرة ليست بالمال بل بالحال وكانت فرصة لابن الحر ان يغسل ذنبه في صفين وكذلك صنفه الامام بانه من المضلين والمضل اتعس من الضال لان عاقبته كانت وخيمة وقد القى الحجة عليه عندما ذكر حديث رسول الله ان الذي يسمع بالواعية ولم ينصر الحسين يدخل جهنم فكيف بالذي جاءه الحسين يطلبه للنصرة ولم ينصره ؟واليوم ان الحسين يطلب منا النصرة بالنفس والنصرة بالنفس يعني بالقول والعمل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن ثم بذل المال فهذه الثقافة التي يجب ان تنتشر بين محبي ابي عبد الله الحسين لتكون التطبيق العملي لنصرة الحسين .وموقف ابن الحر يناقضه موقف زهير بن القين الذي طلب منه النصرة فلبى النداء وكان عثماني الهوى كعبيد الله الا ان بصيرته افضل منه وقد ذكر زهير لاصحابه حديثا لسلمان المحمدي عندما فرحوا بحرب انتصروا بها وكانت الغنائم كثيرة فقال سلمان لزهير هل فرحتم كثيرا بالغنائم قال نعم قال فليكن فرحكم اشد عندما تلتحقون وتنصرون ابن بنت رسول الله ، فمن شاء منكم فليتبعني والا هذا فراق بيني وبينكم .مسيرة الحسين عليه السلام فيها المواقف المتناقضة وتكون اجابة لبعضها فيما بينها لمن التبس عليه الامر ، وموقف اخر للضحاك بن عبد الله المشرفي عندما قال : يا ابن رسول الله، لقد كنت رافقتك على أن أُقتل معك بشرط وجود من يدافع عنك ولكن الآن وبعد أن قتل المدافعين، فأذن لي في الانصراف، فإني لا أقدر على الدفاع عنك ولا عن نفسي"، فأذن له الإمام بالانصراف ...حيث ضحى بما يقدر عليه وعرض نفسه للخطر الا انه لم يطمع بنعيم الشهادة .فالعمل الذي يؤدي الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو النصرة الحقيقة للحسين عليه السلام .واخيرا لكم هذه الرواية عن عبيد الله بن الحر حيث انه فارق زوجته مدة فزوجها اخوها لعكرمة وجاء مطالبا بزوجته من الامام علي عليه السلام فذكره بموقفه يوم صفين فقال له وهل ذاك يحجب عدلك عني فقال له لا وقد حكم امير المؤمنين بان يودع زوجته امانة لدة احد الثقاة حتى تلد واعطى المولود الى عكرمة واعادها لعبيد الله .تذكير الامام علي عليه السلام لابن الحر بموقفه ليؤكد له ضلالته او بالاحرى جحوده فالذي يعرف الحق ولا يتبعه كارثة يستحق مرتكب هذا الذنب جهنم .وتاكيد لقول الحسين انه من المضلين حيث وقف ابن الحر هذا على قبر الحسين بعد استشهاده بنشد شعر الندامة قائلا :يا لك حسرة ما دمت حياً تردد بين حلقي والتراقيحسينا حين يطلب بذل نصري على اهل العداوة والشقاقولو أنّي اُواسيه بنفسي لنلت كرامة يوم التلاقمع ابن المصطفى نفسي فداه فولى ثم ودع بالفراقفقد فاز الاولى نصروا حسيناً وخاب الاخرون اولوا النفاق
https://telegram.me/buratha