من اعداد الشيخ حيدر الربيعاوي وتاليف الدكتور الشيخ عباس الانصاري ومن اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية النجف الاشرف
للامام الحسن المجتبى علاقة خاصة بأخيه الامام الحسين‘، ورابطة قوية ومتينة في المودة والتآخي، وبذلك ضربا أروع الامثلة، ورسموا أجمل الصور في الإخوة، عبرت آنذاك عن أرقى أواصر المحبة، وأرفع علامات الوفاء.فقد جعل الله سبحانه وتعالى صفة خاصة بهما معاً، وهي إنهما سيدا شباب أهل الجنة على لسان جدهما رسول الله 'حيث قال:> الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة <( ).مضافاً لذلك، إنّهما كانا أخوين، إستخلف أحدهما الآخر في الإمامة في الحياة الدنيا، وهذا أيضاً مقاماً جُعل من مختصاتهما (سلام الله عليهما)، كما وصفه جدهما النبي الأعظم 'قائلاً:>الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا<.وهكذا نرى أن منزلتهما عند رسول الله ' واحدة في المقام كيفما كانا، فلم يفترقا في حياتهما إلا في شهادتهما، وقد حصلت على يد بني أمية (لعنهم الله)، فقد تشاركا هموماً وأحزاناً ومصائباً شتى.فمن تلك المصائب التي جرت عليهما.. اولها مصيبة فقد جدهما النبي المصطفى ' وتلتها بفترة زمنية قصيرة، مصيبة أمهما الزهراء (صلوات الله عليها)، وما جرى عليها قبل شهادتها.. الى فقد أبيهما الامام علي (عليه السلام)، وما لحق به من المحن بعد رسول الله 'إبتداءً من يوم رحيله، حيث إجتمع الغاصبون في السقيفة المشؤومة، وحتى يوم شهادته مظلوماً بسيف الغادر اللعين أبن ملجم (لعنه الله).لكن الامام الحسين (عليه السلام)إنفرد عن أخيه الحسن (عليه السلام) بفقده عندما تجرع السم من يد جعدة (لعنها الله) الذي سقته اليه بأَمر وتشجيع من اللعين معاوية( )، فكانت هذه المصيبة من أعظم المصائب التي مرت على سيّد الشهداء، وهو يرى أخيه الحسن (عليه السلام)يتقلب على فراش المنية مصفر الوجه، مقطع الاحشاء بالسم الأموي، حتى خرجت قطعات كبده المقطعة بهذا السم، وقد ملئت الطشت أمامه.وهنا أراد الامام الحسن (عليه السلام)ان يواسي أخيه الحسين(عليه السلام)؛ لانه كان يعلم بعظم مصيبته، وشدة الآلآم التي سوف تمر به.فبعد أن سلمهُ زمام الامور في الإمامة والخلافة الحقّة بعده، أخبره إخباراً غيبياً بشهادته في يوم عاشوراء، وذلك عندما حضرته المنية ـ حيث كان إخباره (عليه السلام) بسويعات قبل شهادته ـ بعد أن أعتنقه الامام الحسين (عليه السلام) وجعل يبكي، فقال له الحسن (عليه السلام):>مايبكيك يا أبا عبد الله؟قال: أبكي لما صُنِع بك.فقال له الامام الحسن(عليه السلام):لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف اليك ثلاثون الف رجل يدّعون أنهم من أمة جدنا، وينتحلون الاسلام ويجتمعون على قتلك، وسفك دمك، وإنتهاك حرمتك، وسبي ذراريك ونسائك.فعندما تمطر السماء دماً ورماداً، ويبكي عليك كل شيء حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار <( ).
https://telegram.me/buratha