المقالات

الى ساقي عطاشى كربلاء

1528 01:53:00 2011-12-04

بسم الله الرحمن الرحیم

من أمة الله  الى صاحب المروءة 

السلام عليك سيدي ومولاي في ذكرى استشهادك الذي تزامن واستشهاد الغيرة والحمية والمروءة ,السلام عليك يا ابا الفضل وعلى من صحب الحسين (ع) في رحلته التي ابتدئت في كربلاء  .

اكتب لك في يوم خصص لذكر مصيبتك والمك وتفانيك وشجاعتك ومروئتك ونبلك وغيرتك وكل القيم التي لا تحصيها السطور مم سجلت في ملحمة صبرك وجهادك , اكتبها لانني لا اجيد سوى الاختناق بعبرتي في حرمك وفي كل مرة اعد لك من الكلام ما يستغرق اياما لاعداده ومن ثم لا اجد سوى دموع تنهمر واقدام تغادر دون ان تخبرك بما تريد رغم ان قلبي ينبأني بانك تعلم ما يجول بخواطرنا من حب وولاء لشخصكم ياسيدي وابن سيدي.

في زيارتي الاخيرة اردتها ان تكون مختلفة في كل شيء اردت منك ردا رغم انني لا اصل لهكذا مستوى ابدا ولكن اصررت على التمسك بمطمعي عسى ان انال ما يناله البسطاء ممن يحصلون على ردود منكم بابسط العبارات واقل العبادات يحصلون عليها بصدق النية والعقيدة بكم مما يجعلنا نقف امامهم بموقف الحاسد المتمني نعمة الغير .

سرت اليك مولاي واملي في مظلومية تعرضت لها هزت اعماقي وجعلت المبادىء تتلون امامي حتى اختلطت لدي صنوف المعاني فما كان لي غيركم للخروج من الازمة وماكان لي غير تلك المظلومية لتقربني زلفا منكم فانتم خير من يدرك احساس المظلوم .

دخلت ساحة الطف وحيدة وقلبي يرتجف وعيناي تترقب لقائك حتى كدت ان ادخل اليك اولا فاستدركت لهفتي باستذكار اصول الزيارة والتي تتطلب اولا زيارة الامام الحسين ( ع ) وفعلا اتممت زيارتي لشهيد الامة واولاده وصحبه وتوجهت نحوك مسارعة في الخطى ودخلت منتظرة تلك اللحظة التي يصعب الحصول عليها لحظة الرد التي قد تاتي وقد لا تاتي لحظة لا توصف ولايشعرها الا من استلذ بها لحظة تختلف في الكم والكيفية من شخص لاخر , لحظة تصيب الجميع لكن ليس الكل يستشعرها , لحظة تشبه اللحظة التي اغترفت بها الماء ورميته حبا بالحسين ع , نعمة تراها وتكاد تستنشقها لكن سرعان ما تزول لامثالنا ممن لم يصل ايمانهم الى المرتجى من شيعة امير المؤمنين .

جلست انتظرها بين دعاء وبكاء وصلاة ومعانقة لكل ركن من حرمك لكنها لم تأتي ولم اكن لاقلق فاعلم ان سحابة الذنوب التي تحيطني هي السبب فاجتهدت ابعد ذلك الضباب بكثرة الدعاء والاعتراف بالاخطاء وقطع الوعود بان يكون العمل على الذات اكثر لكنها لم تاتي وبدأ القلق بالنفاذ الى قلبي ما الخبر المفروض ان المظلومية التي تسلحت بها تكون هي الواسطة في تقريب تلك اللحظة التي لم استشعرها يوما عند ابو الفضل العباس ع خرجت وكلي امل ان احصل عليها في زيارتي القادمة بُعيد سويعات.

رميت بالسبب للصوت المرتفع والمقاطعة في عدم صفاء فكري في الحصول على مبتغاي  !! فجنود الشيطان مجتهدة في ابعاد الاسباب التي نحن من نختلقها وترمي بها على الاخرين وكأننا ملائكة !

رجعت في منتصف الليل وحيدة فالوحدة كانت مقصودة اردت ان تتسائل يا سيدي عن سبب كوني وحيدة فأسرد عليك ما ملىء قلبي حزنا فأنا اخجل ان ابتدي بسرد بلواى فكيف اجرء على ان اعد ما لدي بلوى وانت قطيع الكفين والسهم نابت بعين رأس محزوز ! ولكن هذا هو امتحانكم في شيعة تريد منكم وانتم بهذا الوضع .

جلست بقرب الضريح وتحت القبة ولم ادع زيارة ولا سورة ولا اي توسل حتى انعم بهذه اللحظة غير انها لم تأتي دموعي كانت تنزل مدرارا ولكنها على نفسي كم هي بعيدة عنكم ! لم اتصور انني بهذا البعد بعد كل هذا الحب وانواع الاقسام التي اقسمت بها عليك ! كفكفت دموعي وبدأت اقرء بصوت منخفض ما احفظ من الشعر ومن القصائد التي تتكلم عنك سيدي وكان صوتي قد بدأ باليأس من مبتغاي وعيناي ترقب الساعة فصلاة الصبح قربت ولم احصل على شيء وكانت هذه الفرصة الاخيرة فصلاتي ختام زيارتي .

قرائت ياليل طول ساعاتك في انهيار ويأس , من كل قلبي تمنيت ان تتوقف الساعات وصرت اعاتبها كلها لماذا اجتمعت على ذات الوقت ! اغلقت الكتب التي بيدي وبدأت ارجعها الى مكانها وفكري منشغل ببعدي عنكم وتوعدي لنفسي ان حسابها سيكون عسيرا فلقد طمئنتني بمظلوميتي ولم تشر اللي بمواطن ظلمي والا لماذا لا ننعم بتلك اللحظة الالهية  غير اني وما ان ارجعت الكتب تأملت الضريح وصرت اهدء من روع نفسي ان انتي هنا وتعرفين حق صاحب الحرم وتبكينه وتسألين الله رؤيته في دار الخلود لم يبقى سوى تأديب النفس للوصول الى المبتغى وحصلت لي طمئنينة عجيبة ولاحت على وجهي انوار الارتياح وهممت بالمغادرة راضية بما حصلت عليه من حرم ابن الوصي فهذه حصتي على قدر عملي فلما الالم ؟! ودعتك وهممت بالخروج ووصلت الى الباب الاولى ويشهد الله انني راضية بل وخجلة من تقصيري في عملي وعازمة على تغيير ذاتي الى ما يوجب رضاكم. اخرجت رقما لي خاص بالامانات وفجاءة

احسست بضرورة الالتفات الى ضريحك وكأن هناك من ناداني عاصفة اشتياق المت بي اثناء الاستدارة لاجد نفسي مرتمية على الارض والنياح من الوجدان اهتز وجودي كله للحظات كانت تلك هي اللحظات التي انتظرها لم ادركها الا حينما تكررت جملة بأسم منو ؟ بأسم منو ؟ لقد كان صاحب الامانات فلقد سرت اليه لا اعرف كيف ولم اتذكر اسمي وظل يكرر السؤال حتى ادركت ما يريد وادركت انني عشت اللحظة التي اريد .لحظة ينسى فيه الانسان نفسه ويطلق العنان لروحه للسمو في اطار خارج عن ارادته.

رسالتي لك يا سيدي ومولاي شكرا وعرفانا بفضلك الذي اصابني فلقد كانت تلك اللحظة هبة منك وليس استحقاقا لعملي فلقد ادركت جرمي , سيدي  جرمنا اننا نتوجه اليك محملين ببلاء الدنيا نتباكى ونحن نعلم ان الدنيا هي اخر همكم فنزيد بذلك جراحكم صحيح انكم تسمعوننا وتساعدوننا بمكانتكم عند الله ولكن اشعر اننا مخطئون كثيرا فما لهذا يبكي المؤمن .

اه يا سيدي كم زائر لديك يبكي اخرته يبكي مصابك بدموع لا تخالطها الامه الخاصه  يقدر كم جراحاتك , يخفض صوته في حضرتك , يستحقر همومه امام جل همك , يدخل سائلا لبيك مولاي ما تريد ان نفعل ؟ , كم زائر يدرك ان المعركة لم تنتهي وان باب النصرة ما زال مفتوح ,مازالت صرخة هل من ناصر تهز السماء والارض .

اعذرنا يا سيدي ان تربينا على ان نأتي اليك (نطلب مراد) وحتما مراد دنيوي على قدر عقولنا وكان الاجدر ان نقول ( ما مرادك سيدي ؟) ماذا تريد منا ان نكون عليه في الزيارة القادمة , اقسم عليك بغربة الحسين ان لا تسال عن القرب فالقرب يا سيدي مُزقت بايدينا لم يبقى لايتامنا احد سوى الامهات الحائرات ومن النادر ان يجد يتيما عما كالعباس ( ع )  سيدي اقسم عليك بخدر زينب (ع) ان تسال حال المؤمنات فلقد سبين في اوطانهن , سيدي اقسم عليك  بشباب علي الاكبر ان لا تسال عن شبابنا فهم في غيبوبة كبرى سيدي اقسم عليك بعطش الحسين ( ع) ان لا تسال عن حال شيعتك فالجواب يحار بين كونهم مظلومين وظالمين لانفسهم .

سيدي اغفر لي جرمي وتقصيري وحملي لتوافه الاحداث على انها هموم استعرضها في حضرتكم  اعذر قله ادراكي وفهمي لمصابكم اعذر اصراري على اخذ الرد منكم وكان كافيا ان احمد الله على ان لي قدم تشرفت بالوقوف على ارض كربلاء , اغفر لي

اللهي بحق هذه الليلة وفي هذه الايام وبحق صاحب المقام وبكفيه القطيعة نسألك حسن العاقبة يارب حسن العاقبة يارب حسن العاقبة يارب ,الهي ساعدنا بحبهم على انفسنا فنحن نختنق بدخان الفتن وتقارب الاهواء ونحن اضعف من ان ندرك الحق الا بهم وبما يقع في انفسنا اثناء زيارتهم كاني بها اشارات مرور في طريق الحق اللهم احفظ زوار الحسين ممن يكيدون ورد كيدهم الى نحورهم اللهم احفظ زوار الحسين وزدهم بصيرة وايمان وولاء انك سميع الدعاء واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله الغر المنتجبين

خادمة اهل البيت

المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك