من اعداد الشيخ حيدر الربيعاوي وتاليف الدكتور الشيخ عباس الانصاري ومن اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية النجف الاشرف
بعد ان خرج سيّد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام)من مكة الى المدينة متجهاً نحو كربلاء، أخبر الناس بشهادته إخباراً غيبيّاً بذلك، وسوف نبين ذلك في ثلاثة فروع:
الفرع الاول: إخباره (عليه السلام)لحجاج بيت الله الحرام:وذلك عندما أبدل حجة عمرة، وخرج من حرم الكعبة المشرفة، لمّا عزم على الخروج منها الى المدينة ثم الى العراق، بعد إستشهاد سفيره وأبن عمه مسلم بن عقيل(عليه السلام)، أخبر حجاج البيت الحرام عندما أتم مناسكه للعمرة؛ لأنه كان على علم بأن يزيد قد أقدم على قتله ولو كان معلقاً بأستار الكعبة، وكان خروجه (عليه السلام)من بيت الله الحرام إتقاءاً للفتنة والفرقة بين صفوف المسلمين اثناء الحج.فإنه (صلوات الله عليه) لمّا عزم على الخروج الى العراق قام خطيباً، وقال: الحمد لله وما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلى الله على رسوله وسلم، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني الى أسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف وخير لي مصرع أنا ملالقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان( ) الفلوات بين نواويس وكربلاء، فيملأن مني اكراشاً جوفاً وأجربة سغباً لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضا الله رضا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين، لن يشذ عن رسول الله لحمته، وهي مجموعة له في حظيرة القدس، تقر بهم عينه، وتنجز لهم وعده.. مَن كان فينا باذلاً مهجته موطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا، فإني راحل مصبحاً إن شاء الله( ).
الفرع الثاني: إخباره (عليه السلام)ليلة الخروج لاخيه محمد بن الحنفية:إنه (عليه السلام)عندما عزم على الخروج من مكة، إعترضه أخوه محمد بن الحنفية، وأراد بذلك منعه من الخروج الى العراق، محذّراً له من غدر بني أمية، فأخبره الحسين (عليه السلام)بأن شهادته سوف تكون على يد هؤلاء العصاة المجرمين. >وهو إنَّه جاء محمد بن الحنفية الى الحسين (عليه السلام) في الليلة التي أراد الحسين (عليه السلام)الخروج عند صبيحتها من مكة فقال له:يا أخي إن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك، وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى، فإني رأيت أن تقيم، فإنَّك أعِزّ مَنْ بالحرم وأمنعه.فقال: يا أخي قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم فأكون بذلك أوّل من يُستباح به حرمة البيت.فقال له ابن الحنفية: فإن خفت فسر الى اليمن، أو بعض نواحي البرّ، فإنك أمنع الناس به، ولا يقدر عليك أحد، فقال: أنظر فيما قلت.فلمّا كان السحر إرتحل الحسين (عليه السلام)فبلغ ذلك إبن الحنفية، فأتاه وأخذ بزمام ناقته وقد ركبها وقال:يا أخي ألم تعدني النظر فيما سألتك؟قال: بلى.قال: فما حداك على الخروج عاجلاً.قال: أتاني رسول الله 'بعدما فارقتك فقال:> يا حسين إخرج، فإن الله شاء ان يراك قتيلاً.فقال محمد بن الحنفية: إنا لله وإنا اليه راجعون، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟قال، فقال (عليه السلام): شاء الله ان يراهن سبايا.فسلم عليه ومضى( ).
الفرع الثالث: إخباره (عليه السلام)بشهادته خارج مكة:أخبر الامام الحسين (عليه السلام)بشهادته خارج مكة، وأنََها كانت السبب في خروجه من مكة والمدينة، وذلك تسليماً لأمر الله تعالى ورضاً بقضائه، وكان سبب إخباره بذلك عندما أشار عليه جمع من اهل مكة بالأمساك فيها وعدم الخروج منها.>وهو أنَّه لمّا خرج الحسين (عليه السلام)من مكة جاء عبد الله بن العباس وعبد الله بن الزبير فأشارا عليه بالأمساك، فقال لهما:> إن رسول الله 'قد أمرني بأمر، وانا ماضٍ فيه.قال: فخرج ابن عباس وهو يقول: واحسيناه.ثم جاء عبد الله بن عمر واشار اليه بصلح أهل الضلال، وحذّره من القتل والقتال، فقال:يا أبا عبد الرحمن، أما علمت أنَّ من هوان الدنيا على الله تعالى، أنَّ راس يحيى بن زكريا أُهدي الى بغي من بغايا بني إسرائيل، أما تعلم أنَّ بني إسرائيل كانوا يقتلون بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس سبعون نبياً، ثم يجلسون في اسواقهم يبيعون ويشترون كأن لم يصنعوا شيئاً، فلم يعجل الله عليهم، بل أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز ذي انتقام. إتق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدع نصرتي( ).
https://telegram.me/buratha