. كاظم الجابري
الكاتب مهند حبيب السماوي والمعروف بمقالاته المعتدلة التي تبتعد عن التنافس السياسي وتوظيف القلم لخدمة السلطة ولكن فوجئت عندما قرأت مقاله (عمار الحكيم والتشخيص الخاطىء لتراجع المجلس الاعلى ) فالمقال يحمل تناقض كبير في طرحة لمفردة خطاب السيد عمار الحكيم في الذكرى 29 لتاسيس المجلس الاعلى بخصوص أسباب تراجع المجلس الاعلى وخصوصاً عندما يقول ان السيد الحكيم فصل بين المنصب من جهة وعملية بناء الدولة من جهة اخرى ولا ادري ما علاقة بناء الدولة بمفهومة الذي أراد توضيحه السيد عمار الحكيم وبين المواقع والمناصب ,, ان السيد عمار الحكيم عندما يشير إلى بناء الدولة يعني الانجازات التي حققتها قيادة المجلس الاعلى وقاعدتها الجماهيرية العريضة وبالتعاون مع الكتل السياسية المؤازرة في البلد من قبيل إقرار الدستور العراقي الدائم ومبدأ التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع وجعل الإرادة العراقية هي من تصنع القرار السياسي العراقي وهذه أهداف وخطوات لبناء الدولة ليس لها إي علاقة بالمواقع أو المناصب وإنما تحتاج إلى قيادة محورية تجمع الفرقاء وتوجه القاعدة باتجاه الهدف وهذا هو ما أشار إليه السيد عمار الحكيم في خطابه .اما تصدي المجلس الاعلى للمواقع الحكومية كما يشير الكاتب عندما كان لديه ستة محافظين فهذا لا يتعارض مع فكرة بناء الدولة حيث يعلم الجميع ان قيادات المجلس الأعلى تصدت للمسؤولية في فترة حرجة جداً غاب فيها الكثير من مقومات الدولة بسبب ظروف الموضوعية لبناء العراق الجديد والفترة الحرجة للتحول من الشمولية الى الديمقراطية ورغم كل ذلك نجح المتصدين من قيادات المجلس في العمل بجد وإخلاص وكافحوا الفساد الإداري والمالي وصمدوا بوجه التدهور الأمني ,, وما تنعم به المحافظات اليوم من تطور وامن كان سببه الإدارة الصحيحة للمتصدين في تلك الفترة العصيبة , وادعوا الكاتب مهند إلى التعلم من حكمة صاحبه (جو نسون) وان لايتورط بالخوض في ملفات الهدف منها التسقيط السياسي ومحاولة القفز على الألفاظ لتشوية الصورة أمام الرأي العام , فلكل مقام مقال ,, وكان الأحرى بمهند حبيب ان ينتقد من دفعه لكتابة هذا المقال الذين قفزوا على منجزات المجلس الأعلى واستأثروا بالسلطة وكان ولازال لديهم الاستعداد للتضحية بالمشروع السياسي من اجل بقائهم على رأس الحكم ,, أولئك الذين قدموا تنازلات لمنافسيهم من اجل كسب موقفهم الداعم لهم في مشروع بناء السلطة وليس بناء الحكومة ... والأجدر به أيضا ان ينتقد من ضحى بالمبادئ والقيم وتاريخ الحزب الذي قدم الشهداء والضحايا من اجل مصالح فئوية وشخصية ضيقة جدا .ان مشروع عمار الحكيم في بناء الأسس المنطقية لحكومة المواطن هو الخيار الوحيد للخروج من الأزمة ومثل هذه الأصوات التي لاتصل ألا لمن لايريد للعراق الخير سوف لن تؤثر على وعي المجتمع العراقي لتشخيص القيادة التي تصلح أن تقود العراق في المستقبل , ووان الصبح لناضرة لقريب .
https://telegram.me/buratha