محمد الركابي
قد مضى على وقوعها عقود وقرون الا انها لا زالت حاضرة في الاذهان وبدروسها وعبرها وما استطاع الامام ابي عبد الله (ع) فيها من تسطير اروع دروس الاخلاق والايمان والتحلي بالصبر ومنذ لحظاتها الاولى بل انه استطاع من خلال تلك المعركة ان يفوت كل الفرص على اعداءه لكي ينالوا ولو مرتبة واحدة من مراتب الاخلاق والعزة وبل اثبت لجميع من حضر و شاهد وشارك تلك المعركة ومن سمع بها فيما بعد ان اعدائه قد تخلو عن كل القيم والاعتبارات التي جاء بها النبي الكريم (ص) عبر رسالته المحمدية الخالدة .حتى ان الامام ابي عبد الله (ع) فتح الباب امام اصحابه ليلة المعركة عندما قال لهم انكم سوف تموتون غدا فمن شاء فليذهب ويرحل عني وبما ان من خرج معه من خلص رجاله والمؤمنين بالدين فلم يتركه احد ولم يرحل عن معسكره بل آثر جميعهم على الاستشهاد بين يدي ابن بنت رسوله الله صلى الله عليه و آله و سلم وفي صبيحة يوم المعركة اعلم من معه بسر ارض كربلاء وما سيحمله التاريخ لهذه الارض من كرامة ورفعة .وشواهد تلك المعركة والتي عبر عنها التاريخ انها اقصر معركة عرفت على مر الانسانية لتشهد مثل هكذا جرائم انسانية من قتل وترويع وحتى استباحة دماء الاطفال فشهادة الطفل الرضيع بين يدي الامام ابي عبد الله (ع) دليل قاطع على الوحشية والدموية التي جملها اصحاب المعسكر الثاني ومن الدلائل القاطعة على حجم البغض والكراهية للإمام وعترة اهل بيته الطيبين الطاهرين وبشهادة ذاك الطفل وهو في احضان والده فوت اهم فرصة على الاعداء ليقولوا ان الامام منع الماء عن الاطفال عندما جعلهم يبقون في الخيم الا ان الامام المعصوم والذي له من العلم والدراية الكافية والتي منحها اياه رب الجلالة قد سد ابواب تلك الفرصة الوحيدة التي يمكن للتاريخ ان يذكر فيها حسنة واحدة لاولئك المجرمين ,,وهو ما تكرر للآسف من قبل احفاد اولئك الكفار والذين خرجوا عن ملة النبي محمد (ص) عندما استباحوا الدماء البريئة و حاولوا زرع الطائفية والفتنة بين ابناء الشعب حتى ارتبكوا في سبيل تحقيق اوهامهم جرائم بشعة يندى لذكرها التاريخ وستبقى مخلدة في الاذهان لما فعله اولئك المجرمون بالأبرياء
https://telegram.me/buratha