المقالات

الأحداث التأريخية المتعاقبة على حرم الامام الحسين (ع)في عهود الطغاة

1039 20:32:00 2011-12-06

من اعداد الشيخ حيدر الربيعاوي وتاليف الدكتور الشيخ عباس الانصاري ومن اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية النجف الاشرف

عندما أُتيحت الفرصة لشيعة أهل البيت, وسمحت لهم الظروف بزيارة إمامهم سيّد الشهداء(عليه السلام), وأخذ الزوار يقصدونه من شتى البقاع, إقتضى الأمر أن يكون رمزاً شامخاً وحرماً مطهراً؛ لتعظيم المَزّور, ولكي يجتمع الزوار؛ ليمثلوا صورة ولائيّة حيّة, وبيعة عمليّة دائمة.ومن هنا بادر شيعة علي والحسين ببناء الحرم الحسيني المطهر، إجلالاً لصاحبة ووفاءاً بالعهد لثورته الخالدة, كما هو سائد في العرف العقلائي من تعظيم الشخصيات وتخليد افعالهم، وثوراتهم، وشجاعتهم برموز، أو رسوم تعبّر عما فعلوه؛ لتبقى خالدة بهذه الوسائل الأعلاميّة المعبّرة عن الحقائق الخالدة. ونلاحظ في عصرنا الحاضر قد جرت العادة على ذلك عند الحكومات في تخليد شخصياتها التاريخية, كبناء نصب الحريّة, للتعبير عن جهاد الشعوب من اجلها, وبناء تمثال الجندي المجهول تكريماً للشهداء ونصب صور العظماء، والأدباء، والشعراء .. أحياءاً لما قدموه .. إلى غير ذلك من الشعارات التي تعبّر عن تخليد أصحابها.لهذا، فليس من الغريب ان يكون لسيّد الشهداء صرحاً عظيماً، ورمزاً فاخراً يتلألئ في سماء العالمين, ليقصده شيعته ومحبيه؛ بل اصحاب الحق وطالبيه, والمجاهدين من اجل الاستقلال والحريّة وغيرهم.لكن هذا لم يكن يروق للطغاة؛ لأن الأزدحام بحرم الحسين, هو أعظم رمز للولاء العمليّ له, وفي نفس الوقت يعني الرفض لذلك الحاكم في كل وقت إن كان مخالفاً لنهج الحسين, وقد غصب مقام الإمام المعصوم في عصره، واستولى على الخلافة.فعندما كانت زيارة الحسين(عليه السلام) مظهراً معبّراً عن ثورة حيّة بوجه حكام الظلم والجور, لم يسكن جواً لهؤلاء الحكام آنذاك, ولم يهدأ لهم بالاً, بل إضطربت أوضاعهم السياسيّة, وأخذوا يحسون بالخطر الفعلي الذي يسحب بساط الحكم من تحت أرجلهم, فعمدوا للهجوم على هذا الرمز الثوري -حرم الحسين- وقاموا بتدميره مرات عديدة؛ لينفّروا الناس عنه ويفرّقوا جمعهم؛ بل أخذوا يهددونهم بالقتل إن فعلوا هذا التجمع, وعادوا الكرة, كما فعل الرشيد والمتوكل وغيرهم من حكام بني العباس, وأخذت الأحداث تتعاقب هذا الصرح العظيم, أمّا موالي الحسين وزواره فلا يبالون بهذه التهديدات, ولازالت زيارة الحسين بمظهرها الولائي لأهل البيت تهدد العروش الخاوية للطغاة, وستبقى هكذا على مرَّ العصور.من هنا جاء دور هذا الفصل للبحث عن تلك الأحداث التي تعاقبت على الحرم المطهر بغية القضاء عليه, لكن دون جدوى في هذه المحاولات الباطلة, ولكي تتضح هذه الأحداث قسمنا الكلام فيه على مبحثين:-

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك