من اعداد الشيخ حيدر الربيعاوي وتاليف الدكتور الشيخ عباس الانصاري ومن اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية النجف الاشرف
إقتحم هولاكو العراق بهجوم كاسح, ففتح أسوارها, ودخل بغداد فأحدث فيها دماراً شاملاً, وأسقط دولة بني العباس بعد إنهيار القوى العسكرية للجيش العباسي وهزيمته أمامه؛ بعد أن قتل منه مقتله كبيرة, وسفك الدماء بشكل فضيع يذهل العقول, حتى إنتشرت الجثث في الأزقة والشوارع, وأمتلأت الأنهار حتى أحمرت المياه, ومن ثمَّ أحرق الجيش المغولي تراث العراق ودمرَّ حضارته, فألقى ما تحويه مكتبات بغداد في دجلة حتى أزرقت المياه؛ لكثرتها, كل ذلك تنفيذاً لأمر قائدهم( ).وهكذا .. إلى ان سيطر المغول على العراق سيطرة تامةً, عام (656) هـ فاستقرت لهم الأوضاع, لكنهم لم يظهروا أن هذه الأعمال التدميرية إنتقاماً من الشعب, وإنما هي من سحق آثار بني العباس, وإنقاذ الأمة من سيطرتهم, فأرادوا بذلك السيطرة على مشاعر الناس وكسب الرأي العام, أو على إحتواء الأقل الأكثرية من الشعب العراقي المظلوم ..!فأهتموا بالعتبات المقدسة, باعتبارها رمزاً لولاء الشيعة, الذين كانوا آنذاك .. محلاً لأحترام الناس، دون غيرهم من المذاهب الأخرى -وإن كانوا مضطهدين من قبل الحكومات-؛ لوقوفهم بوجه الطغاة بشجاعة, ولتصديهم للدفاع عن الشعوب المضطهدة والمظلومة, ولمقارعتهم للظالمين على مرِّ العصور.ومن هنا لجأ سلطان المغول إلى الأهتمام بعمران المشهدين الشريفين لأمير المؤمنين الإمام علي, وسيّد الشهداء الإمام الحسين‘, وأظهر الحب والولاء لأهل البيت(عليهم السلام), كما يذكر أرباب التاريخ والحوادث التأريخية.نُقِلَ في تراث كربلاء:>لقد أهتم المغول بالمشهدين الشريفين, فقد أستطاع السلطان آرغون بن أباقا خان بن هولاكو) المعروف بحبه لآل البيت(عليهم السلام) في بذل السعي المحمود في حفره نهر جديد، يخرج من الفرات؛ ليسقي سهل كربلاء, وسميَّ هذا النهر (الغازاني الأعلى) تميزاً لنهرين آخرين حفرهما غازان أيضاً<( ).وسجل ابن الفوطي في حوادثه الجامعة:>وفي سنة ثمان وستون وستمائه توجه السلطان غازان إلى الحلّة, وقصد زيارة المشاهد المشّرفة, وأمر للعلويين المقيمين بمال كثير, ثمَّ أمرَ بحفر نهر من أعلى الحلة فحفر وسميَّ (بالغازاني), وتولى ذلك شمس الدين صواب الخادم سكورجي وغرس الدولة<( ).وقال صاحب روضات الجنات:>ثمَّ جاء أولجياتو محمد خدابنده خلفاً لأخيه غازان الذي وافاه الأجل سنة (703) هـ, وكان هو الآخر مهتماً بالعمران وبناء المدن وأقتفى أثر أخيه وأهتمامه بالمشاهد وبالعلويين, وقد أعتنق أولجياتو المذهب الشيعي على يد العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر على أثر زيارته للنجف الأشرف
https://telegram.me/buratha