المقالات

كيف نثبت للمعاندين أن حديث الثقلين يعني التمسك بأفعال أهل البيت لابمحبتهم فقط؟

1810 15:34:00 2011-12-09

حسين مجيد عيدي ميسان-كميت

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- (( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما)) النبي صلى الله عليه وآله وسلم يريد في هذا الحديث الشريف الشهير أن يبين لأمته ما سبيل هدايتهم وعدم ضلالهم عندما يلتحق بالرفيق الأعلى لذلك فالحديث يبين تركة النبي في أمته لكي تهتدي من بعده وقال عليه وعلى آله وسلم أفضل الصلاة والسلام أن تمسك الأمة من بعده بالكتاب وبعترته تنجيهم من الضلالة فلفظ التمس لم يقتصر على القرآن وإنما شمل القرآن والعترة بلفظ واحد فحيث كان اللفظ واحدا متعلقا بمتعلقين (الكتاب والعترة ) فلا معنى للتفكيك بين التمسك المتعلق بالقرآن وبين التمسك المتعلق بالعترة إن قلنا بجوازه عقلا وكثير من علماء الأصول يحكمون باستحالته فيحتاج إلى قرينة وهي مفقودة بل توجد قرينة معاكسة تثبت ما يتبادر إلى الذهن من معنى الحديث الشريف وهي قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) فهذا المقطع بمثابة تعليل للتمسك بالعترة لأن كل المسلمين يعلمون أن القرآن حق لأنه كلام الله سبحانه فهذه الإضافة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما لبيان أن العترة لن تتفرق عن القرآن المعصوم فهي معصومة مثله ، وهذه الإضافة إن لم تكن نصا في المقصود وهو التمسك بالعترة لكانت غير مفيدة ومن اللغو في القول والعياذ بالله إن الزعم السابق ( الهداية تحصل بالاقتداء بالقرآن ومحبة العترة ) لا يقبله أحد من المسلمين اللهم إلا أن يقبله قليل العقل أو فاقدوه كالوهابية فإن جميع المسلمين يقولون إن القرآن ومحبة أهل البيت لا تكفي لتحصيل كل معالم الدين إذ بـهذا نكون قد حذفنا السنة لأن المقصود هنا من التمسك بالعترة هو حبهم فقط دون أخذ السنة منهم فأين ذهبت السنة ثم هل يزعم هؤلاء أن كل المسلمين اليوم على هدى من ربـهم فإنك لا ترى اليوم مسلما إلا وهو يتمسك بالقرآن ويحب العترة وقد زعموا أن النبي قد ضمن لمن تمسك بالقرآن وأحب العترة الهداية وعدم الضلال ، فكيف يحكمون بضلال الفرق الأخرى فإذن هذا التفسير السخيف لا يناقض واقع الحديث فحسب بل يناقض الواقع الإسلامي ويناقض عقيدة المستشكل نفسه. وهناك قرينة تدل على بقائها إلى يوم القيامة وهي أن الحديث موجه لكل الأمة الإسلامية وليس لمجتمع الصحابة فقط فنحن الآن مخاطبون حتما بكلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه تارك فينا الثقلين كتاب الله وعترته أهل بيته فهل يترك فينا أمرين أحدهما مفقود هذا غير معقول بالبداهة وهناك أدلة أخر تثبت بقاء المعصوم إلى يوم القيامة وتكفيك الآية القرآنية (( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )) قد يقال إن العترة المقصودة إجماع العترة وليس التمسك بالعترة كأفراد ومن هنا فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إن كان يريد هذا المعنى لكان من الواجب عليه وهو أفصح العرب أن يقول ( عترتي إن لم تختلف ) أو ( اتفاق عترتي ) لا أن يقول ( وعترتي ) دون أن يشير إلى ان اجتماعهم شرط أساس في الاقتداء بـه ومن جهة أخرى كان من اللازم أن يحذرهم من الاعتماد على العترة حال اختلافها فلماذا لم يخبرهم بذلك وإنما أطلق القول فقط ؟

إن من يفسر الحديث بهذا الشكل يجعل الاقتداء بالعترة أمرا مستحيلا فينقلب كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الواضح إلى لغز محير لأنـهم يقولون أن عترة النبي هم الذين حرموا الصدقة وهم آل علي وآل العباس وآل عقيل ولا أحد من المسلمين يعلم أعيانـهم ولا عددهم ولا أين هم اليوم ؟! ثم كيف نجمعهم لنعلم رأيهم في مسألة معينة ثم ما هي ضوابط الأخذ بكل واحد من هؤلاء ؟ فبعد أن نعلم برأي علي بن أبي طالب عليه السلام في مسألة ما هل سنسعى لطلب رأي الحسن والحسين عليهما السلام وهما لم يبلغا الحلم عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ وهكذا بقية آل عقيل وآل العباس ما هي الضوابط لا يوجد أي شيء من هذا فكيف يحيلنا النبي إلى الاقتداء بإجماع كهذا فهذا كمن يقول ( هناك مجموعة من الناس إن اتفقوا على رأي فعليك بـهم هذه وصيتي فلا تضلوا بعدي ) ويبقى ساكتا إلى إن يتوفاه الله أيصدر هذا من عاقل !! فكيف ينسب هذا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارايتم كيف صار الحديث الشريف ركام من الألغاز والأحاجي فعطل عن العمل مع أنه الحديث الذي يفترض أن يكون أوضح حديث لأنه تركة النبي في أمته والعاصم من الضلالة فصار هو مثار الضلالة والاختلاف والفرقة إذ لا نعلم أعيان المقصودين فيه ثم ما بال الصحابة لم يفعلوا ما يحاول هؤلاء الجهلة تمييع الحديث به هكذا لماذا يريدون أن يلتزموا اليوم بما لم يلتزم به الصحابة. ثم من بعدهم من التابعين وغيرهم من فقهاء أهل السنة أين هم عن هذا التفسير ؟ لماذا لا نرى في كتبهم الفقهية مسائل اعتمدوا فيها على رأي العترة فقط وإنما تجد ( قال أبو بكر قال عمر قال عثمان قال ابن عمر ) فهل هؤلاء من العترة ؟

إن هؤلاء الجهلة يريدون إطفاء نور هذا الحديث بأي حيلة ويسعون لإخراجه من عهدتـهم بدعوى مبطنة وهي أنه غير صالح للعمل فهم على علم أن من المحال اليوم إحصاء كل آل علي وآل العباس وآل عقيل في شتى بقاع الأرض ونعرف رأيهم في المسألة ! فإذن هم يريدون أن يعدموا الحديث ولكن بطريقة فنية لا يريدون القول ( لن نعمل بقول رسول الله ) لأن هذا يكلفهم الكثير وإنما يضعون الستار على هذه النية الخبيثة حتى لا يتورطوا برد كلام رسول الله جهرة . فاعلم إن كثرة تشكيك هؤلاء بالحديث لا لأجل أن دلالته غير واضحة وإنما هي نتيجة حتمية للقلق أو قل الهلع الذي سببه كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قلوبـهم بعد إذ لم يترك لهم صلى الله عليه وآله وسلم أي ملجأ يلجئون إليه إلا الإقرار بوجود خلل في بداية التاريخ استمر فقهاؤهم عليه إذ تركوا ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالرجوع إلى عترته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين حسين مجيد عيدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المنسي
2011-12-11
انا اؤيدكلام الاخ النجيفي
ابو حسنين النجفي
2011-12-10
ان المسلمين كافة يبحثون عن الفوائد لا عن الدين الدين لهم معلوم صلاة وصوم وقراءة قران لا غير واني جازم بقولي والباقي من وقتهم يبحثون به عن فوائدهم ومصالحهم حتى وان كانت خلاف الدين لا يضره شيء اما اذا ارادوا ان يبحثون عن بقية رسول الله وعترته وارتباطها بالقران الكريم فهذا صعب عليهم لاكن اذا ارادوا ان يبحثون عن (الديمقراطية) او (اليبراليه)او (المنافع والمصالح) وغيرها فهم يشقون كل طريق للوصول لغاياتهم ولكنك يا اخي قد اصبت في قولك(لا نرى في كتبهم الفقهية مسائل اعتمدوا فيها على رأي العترة فقط وإنما
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك