عمر الجبوري
المواقف التي صدرت عن العراق وعلى لسان وزير الخارجية ازاء القضية السورية كانت بالفعل عبارة عن مواقف خجولة و لا ترتقي الى مستوى مواقف العراق التي طالما عرف من خلالها بمواقف الحاسمة في المواقف الصعبة حيث كانت دول المنطقة تعتمد كثيرا على تلك المواقف وكان يحسب لها الف حساب من قبل كل المنضوين تحت خيمة الجامعة العربية بحيث ان التصويت على أي قرار يراد الى التصويت عليه تكون بداية المشورات من عند العراق ومن ثم الانتقال الى باقي الدول الاخرى و الامر لم يكن باب التقليل من شأن الاخرين ولكن لما كان العراق يتمتع به من مكانة ومنزلة بين كل الدول العربية ولكنه بات اليوم مجرد اكتمال عدد ليس الا ولم يعد كان في السابق من رقم صعب لا يمكن تجاوزه والفضل كل الفضل يعود الى المواقف الخجولة والضعيفة التي اصبحت سمة من سمات هذا البلد الذي كان كثير من الدول العربية تعول عليه في المواقف الصعبة التي تمر بها .ويرجع الامر الى الان الى ان ممثل العراق في جامعة الدول العربية لا يريد أتخاذ موقف ما يمكن ان يتسبب بزعل دولة ما وهذا الامر والرؤية من باب ضعف المعلومة و كذلك قوة الشخصية له ولكل من يوجهه لاتخاذ مثل هكذا مواقف وبدل ان يعيد اولئك العراق الى مكانته المعروفة والتي هي سمته الرئيسية راحوا يضعونه في خانة الضعفاء واصحاب المواقف السلبية ومن الدول ذات التأثير الضعيف وهذا عكس واقعه وتاريخه و دليل ذلك المواقف من القضية السورية والحديث ليس من باب الدفاع عن احد وإنما من باب المقارنة في المواقف ففي الوقت الذي تحشد الجامعة العربية كل تلك المواقف العربية من اجل نصرة الشعب السورية فهي في ذات الوقت تنسى وتتناسى ما يصيب الاخوة في الشعب البحريني الشقيق والشعب اليمني و لا نعلم لماذا هذا التناقض في المواقف وهنا الحديث ليس من اجل العتاب او الحديث عن تلكم المواقف بقدر ما هو الحديث عن اضعاف المكانة لدولة العراق في جامعة الدول العربية وما يحاك فيها من مؤامرات لما يخدم مصالح البعض من الذين لديهم مصالح في انهيار الواقع العربي وحكوماته و انظمته من اجل الحفاظ على وضعه الحالي والذي يوشك على الانهيار ايضا و المسألة مجرد وقت ليس الا ..
https://telegram.me/buratha