المقالات

الشعائر الحسينية وجذورها الحكيمية...

891 19:22:00 2011-12-10

الحاج طارق السعدي

من يعيش الواقع وإحداثه اليومية بجمالها وبشاعتها،يختلف وبلا شك عمن يسمع ذلك وينقل له،والحالة الأولى هي الوصف الحقيقي لسلوك وأخلاقيات السيد عمار الحكيم ،فتكاد لا تمر بزمان ومكان معين ألا و وجدته حاضرا فلا تستغرب وجوده،و على خلاف من يستغرب ويفاجأ بوجوده، لأنه ممزوج بهذا الشعب العظيم بأفراحهم والتي نسال الله ان تكون جميع أيامهم مسرات ،وأحزانهم وأبعدهم الله عنها،مع صغيرهم وكبيرهم في منتدياتهم ومحافلهم ومضايفهم ومضاربهم ،نخبهم وبسطاهم وهكذا وبدون توقف أو استراحة الى أخر العناوين والصفات، فلا ترى لماذا وماذا يريد...؟؟ فهل لا ترى يعود السبب لأنه أبن الشعب ومن معاناته ومن المواطن والى المواطن وحسب أم ان هناك عوامل أخر..؟وهنا يطرح سؤلا .. كيف يمكن ان نميز بين من يصنع التاريخ ممن يصنعه التاريخ في زمن غابة فيه المعاير والمقاييس الصحيحة...؟فأختلط الصالح بالطالح ولم يعد بمقدور البسطاء من أمثالي من التميز بين الخطأ والصواب، وفي ظل تلك الفوضى والضبابية تصدع صورة الصدق والتقوى،و تبق الأفعال الخالدة والعظيمة راسخة في ذاكرة الشعوب ويتذكرونها ويجددون الحديث عنها وعن تلك المواقف التي غيرت مجرى التاريخ..فما زال العراقيون يتذكرون موقف الإمام الحكيم(قدس) الرافض لإبادة الكرد وحرصه على حقن دماءهم والشعب الكردي خصوصا يعرف لولا ذلك الموقف المسدد لكان وجودهم غير ما هم عليه في يومنا هذا .وهكذا فأن المواقف المسئولة والشجاعة تصنع التاريخ ليجعلها نقطة تحول وربما نقطة بداية فمن يريد أن يتذكر التاريخ سيتفحص ويمر على المواقف الكبيرة والمهمة والأحداث لأكثر تأثيرا في حياة الأمم والشعوب والتي يصنعها رجالها ولا تولد بالصدفة...لم يكن السيد عمار الحكيم منعزلا عن موقف أسلافه الكرام أو كان حاله واتعاظه مغايرا لنهجهم هو امتداد طبيعي ووريث حقيقي لمدرسة العلم والإنسانية التي كرست حياتها لصناعة الحياة لأمة بأكملها.. والموقف الكبير الذي أبداه السيد عمار الحكيم وتمسكه بتلك النظرة الثاقبة لخدمة المواطن واعتماده الأساس في بناء ورسم خارطة البلاد،وإصراره على أن يكون مدافعا عن حقوق الآخرين قبل أن يدافع عن حقوقه، لا يمكننا أن نعتبره موقفا عابرا بل هو حالة متجددة في وجدانه وأخلاقه الطيبة،ومع أن مشروعه الكبير تآمرت عليه القوى الساعية للسلطة وحولت مضمونه إلى حبر على ورق ونخرت محتواه ألا أن ذلك الموقف سيبقى دائما نبراسا للإيثار وصدق الأفعال..لقد أعاده السيد عمار الحكيم للأذهان الصورة المشرفة والناصعة التي شوهها البعض عن القوى الإسلامية والتي صورت على أنها قوى ساعية للسلطة والظفر بها ومحور عملهم بعيد عن الصدق والمبادئ التي يصرحون بها،فاثبت لهم اليوم السيد عمار الحكيم حقيقة ستبقى ركيزة يؤمن بها الشعب وهو أن الصدق صدق الأفراد لا صدق المسميات وان القوى إذا كانت صاحبة مشروع حقيقي و أمنت به طبقته لما فيه خدمة الوطن والمواطن بعيدا عن المكاسب والمناصب بل أنها ستستمد قوتها من أبناء الشعب وإعادة البلد إلى موقعه الطبيعي في المحافل المحلية والدولية،مرسختا مبدأ خدمة البلاد والتفاني من اجله بقياده حكيمة وحنكه لا مثيل لها مستندتا على اصل النهضة الحسينية في بناء الإنسان والرقي فيه الى فضائات التضحية والإباء والكرامة الأبدية...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك