الحاج طارق السعدي
من يعيش الواقع وإحداثه اليومية بجمالها وبشاعتها،يختلف وبلا شك عمن يسمع ذلك وينقل له،والحالة الأولى هي الوصف الحقيقي لسلوك وأخلاقيات السيد عمار الحكيم ،فتكاد لا تمر بزمان ومكان معين ألا و وجدته حاضرا فلا تستغرب وجوده،و على خلاف من يستغرب ويفاجأ بوجوده، لأنه ممزوج بهذا الشعب العظيم بأفراحهم والتي نسال الله ان تكون جميع أيامهم مسرات ،وأحزانهم وأبعدهم الله عنها،مع صغيرهم وكبيرهم في منتدياتهم ومحافلهم ومضايفهم ومضاربهم ،نخبهم وبسطاهم وهكذا وبدون توقف أو استراحة الى أخر العناوين والصفات، فلا ترى لماذا وماذا يريد...؟؟ فهل لا ترى يعود السبب لأنه أبن الشعب ومن معاناته ومن المواطن والى المواطن وحسب أم ان هناك عوامل أخر..؟وهنا يطرح سؤلا .. كيف يمكن ان نميز بين من يصنع التاريخ ممن يصنعه التاريخ في زمن غابة فيه المعاير والمقاييس الصحيحة...؟فأختلط الصالح بالطالح ولم يعد بمقدور البسطاء من أمثالي من التميز بين الخطأ والصواب، وفي ظل تلك الفوضى والضبابية تصدع صورة الصدق والتقوى،و تبق الأفعال الخالدة والعظيمة راسخة في ذاكرة الشعوب ويتذكرونها ويجددون الحديث عنها وعن تلك المواقف التي غيرت مجرى التاريخ..فما زال العراقيون يتذكرون موقف الإمام الحكيم(قدس) الرافض لإبادة الكرد وحرصه على حقن دماءهم والشعب الكردي خصوصا يعرف لولا ذلك الموقف المسدد لكان وجودهم غير ما هم عليه في يومنا هذا .وهكذا فأن المواقف المسئولة والشجاعة تصنع التاريخ ليجعلها نقطة تحول وربما نقطة بداية فمن يريد أن يتذكر التاريخ سيتفحص ويمر على المواقف الكبيرة والمهمة والأحداث لأكثر تأثيرا في حياة الأمم والشعوب والتي يصنعها رجالها ولا تولد بالصدفة...لم يكن السيد عمار الحكيم منعزلا عن موقف أسلافه الكرام أو كان حاله واتعاظه مغايرا لنهجهم هو امتداد طبيعي ووريث حقيقي لمدرسة العلم والإنسانية التي كرست حياتها لصناعة الحياة لأمة بأكملها.. والموقف الكبير الذي أبداه السيد عمار الحكيم وتمسكه بتلك النظرة الثاقبة لخدمة المواطن واعتماده الأساس في بناء ورسم خارطة البلاد،وإصراره على أن يكون مدافعا عن حقوق الآخرين قبل أن يدافع عن حقوقه، لا يمكننا أن نعتبره موقفا عابرا بل هو حالة متجددة في وجدانه وأخلاقه الطيبة،ومع أن مشروعه الكبير تآمرت عليه القوى الساعية للسلطة وحولت مضمونه إلى حبر على ورق ونخرت محتواه ألا أن ذلك الموقف سيبقى دائما نبراسا للإيثار وصدق الأفعال..لقد أعاده السيد عمار الحكيم للأذهان الصورة المشرفة والناصعة التي شوهها البعض عن القوى الإسلامية والتي صورت على أنها قوى ساعية للسلطة والظفر بها ومحور عملهم بعيد عن الصدق والمبادئ التي يصرحون بها،فاثبت لهم اليوم السيد عمار الحكيم حقيقة ستبقى ركيزة يؤمن بها الشعب وهو أن الصدق صدق الأفراد لا صدق المسميات وان القوى إذا كانت صاحبة مشروع حقيقي و أمنت به طبقته لما فيه خدمة الوطن والمواطن بعيدا عن المكاسب والمناصب بل أنها ستستمد قوتها من أبناء الشعب وإعادة البلد إلى موقعه الطبيعي في المحافل المحلية والدولية،مرسختا مبدأ خدمة البلاد والتفاني من اجله بقياده حكيمة وحنكه لا مثيل لها مستندتا على اصل النهضة الحسينية في بناء الإنسان والرقي فيه الى فضائات التضحية والإباء والكرامة الأبدية...
https://telegram.me/buratha