علي حسين غلام
الشعب العراقي بكل مكوناته العرقية والأثنية والمذهبية بحاجة ماسة الى عراقليكس على غرار ويكيليكس لكشف اللثام عن ما يدور خلف الكواليس والمطابخ السياسية للإطلاع على تقاسم الكعكة والميراث اللاشرعي وعن المعايير المزدوجة في التعامل مع الفساد والمفسدين والمتورطين في تهريب السجناء من السجون والخروقات الأمنية وفضح المستور والمخفي للخلافات السياسية والصراع على السلطة وفتح أسرار الصمت والسكوت عن المؤامرات والدسائس لبعض القوى المشاركة في العملية السياسية والتي لم تستفيق من صدمة السقوط وتقف بالضد من عملية التغيير والتي ما تزال تعيش الأوهام التسلطية والأمنيات السرابية وتحاول العودة المستحيلة بعجلة التغيير الى الوراء وإعادة السيناريو المظلم السابق لجمهورية الخوف والرعب الصدامي، خصوصاً بعد التصريحات المثيرة للجدل والنقاش والتي تحتاج الى التأني والتفحيص والتمحيص والغور في أسبار الأخطار المحدقة بالعملية الديمقراطية للبحث عن القنابل والمفخخات الموقوته والتي كشف عن جزء يسير منها السيد سلام الزوبعي بالإضافة الى الاتصالات التي تعتبر غير مشروعة ومخالفة وخارجة عن سياقات وأعراف ما يسمى بالمصالحة والشراكة الوطنية والتي أصبحت قميص عثمان يستخدمها ويتناور بها متبنيها ودعاتها وفق مقتضيات الظروف وتداعيات الأحداث وبما ينسجم مع مصالحهم وسياستهم الزئبقية التي جعلت من العراق يقف على رمال متحركة وتتحرك بفعل أجندات إقليمية ودولية خارجية معروفة، أن مشروع عراقليكس سوف ينشر الغسيل القذر لتلك النخبة الفاسدة وتعريتها والتي تتواطئ مع القوى التكفيرية المتوحشة لقتل الناس بمنطقٍ وفكرٍ وحمى طائفية بغيضة وتلبس لباس مقاومة الأحتلال ظلماً وبهتانا، أو الشخصيات المصابة بالأمراض والأختلالات النفسية والتي تتصل وتتعاون وتنسق مع البعث المحظور دستورياً لإعادة الطغيان والإضطهاد مرة ثانية، إن المشروع سوف يكشف بدون تردد كل الحقائق والإثباتات الموثقة بالوثائق والأفلام والتسجيلات الصوتية لتلك الاسرار والدلائل والتي ستزيد في قوة الأدلة القاطعة والمقنعة لتعزيز الشكوك والهواجس التي تراود الأكثرية من الشعب لبعض السلوكيات والمواقف المريبة التي تنتهجها تلك الشخصيات البهلوانية باللف والدوران وتوزيع الأدوار وفق تحالفات مشبوهة ومواقف ومعطيات داخلية خارجية، أو الإستقراءات والتخمينات لوقوف جهات معينة فقط وراء كل التفجيرات الدموية التي تحدث في مناطق معينة دون أخرى، وكذلك التحليلات الموضوعية التي تفسر أسباب إصرار ومساندة هذه الشخصيات المبطنة تارة والصريحة تارة أخرى والتمسك بنظرية ورؤية بالية وشبه زائلة وميته سريرياً تخلى عنها مؤسيسها ومصدريها وعدم الإعتراف بمعارضة الأغلبية لها بالوسائل القانونية والممارسات الديمقراطية ونبذهم للنظام البائد كفكر ونهج وسلوك وضمن سلة واحدة، لتتبلور هذه الحقائق لتصبح يقيناً ساطعاً يفرق بين قوى الخير المنصهرة في الوطنية والمخلصة للوطن ولاءً وإنتماءً وقوى الشر التي تتقمص الوطنية وتريد السوء بهذا الوطن ولتنكشف حقيقة تخطيطهم المنهجي لتمزيق الشعب وزرع الفتنة والإنقسامات، إضافة الى تسليط الضوء على هذه المعلومات ليكون مصدراً ووسيلة إلهام لزيادة الوعي والأدراك للشعب العراقي وإستنهاض القيم والمشاعر الوطنية ورفع مستوى الحرص والشعور بالمسؤولية إتجاه الوطن، وكذلك ليتم من خلالها معرفة الذين يتاجرون بالدم العراقي من خلال عناوين وشعارات مختلفة، فضلاً عن الفرز السياسي للقوى التي تبيع وتشتري المناصب بحجة الأستحقاق والتوازن الوطني وغيرها من المبررات الجاهزة في رفوف مكاتبهم، وحتى المواقف الإقليمية التي يجاهرون بها لها ثمن وعلى حساب هذا الشعب وفي وطن ذبح وأهدر دمه بين الدول الإقليمية والدولية ومن قبل أصحاب الفكر المتكلس الخاوي. إن التفجيرات الأخيرة القريبة من البرلمان خير دليل على ما نقول وسوف يتم تسويف القضية ودفنها من خلال لجنة تحقيقية خاضعة للتوافق السياسي ومن منطلق ( طمطملي وأطمطملك وشيلني وأشيلك) وتمر القضية مرور الكرام وكأن شيء لم يكن كما في كل اللجان السابقة، إن مشروع عراقليكس سيكون كالصعقة الكهربائية التي تعيد الحياة لمن توقف قبله عن النبض، ويفتح البصيرة وينشط الذاكرة ويضع الأصبع على الجرح ويفرز من هو وطني بحق وحقيقة ومن هو صاحب الشعارات المزيفة والفارغة ويعطي لكل ذي حق حقه... ولايضيع حق الوطن والشعب ولكي لا يلدغ المرء من جحر مرتين حين تجري الإنتخابات القادمة وننتخب النزيه والمخلص للنهوض بواقع العملية الديمقراطية نحو الرقي والتقدم.
https://telegram.me/buratha