المقالات

بطلة كربلاء والميدان السياسي

1554 16:52:00 2011-12-11

جمال العبيدي

ان اغلب الذي قرأناة في التاريخ وما سمعناه وما موجود من عناوين فكرية في المكتبات عن عقيلة الطالبين الحوراء زينب (ع) لايتعدى المأساة والحزن والدمعة في ساحة المعركة بكربلاء والحسرة على مقتل الحسين ع وأهل بيته واصحابة ،وكأن زينب السيدة الفاطمية العظيمة صاحبة الدور العظيم لم تكن وظيفتها ألا الندب والبكاء والولاء الممزوج بالتعاطف مع ثورة الأمام الحسين وقضيته السياسيةوهذه ليست الحقيقة وإنما الحقيقة في زاوية أخرى من التاريخ وهي أن زينب كان لها دور يوازي دور ألائمة (ع) ولم يتراجع أويضعف هذا الدور لافي حياتها وهي في بيت أبيها الأمام علي (ع)ولافي كربلاء ولافي حياتها الاجتماعية والسياسية وهي الصانعة للقرار وصياغاته العلوية المحمدية ،هذه المرأة الفاطمية المتأصلة في التعاليم النورانية المحمدية جسد صورتها ونموذجها العالي وحقيقتها القيمة النبيلة ماظهر منها يوم كربلاء ، كربلاء كانت الإيضاح والمشهد الكاشف لروح النبوة وتجلياتها السمحاء في مرحلة باتت فيها حقائق الناس وتوضحت رغباتهم وخوفهم وشجاعتهم ونبلهم وزيفهم ،ومروءتهم وخيانتهم في مواجهة تحدي ظهور الروح المحمدية الشاخصة التي كانت تعسكر في الطرف الأخر .ولعل هذا الأمر ،كون زينب تمثل روح النبوة والإمامة وضمير الثورة هو الذي دفع بالحسين ،أن يصحب شقيقته وروحة وامتداده وحيوية المشروع الثوري بل أن يصحب سيفه وترجمان فلسفته وناطقته المسلحة معه الى ساحة القضية .وحين طلب من الاما م تفسير الأمر اختياره الصعب باصطحاب العائلة الهاشمية وزعيمتها وقيادتها النسوية زينب أكد وهو يتطلع لأخته بل يتطلع الى روحة (شأ الله أن يراني قتيلاً ويراهن سبايا) ألا أن قضية السبي التي أشتغل الأمويون على بعدها السياسي السلبي حولتها هذه العظيمة المحمدية الى قضية احتجاج هو الابلغ والأكثر إحراجا لسياستها وممارستها وجريمتها الشنيعة يحق الإسلام ورموزه ولعل السيدة زينب عليها السلام هي التي وضعت نهاية لمسرحية الحكم السفياني عندما عرت الوجوه الشوهاء والسياسات العمياء والقيادات الجاهلة والنفوس الحاقدة يصبر جدها (صلى الله علية واله) في دعوته وأبيها في دفاعه عن كيان الشريعة والدولة الإسلامية .أن احد من الذين شهدوا واقعة الطف الدامية ،كان قد رأى زينب (عليها السلام) وهي تشهر سلاح المواجهة بعد نهاية المعركة كأنها أرادت أن تؤكد للجميع بان قضية الحسين لن تنتهي بقتلة بل تبدأبه .يقول هذا الرجل كان موكب السبايا يمر بالأوساط في الشام (فلم اروالله من انطق منها،كأنما تنزع عن لسان أمير المومنين علي بن أبي طالب ،والله ماتمت حديثها حتى ضج الناس بالبكاء وذهلوا وسقط مافي أيديهم من هون تلك المحنة الدهماء ) لقد مثلت هذه السيدة النبيلة المذبوحة بثلاثة وسبعين رجلا من أشقائها وأبنائها وأحباب أخيها مجزرين كالأضاحي على رمال الطف ،لكنها تعاملت مع تلك القضية لاعلى خلفية الندب والبكاء والعزاء وحسب ، لان هذا التركيز على هذا البعد دون تأصيل الأبعاد السياسية والفكرية والعقيدية والحضارية في القضية الحسينية سيفقد الدمعة حيويتها واستمرارها .نعم لقد كانت ابنة علي أم الثورة بامتياز تماماً كما كانت الزهراء أم محمد في دعوته وأم علي في قضيته

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2011-12-11
السيدة زينب مجاهدة عظيمة فلقد خرقت قلب يزيد بسهم خاطف الا وهو جملتها العظيمة تلك وبذلك ردت اليه سهاما مزقت اجساد العترة المحمدية ولكن هيهات لعقيدة العترة وروحهم الظاهرة ان يمزقها شيء لم يكسب هؤلاء المرتزقة الا اللعن وظلم النفس وخسارة الاخرة انالنا الله حسن العاقبة وابعد عنا الشيطان السيدة الجليلة مجاهدة واعلامية من الدرجة الاولى لبيان الحق كل فعل وعمل صدر منها كان شرحا ودرسا بوركتم
المهندسة بغداد
2011-12-11
السلام على الحوراء زينب ع لقد كسرت السيدة الجليلة مجلس يزيد و كدرت عليه نصره الفاني بجملة واحدة اختصرت بها احداث يوم عاشوراء المريرة الا وهي جملة مارأيت الا جميلا لم يكن في كربلاء ماهو جميل بل كل شيء كان يقطر الما وحزنا الا شيئا واحدا وهو الصبر الذي جمع النساء والاطفال تحت ظل امامهم العليل عليهم السلام جميعا لقد استعانوا بالصبر علىالاذى والسيدة زينب لم ترى في كل هذا المشهد القاطر دما الا ذلك الصبر والمقصود ان ما وصل الى قلبها هو الصبر فالعين رات الماساة لكن القلب لم يعي الا الصبر والاحتساب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك