المقالات

الأضـواء في أسرار زِيَارَةِ عَاشُورَاء (الحلقة الثالثة )

1177 21:25:00 2011-12-11

من اعداد الشيخ حيدر الربيعاوي وتاليف الدكتور الشيخ عباس الانصاري ومن اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية النجف الاشرف

إمامة الأمام الحسين (عليه السلام) وثورته الجبارة حتى الشهادة :تصدى سيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) لمقام الإمامة في سنة (50) هجرية، بعد أن أستشهد أخيه الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) وكانت مدة إمامته من سنة (50) هجرية إلى سنة (61) هجرية( )، وكان الإمام الحسين(عليه السلام) قد مضى فترة طويلة من إمامته في أيام معاوية، وكان معاوية قد تعهد للإمام الحسن (عليه السلام) ضمن شروط الصلح والهدنة بينهما بشروط ..منها أنْ لا يوصي لأحد من بعده وتكون الخلافة للامام الحسن، وإذا حدث للإمام الحسن (عليه السلام) حادث فللإمام الحسين (عليه السلام) من بعده، لكنه وضع تلك الشروط والقيم تحت قدميه, فأخذ البيعة مِنَ الناس لابنه يزبد من بعده, بالجبر والقوة والقسر، وأعلن رسميا في حياته أنه ولي العهد من بعده( ).لما حضرت معاوية الوفاة دعا إبنه يزيد، فأجلسه بين يديه، فقال لـه: (يا بني قد ذلّلت لك الرقاب الصعاب، ووطدت لك البلاد وجعلت المُلك وما فيه لك طعمة، وإنّي أخشى عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك بجهدهم، وهم:1 - عبد الله بن عمر بن الخطّاب .2 - عبد الله بن الزبير . 3 - الحسين بن علي( ) . وكان معاوية قد حذره بشدة من هؤلاء الثلاثة؛ لأنهم كانوا قد خالفوه علناً عندما أجبر الناس على البيعة ليزيد.فلمّا هلك معاوية، وتولى الأمر من بعده إبنه يزيد (لعنه الله) لم يلتفت الى وصّية أبيه, فكتب الى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان, وكان والياً على المدينة من قبل معاوية فقال له:«خُذْ البيعة من الحسين بن علي ولا ترخص لـه في التأخير عن ذلك».فأنفذ الوليد الى الحسين (عليه السلام) في الليل فاستدعاه( ).وبعد محاورات جرت بين الوليد والإمام الحسين(عليه السلام), استغرقت ليلة ويوم( ), أبى سيد الشهداء (عليه السلام) أن يبايع يزيد, قائلاً:(وعلى الإسلام السلام إذا قد بليت الآمة براع مثل يزيد, ولقد سمعت جدّي رسول الله |يقول:(الخلافة مُحرّمة على آل أبي سفيان).وخرج الإمام الحسين (عليه السلام) الى مكة ليلة الأحد مع أهل بيته, فلمّا بلغ اهل الكوفة ذلك. إجتمعت الشيعة في منزل سليمان بن صُرّد الخزاعي وكتبوا كتاباً الى الامام الحسين (عليه السلام) يدعونه فيه الى القدوم للكوفة( ).فاختار الحسين(عليه السلام) ابن عمه مسلم بن عقيل, فبعث معه الجواب, فتحرك مسلم (عليه السلام) الى الكوفة,وأقبلت الشيعة تختلف ‘ إليه, فكلما إجتمع اليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الإمام الحسين (عليه السلام) ,أخذوا يبكون ,ويعلنون البيعة والولاء( ).وبهذه الصورة بايع مسلم بن عقيل جمع كبير,فكتب إلى الحسين(عليه السلام) يخبره بذلك, فكتب دعاه يزيد إليه يخبرونه بما جرى في الكوفة من البيعة لمسلم ببن عقيل, وكان آنذاك النعمان بن بشير والياً على الكوفة.فعندما وصلت كتبهم إليه, دعا سرجون اليهودي مولى معاوية وشاوره في الأمر, فأشار اليه أن ْيبعث عبيد الله بن زياد والي البصرة الى الكوفة ليستتب لَهُ الأمر في الكوفة ويخرج مسلم بن عقيل منها.فكتب يزيد الى عبيدالله بن زياد وشرح لـه أوضاع الكوفة,وترك يديه طلقاً في العمل كيف يشاء ليحفظ لـه الكوفة.ولمّا قرأ إبن زياد كتاب يزيد أمر بالتهيُّؤ والمسير الى الكوفة من الغد, ثم ّخرج من البصرة وأستخلف أخاه عثمان بن زياد.حتى دخل الكوفة وعليه عمامة سوداء وهو ملثم. والناس قد بلغهم إقبال الحسين (عليه السلام) إليهم ,فهم ينتظرون قدومه, فظنوا ـ حين رأوا عبيد الله ـ إنّه الحسين فأخذ لا يمر على جماعة من الناس ألاّ سلموا عليه, وقالوا:«مَرْحَباً يابن رسُول ِاللهِ, قدِمْتَ خَيْرَ مَقْدَمٍ».فرأى من تباشرهم بالحسين ما ساءه.. وسار حتى وافى القصر في الليل( )... فاصبح إبن زياد,فنادى في النّاس: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فخرج اليهم وخوّفهم من حكومة يزيد قائلاً:«ومَنْ لم يكتب لنا أحداً فليضمن لنا ما في عِرافيةِ, ألاّ أيخالفنا منهم مخالف ولا يبغ علينا منهم باغٍ, فمن لم يفعل برئت منه الذمة وحلالاً لنا دمه وماله, وأيّما عرافته وجد في عراقته من بُغية أمير المؤمنين أحد لم يرفعه إلينا صُلب على باب داره، ألغيت تلك العرافة من العطاء»( ).وهكذا نرى كيف فرّق عبيد الله بن زياد جمع المسلمين, وقضى على بيعتهم لمسلم بن عقيل (عليه السلام) سفير الحسين وناصره, والتي تُعد بيعة مباشرة لأبي عبد الله الإمام الحسين (عليه السلام), وكل ذلك تمَّ لهذا الجائر الخبيث بالارهاب تحت شعار قطع الرقاب, الأمر الذي أدى الى تفرّق الناس من أطراف مسلم بن عقيل خوفاً على أنفسهم من القتل, فما زالوا يتفرّقون حتى أمسى وحيداً غريبا.. ليس هناك من يدله على الطريق إلى بيتٍ يأويه.فمضى حتى أتى إلى باب امرأة يقال لها (طوعة)..., فعندما علمت أنّّه مسلم بن عقيل آوته؛ لأنّها امرأة محبة لأهل البيت (عليهم السلام), فدخل بيتها.آما عبيد الله بن زياد فلم يكتفْ بذلك, وإنّما بذل آلاف الدراهم من اجل العثور على مسلم...فوصل الى مراده عن طريق وشاته، وقبض على مسلم فقتله( ).وفي الأثناء تحرّك الإمام الحسين (عليه السلام)من مكة الى العراق مع أهل بيته وأصحابه حتى قطع البوادي والصحاري القاحلة في سبيل الله (تعالى)، وطلب الإصلاح في امة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله)( ). ووقعت لسيّد الشهداء (عليه السلام) في هذه المسيرة الشاقة حوادث شتى, وكان من أهمها نبأ شهادة سفيره وابن عمه مسلم (عليه السلام), وخبر اهل الكوفة, بأن قلوبهم معه وسيوفهم عليه بعدما نقضوا بيعتهم.ولكن الامام الحسين (عليه السلام) كان يرى أنَّ تكليفه يقتضي أن يقاوم تلك السلطة الباغية, وأصر ّعلى القدوم الى كربلاء ويقاوم حتى الشهادة, لكي يغيّر الاوضاع السائدة آنذاك ويفضح بني أمية؛ وذلك من خلال تضحيته بنفسه واهل بيته، والثلة المخلصة من اصحابه (سلام الله عليهم)؛ وذلك لحماية الدين والحفاظ على العقيدة الحقّة، ومكافحة الظلم والاستبداد.وهكذا صمد سيّد الشهداء (عليه السلام) بوجه الاعداء، بالرغم من كثرة المحن والمصائب, وقدم اهل بيته وأصحابه قرباناً لإحياء الشريعة المقدسة,وهم يزدادون تلهفاً للاستشهاد, وكان هو (عليه السلام) كلما إقترب من من الشهادة يزداد تألقاً في وجهه ونوراً مشرقاً يدل على سكينة نفسه وطمأنينة قلبه الشريف رضاءاً بقضاء الله وشوقاً للقاءه مخضباً بدماء التضحية في سبيله..حتى أُستشهد (سلام الله عليه) في كربلاء عام(61) للهجرة, وهو على تلك الحالة.. كما قال (عليه السلام): «لا أرى الموت إلاسعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما»( ).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك