المقالات

الإخبار الغيبي بشهادة الحسين (عليه السلام) من السماءلأفضل أهل الأرض في المجتمعات في عصور ما قبل الاسلام

1123 20:51:00 2011-12-13

من اعداد الشيخ حيدر الربيعاوي وتاليف الدكتور الشيخ عباس الانصاري ومن اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية النجف الاشرف

مقدّمة تمهيديّة:اختلف العلماء من الفلاسفة - اليوانيين وغيرهم - والمتكلمين وأصحاب المذاهب والفرق الاسلامية في أول ما صدر عن الصادر الأول، وفي تعيين أول المخلوقات، فذهب الأكثر منه إلى أنّ العقل الأول هو أول المخلوقات ثمّ الثاني، والفلك الأول، حتّى ينتهي الامر إلى العقل العاشر والفلك التاسع وهيولى العناصر( ).وهكذا... فقد تقر في ملحه أنّ العقل الأول هو أول مخلوق صدر عن الله تعالى؛ والذي يكون لـه ثلاث لحاظات.. وجود اُفيض من الصادر الأول، ووجوب بلحاظ المبدأ الأول، وإمكان من حيث ذاته، فكان بذلك الموجود سبباً لعقلٍ آخر، وبذلك كان سبباً لنفس فلكٍ، وبإمكانه أصبح سبباً لجسمِ فلكٍ، وهكذا حتّى نصل ال العاشر في العقل والفلك التاسع.ولكن الذي قررّه أهل بيت العصمة والوحي (صلوات الله عليهم أجمعين)؛ وقد دلّت عليه الروايات الصحيحة - حتّى أن أغلب العامة ذهب لذلك- إلى أنَّ أوّل المخلوقات هو نور النبيّ الأعظم |، وكما هو مصرّح عنه: «أول ما خلق الله نوري»( ).على أنّه خلق من الله (جلّ وعلا)، كما قال حبيبه المصطفى (صلّى الله عليه وآله): «ألا إنا خُلقنا من نور الله»( ).ثمّ خُلق من ذلك النور - نور النبيّ الخاتم (صلّى الله عليه وآله) - نور الأئمة الأطهار (سلام الله عليهم) في عالم الملكوت العلوي في تلك النشأة العُليا؛ والتي لا يتناسب معها وجود الموجودات إلاّ وجودهم بأنوارهم الساطعة، وقد صرّحَ بذلك أئمة أهل البيت (عليهم السلام).قال أمير المؤمنين الإمام عليَّ (عليه السلام):«إنّا آلُ محمّد كُنّا أنواراً حول العرش، فأمرنا اللهُ بالتسبيح فسبحنا فسبحّتْ ا لملائكة بتسبيحنا، ثمّ أهبطنا إلى الأرض فأمرنا بالتسبيح فسبّحنا فسبّحتْ أهل الأرض بتسبيحنا»( ).وبما أن الحسين (عليه السلام) من أهل بيت النبيّ وعترته الطاهرة (عليهم السلام) ، بل هو سبط رسول الله وحبيبه، اذاً هو أحد أوّل هذه المخلوقات، وبهذا يتضح إنّه (عليه السلام) من أوائل الانوار التي هي أول ما خلقت في عالم الملكونت الأعلى قبل وجود عالم الامكان والتكوين البشري.إذا ثبت هذا... فلا غرَر أنْ أخبر الباري المصور (جلّت قدرته) عن شهادته، أنبيائه وأوليائه الصالحين في عالم الدّنيا قبل تنزّله من تلك النشأة العليا؛ وقد ثبت - كما سيأتي إن شاء الله تعالى - عنهم (عليهم السلام) جميعاً أنّهم رأوه ، بل توسلوا به (صلوات الله عليه) إلى ألله في قضاء حوائجهم، وقد قضيت ببركة وجود نوره المقدس، كما حصل لآدم (عليه السلام)( )، عن طريق دلالة أمين الوحي والتنزيل جبرائيل (عليه السلام) ، ثمّ تواردت الأخبارات الغيبيّة عن شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) منذ أنْ خلق الله (تبارك وتعالى) آدم وحواء‘، وجعله نبياً وأباً للبشر وزوجه أُماً لهم.وهكذا الحال بالنسبة لجميع الانبياء المرسلين (عليهم السلام) حتّى وصلت النوبة إلى خاتمهم نبينا محمّد |، وهذا بحد ذاته إنما يدل على عظم مصاب أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وعظيم منزلته عند خالقه العظيم (عزّوجلّ).ومن هنا دلّت الأخبار على أن جميع المخلوقات قد بكت على مصيبة الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام)، فثبت هذا حقيقةً لا ضير فيها - كل بما يتناسب مع حال نشأته ووجوده - ولا مبالغةً في ذلك، فقد ورد أنَّ السماء بكت ومَنْ فيها( )، والأرض ومَنْ عليها، وإنكسرت لمصابه (عليه السلام) جميع الموجودات، بل ورد إنّ اعدائه وقتلته بكوا عليه بوجودهم العام وماهياتهم، وأصابهم الانكسار بفطرتهم وحقائقهم.. كل ذلك بلا اختيار منهم( )، وذلك بمقتضى الأثر الوضعي التكويني، لكنهم ارتكبوا هذه الجريمة النكراء بحقه بمقتضى أفعالهم الاختيارية التي انحرفت عن المسار الصحيح والعقيدة الحقة طلباً للسلطان والجاه الناتجين عن حب الدنيا وأهوائها، وبذلك استحقوا الخلود في جنهم وبئس المصير، وبكاؤهم هذا نتج عن عمق غفلتهم؛ لانهم كانوا يعرفون حقيقة الحسين، وإنما تجاهلوها تلبية لاهوائهم وشهواتهم، كما حصل للذين استيقنوا معرفة الله تعالى وجحدتها أنفسم ظلماً وعلواً من قبلهم، وقد غفلوا عن مقتضى جحودهم ونطقوا بالتوحيد.وهكذا الحال بالنسبة لاعداء الحسين وقاتليه، فهم في غفلتهم نطقوا بفضله، وبكوا على مصابه.. كما حصل لابن سعد (لعنه الله) عندما أراد الأمر يقتله، ويزيد لمّا رأى الأسارى ورق لهم، فقال: «قبُحَ ابنُ مرجانه»، وأما في حال عنادهم وظلمهم وطغيانهم، فقد أقدموا على قتله وسلب عياليه في أسرهم.ومن هنا .. ولعظم منزلة سيّد الشهداء (عليه السلام) وشدة مصابه أخبر عنه الحكيم (سبحانه) الانبياء والأولياء، وقد صوّر لهم وحياً هذه الجريمة التي ارتكبت بحقه من أجل ثباته؛ للحفاظ على دين جده محمّد |، ليأخذوا منها الدروس والعبر في مسيرتهم الالهيّة، ولهذا سوف نفصل الكلام في هذا الفصل من خلال بيان عدة مراحل:

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك