المقالات

بالون الاستجواب

946 16:44:00 2011-12-14

عبدالكريم ابراهيم

منذ تشكيل اول حكومة بعد التغيير عام 2003، وكل يوم تطالعنا وجوه برلمانية عبر وسائل الاعلام المختلفة عن نيتها استجواب هذا اوذاك المسؤول بتهة الفساد الاداري واستغلال السلطة وغيرها من قائمة طويلة من التهم تحمل في طياتها بعض الدوافع والمكاسب ولعل التسقيط والمناورة السياسية واضعاف الاخر تقف في المقدمة، تأتي هذه الدوافع التي قد تكون في طرحها الاولي تناغم وتدغدغ مشاعر الموطن العراقي البيسط الذي يرى اموال بلده تتبدد من دون أية مساءلة حقيقية. بالعودة الى موضوعة الاستجواب الذي يثار بين الفينة والاخرى وسرعان ما تهدأ زوبعته والعملية اشبه ما تكون ببالون هواء تنفد مادته بمرور الوقت حتى يضمحل، وبالتالي في عالم النسيان حتى يظهر استجواب جديد يلغي القديم في متداولة غريبة لاتعرف منها سوى كيل التهم وادعاءات حماية اموال المواطنين ضد المفسدين ـ وما أكثرهم اليوم ـ.قائمة الاستجواب طويلة مع حقائق وشهود يراد لها ادخال البلد في متاهة لايجني منها المواطن العراقي سوى (وجع الراس). هذا لايعني ان العراق اليوم خال من افة الفساد بكل انواعه، بل وحسب تقارير اغلب الهيئات الوطنية والدولية تؤكد ان العراق يحتل المراتب الاولى عالميا في هذا الموضوع. لكن للاستجواب شروطه واهدافه التي يجب ان لايحيد عنها، منها: الابتعاد عن التسقيط الحزبي والحرب الكلامية التي يستشعر منها أن وراءها أغراض شخصية، وغيرها من المزيدات البطولية، حيث هناك من يبحث عنها في ظل انخفاض مؤشر شعبية الجميع. بعد كل هذا المعركة ينتهي الاستجواب عند ابواب البرلمان ليتم التحفظ علية بحجة الحماية الحزبية والمصالحة الوطنية التي تتطلب بعدم الاشارة الى هذه او ذاك المكون، لينتهي بترضية وطبخة الكل يخرج منها منتصرا ما خلا اموال الشعب العراقي المسكين التي يعرف مصيرها سوى البعض.مشكلة الاستجواب عندنا انها مارد من دون اقدام يقف عليها، ليركع عند احدى الصفقات بين طرفين متناقضين، ليخرجا في النهاية الامر (حبايب) لا احد يحمل ضغينة على الاخر. بعض الاحيان للاستجواب ابطال معروفون حيث توفر عليهم هذه الفورة الدولارات التي جمعوها من هنا وهناك، وتحويلها الى اقرب مصرف دولي من اجل المحافظة عليها من الزمن وتنميتها بطرق شتى. الاستجواب اصبح دعاية مجانية للبعض وجعلتهم يتصدرون نشرات الاخبار ويطلون علينا من اكثر مقدمي البرامج اليومية. هنا اصبح الاستجواب نوعا من الترف السياسي ان صح التعبير، لايثير المواطن من قريب ومن بعيد، بل اصبح حكرا على طائفة من العراقيين الذين تدفعهم غاية يصعب التنبؤ بها في ظل الضبابية وسوداوية الامور التي تلف المشهد العراقي وتناقضاته التي لايمكن التكهن بها.المواطن ادرك الحقيقة ووعى الاهداف واصبح لايكترث بموجة الاستجوابات لانها بالون هواء سرعان ما يضمحل ودون نتائج تذكر والعبرة فيما مضى من وقت.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك