المقالات

السجون للاصلاح أم للتخريب ؟ /

979 11:55:00 2011-12-15

حافظ آل بشارة

السجون للاصلاح أم للتخريب ؟ / حافظ آل بشارةاصبحت سجون العراق معاهد لتخريج الارهابيين ، اثبتت تحقيقات الشرطة في بغداد والمحافظات ان كثيرا من المجرمين الذين تم اعتقالهم السنة الماضية هم سجناء سابقون ، اطلق سراحهم عن قريب ثم عادوا فورا لممارسة الارهاب والجريمة المنظمة بحماس اكبر ، أصبح دور السجون العراقية مثيرا للجدل . لا يوجد في التشريعات الدينية او المدنية اهداف انتقامية ، وجدت التشريعات لحماية الانسان ، وهدف السجن حماية البلد من المجرمين اولا ، ثم اصلاحهم وتحويلهم الى أناس أسوياء ، لذا تسمى بعض السجون بالاصلاحيات ، فيفترض ان يدخل المحكوم الى السجن بعقلية وثقافة وتشكيل نفسي سلبي ليخرج منه انسانا سويا ، المشكلة تبدأ عندما يتمتع كبار المجرمين والقتلة والتكفيريين المسجونين بوضع ترفيهي وتنظيمي قوي في سجونهم ، ويمارسون عملية تثقيف منتظمة للسجناء حيث يشحذون فيهم روحية التشدد والحقد والعنف ويحببون اليهم قتل الانسان والتمثيل به ، ويحيون ثقافة العنف القبلي ويعدون البشر والتمثيل به من خصائص الشجاعة والرجولة ومن يخشى فعل ذلك فهو جبان ، وبعض اؤلئك الارهابيين بارعون في اقناع السجناء بافكارهم ، خاصة وان السجين اكثر استجابة للتلقين من الانسان الطليق . ولديهم تواصل مع قياداتهم من خارج السجن ويحصلون على تعليمات تنظيمية ، وقد تصل عملية التثقيف الى مستوى غسل الادمغة والتسخير النفسي الذي يصبح فيه الضحية اداة منفذة عاجزة عن الرفض او التفكير المستقل . وهذا يعني ان السجون بدلا من ان تكون دار اصلاح تحولت الى معسكرات اعداد ثقافي للارهابيين والمجرمين وهذه من عجائب العراق الجديد ايضا ، لذا تجد من أطلق سراحهم توا اشد ضراوة مما كانوا عليه في السابق فقد ازدادوا انغماسا في ثقافة الجريمة بدل ان يخرجوا وهم قوم صالحون . ويبدو ان الرشوة المنظمة كان لها دور كبير في اطلاق سراح مجرمين تم اعدادهم بقوة في السجون وارسلوا لتنفيذ عمليات ارهابية . اذا بقيت سجون البلد على هذا الحال فسوف تتحول الى مراكز اسناد حقيقية للارهاب ، ورغم ان سجون الارهابيين والتكفيريين خاصة ومعزولة لكن الغريب ان مواطنا يدخل السجن وهو محكوم بتهمة مدنية عادية ليخرج منه وقد تحول الى مجرم متلهف لارتكاب الجريمة ! لاصلاح السجون يجب اولا منع كبار المجرمين من تنظيم محاضرات التلقين للسجناء سرا او علنا ، ثم معالجة الفساد في ادارة السجون ووحدات الحراسة واختيار افرادها من ذوي الاخلاق والنزهاء ، ثم وضع برنامج ثقافي لاصلاح السجناء يتضمن التثقيف الايجابي الديني والاخلاقي في اطار اعادة تأهيل حقيقية ، ويفترض ان يسير البرنامج الاصلاحي على اساس القواعد الحديثة التي تستخدم في العالم وهدفها معالجة المجرمين والمنحرفين بوسائل تأثير قوية ومجربة علميا ، وتشكيل هيئة اصلاحية لكل سجن لديها برنامج مركزي يومي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك