حافظ آل بشارة
السجون للاصلاح أم للتخريب ؟ / حافظ آل بشارةاصبحت سجون العراق معاهد لتخريج الارهابيين ، اثبتت تحقيقات الشرطة في بغداد والمحافظات ان كثيرا من المجرمين الذين تم اعتقالهم السنة الماضية هم سجناء سابقون ، اطلق سراحهم عن قريب ثم عادوا فورا لممارسة الارهاب والجريمة المنظمة بحماس اكبر ، أصبح دور السجون العراقية مثيرا للجدل . لا يوجد في التشريعات الدينية او المدنية اهداف انتقامية ، وجدت التشريعات لحماية الانسان ، وهدف السجن حماية البلد من المجرمين اولا ، ثم اصلاحهم وتحويلهم الى أناس أسوياء ، لذا تسمى بعض السجون بالاصلاحيات ، فيفترض ان يدخل المحكوم الى السجن بعقلية وثقافة وتشكيل نفسي سلبي ليخرج منه انسانا سويا ، المشكلة تبدأ عندما يتمتع كبار المجرمين والقتلة والتكفيريين المسجونين بوضع ترفيهي وتنظيمي قوي في سجونهم ، ويمارسون عملية تثقيف منتظمة للسجناء حيث يشحذون فيهم روحية التشدد والحقد والعنف ويحببون اليهم قتل الانسان والتمثيل به ، ويحيون ثقافة العنف القبلي ويعدون البشر والتمثيل به من خصائص الشجاعة والرجولة ومن يخشى فعل ذلك فهو جبان ، وبعض اؤلئك الارهابيين بارعون في اقناع السجناء بافكارهم ، خاصة وان السجين اكثر استجابة للتلقين من الانسان الطليق . ولديهم تواصل مع قياداتهم من خارج السجن ويحصلون على تعليمات تنظيمية ، وقد تصل عملية التثقيف الى مستوى غسل الادمغة والتسخير النفسي الذي يصبح فيه الضحية اداة منفذة عاجزة عن الرفض او التفكير المستقل . وهذا يعني ان السجون بدلا من ان تكون دار اصلاح تحولت الى معسكرات اعداد ثقافي للارهابيين والمجرمين وهذه من عجائب العراق الجديد ايضا ، لذا تجد من أطلق سراحهم توا اشد ضراوة مما كانوا عليه في السابق فقد ازدادوا انغماسا في ثقافة الجريمة بدل ان يخرجوا وهم قوم صالحون . ويبدو ان الرشوة المنظمة كان لها دور كبير في اطلاق سراح مجرمين تم اعدادهم بقوة في السجون وارسلوا لتنفيذ عمليات ارهابية . اذا بقيت سجون البلد على هذا الحال فسوف تتحول الى مراكز اسناد حقيقية للارهاب ، ورغم ان سجون الارهابيين والتكفيريين خاصة ومعزولة لكن الغريب ان مواطنا يدخل السجن وهو محكوم بتهمة مدنية عادية ليخرج منه وقد تحول الى مجرم متلهف لارتكاب الجريمة ! لاصلاح السجون يجب اولا منع كبار المجرمين من تنظيم محاضرات التلقين للسجناء سرا او علنا ، ثم معالجة الفساد في ادارة السجون ووحدات الحراسة واختيار افرادها من ذوي الاخلاق والنزهاء ، ثم وضع برنامج ثقافي لاصلاح السجناء يتضمن التثقيف الايجابي الديني والاخلاقي في اطار اعادة تأهيل حقيقية ، ويفترض ان يسير البرنامج الاصلاحي على اساس القواعد الحديثة التي تستخدم في العالم وهدفها معالجة المجرمين والمنحرفين بوسائل تأثير قوية ومجربة علميا ، وتشكيل هيئة اصلاحية لكل سجن لديها برنامج مركزي يومي .
https://telegram.me/buratha